الجمهور .. نعمة أم نقمة ..!.. بقلم: صفوان الهندي

الجمهور .. نعمة أم نقمة ..!.. بقلم: صفوان الهندي

تحليل وآراء

الأحد، ٣ مارس ٢٠١٩

كلنا يذكر سجل العقوبات والطرق التي كان وما يزال يحاول اتحاد الكرة فرضها للتخفيف من حالات الشغب التي تشهدها أحياناً الملاعب السورية، وكلنا يتساءل عن ماهية أسباب هذا الشغب ..!
فقد لجأ اتحاد بعقوباته في الثمانينات قبل وصول الاحتراف إلى ملاعبنا لحذف النقاط التي أخرجت فرق متصدرة من البطولة وتوجت فرق أخرى بها، وهذا ما كان يحصل غالباً في آخر مباريات الدوري وحصر بطولته بين فرق محددة وبين فرق كان لها حظوة عند الاتحاد الكروي آنذاك، وتدرجت العقوبات من الحذف في النقاط إلى اللعب بلا جمهور ونقل مباريات لمحافظات أخرى إضافة لفرض غرامات مالية والعقوبتين الأخيرتين تشهدهما ملاعبنا حالياً ..! 
وبعد ذلك فقد حضرتنا أسئلة عديدة أهمها، ما هو السبيل لقمع حالات الشغب، وهل أعطت العقوبات الحالية مفعولها المجدي لخدمة اللعبة بفرض غرامات مالية والحرمان من ريع المباريات ووضع الفرق تحت الضغط المادي الذي هو موجود بالأصل في عصر الاحتراف، ومن أين يأتي دعم الألعاب الأخرى لطالما أن الأندية تدعم هذه الألعاب من ريوع كرة القدم وخاصة عندما نعلم أن الداعمين يدفعون حسب الفائدة التي يقطفونها من الأندية التي جلبوا إليها، ومن هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة، وهل ترتاح الفرق المعاقبة بالحرمان من جماهيرها ، وما دور الحكام غير المؤهلين لقيادة المباريات الكبيرة في إثارة الجماهير التي تشعر بالظلم الذي يؤجج في داخلها افتعال حالات الشغب؟ ..!
وللإجابة نقول: الخاسر الأكبر في كل ما تقدم هو الجمهور وأنديتها، فالجمهور سيبقى الورقة الرابحة لفرقها وملح الملاعب واللاعب رقم ( 12 ) والممول والحكم الرئيسي على تطور اللعبة أو تراجعها، كما ستبقى ملاعبنا أقل الملاعب شغباً وستبقى جماهيرنا هي الأقل تعصباً ..!
أبعدوا أسباب الشغب و فعّلوا دور روابط المشجعين وراقبوا القلة القليلة من الجماهير المشاغبة أو المندسة وحاسبوها، وادعموا الأندية المحتاجة ليتحسن أداءها لتخرجوا من الشبهات ولتثبتوا عدالتكم لجميع الأندية ..! هي محاولات لقول بعضاً من الحقيقة نطلقها بأعلى أصواتنا عله يُسمع والشغب عن ملاعبنا يُدفع، ولهذه الجماهير يُشفع ..!