" سُوريّةُ الشّامخَةُ ،و الإرهابُ "
-  بين الحقيقةِ ،و السرّابِ - بقلم محسن حسن

" سُوريّةُ الشّامخَةُ ،و الإرهابُ " - بين الحقيقةِ ،و السرّابِ - بقلم محسن حسن

تحليل وآراء

السبت، ٢٣ فبراير ٢٠١٩

● في يومٍ ، من الأيامِ ، اجتمع في ألمانيا ، بندر بن سلطان ،وشقيقُه ، سُلمانُ ، وسعدُ الحريري ، و عبدُ الحليمِ خدّام ، ومعاونُ وزير الخارجيّةُ ، الأمريكيّةِ ، للتّخطِيطِ ، للحِـراكِ في سوريّـةِ .... فمنذ تلكَ الأيام ، كانت سوريّـةُ ، تُسَـبّبُ لهم ، قلقاً ،و لا تَدَعَهُمْ ينامون ، و في مواقفِها ، مُحتارونُ....

● قام ، جون كيري ، - خلالَها – بجولاتٍ مكوكيةٍ ، إلى إسرائيلَ ، أعطى توجيهاتٍ ، وعَقدَ في – غُرَفٍ سرّيةٍ أخرى ، مفاوضاتٍ ، واتّفاقّياتٍ ، وبقيتْ ، طَىَّ الكتمان ، أكّد فيها عُبد الحليمِ خدّام ، أنّه سيكونُ لإسرائيلَ ، صديقاً ، خادِماً ، ولن يكونَ ، لها عدواً ، قَطّ ....

● دُعِمَ الحراكُ ، في سوريّةَ ، من الولاياتِ ، المُتّحِدَةِ الأمريكيّة ، و اسرائيلَ ، بواسِطَةِ عُملاءَ نَفْطِييّن ، وهَّـابين ، و أخوانِ مُسَلمين ، مأمورين ،خانعين ....

● جُـهّـزَ الحِراكُ ، في سوريّةَ ، منذ البدايةِ ، بالمالِ و المُرْتَزَقَةِ ، و السّلاحِ ، و الْـفِـتنِ ، و التّجُسْسِ ،و الحُقدِ ،و الإعلامِ ، ...... هُـرِّبَ لَهَمُ ، السّلاحُ ، من تركيا ، ولبنانَ ، و إسرائيلَ ، و الأردنَّ ، بدَعمٍ و توجيهٍ ، ورعايةٍ من الولاياتِ ، المُتّحِدةِ ، الأمريكيّة ......

● تُعلِنُ الولاياتُ المُتّحدةُ ، الأمريكيّةُ ، مُحاربتها ، للإرهابِ – كذباً ، و نفاقاً ،و تضليلاً – و تقومُ بعكسِ ذلك ،..... تقوم بقـَصفِ الإرهابِ ، ظاهِراً ، و ترمي – في الواقع – له سِلاحاً ، و غذاءً ،و مساعداتٍ ،و تُنقِذُ قادتَه ،و تأخذُهُمْ ، جَوّاً ، إلى المكانِ الآمِنِ ، الذي ، تُـريدُ ، ويُريدون ....

● لم تَبقَ جهةٌ ، من المُخابراتِ ، في الَعَاَلَمِ ، إلاّ ، وتدخّلَتْ ، بشكلٍ ما ، لمساعِدَةِ الإرهابِ ، ودعْمِهِ ، و التّخطِيطِ له ، برعايةٍ أمريكيّةٍ ، وأوامِرَ ، منها ....درّبتْهُ القوّاتُ الخاصّةُ ، الأمريكيَّةُ ، في الأردُنَّ ، وسهّلَتْ له الدخولَ إلى سوريّةَ ، و وعِدَتْ إسرائيلُ ، من بعضِ النّظُمِ ، العربيّة ، بوقوف الحِراكِ معها ، و إلى جانبِها ، وأنّها ستكونَ دُوُلاً ، صَديقةً ، لـها .....

 ● تقوم الولاياتُ ، المُتَحِدَةُ ، الأمريكيّةَ ، بِقصْفِ الجيشِ العربّي ، السوري ، الذي يُحاربُ ، ويُقاتِلُ الإرهابَ ، لمرّاتٍ ، ومَرّاتٍ ، و تدّعي في كلّ ، مَرَّةٍ أنها قصفتْهُ خطأً .... فما هوِ ، هذا الخطأ الذي بدأ يتكرّرُ ، و تقَعُ فيه الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيّةُ ، كُلَّما أرادت ....؟!

● دخلتِ الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّةٌ ، و تدَخَّلَتْ ..... وصَعَدتْ – أحياناً – على الشّجرةِ الأكثر ارتفاعاً ، و التي لم تكنِ تودُّ الصعودَ عليها ، و التي يَصعُبُ عَليها النّزولَ عنها ..... وسَقطَ النّقَابُ ، وَفُضِحَ المستورُ ، الذي كانت تودُّ له عَدَمُ الافتضاحِ ....  

● المسلّحون ، الإرهابيّون ، في سوريّة ، كثيرون ، كُثُرٌ ، حَسَب جنَسيّاتِهم ، وجنسياتِ ممّوليهم ، عربٌ ، قطريّون ، سعوديّون ، ليبّون ، أردنيون .... و أجانبٌ كثيرون :  إلمانٌ ، وشيشانٌ ، و بريطانيون ، وفرنسيّون ..... مُرْتزِقَةٌ ، واصوليّون ، ومُتشرّدون ، ومُشتَرون ، وحاقدون ....وشذاذُ آفاقٍ ، وقَتَلَةٌ ، ومأجورون .... القاعدةُ ،وفروعها : جبهةُ النّصرة ، وداعشُ ، ومن يلوُذ بها ، و يُتعاطَفُ معها ، ويأتمر بأمرها .... أحرارُ الشّامِ ، و الكثيرون ، الكثيرون ، ممن لا أسماء لهم، و لا حَصْرَ لاسمائهم ، وجنسياتهم ، ..... وكـلُّـهم واحدٌ .... مُسلَّحون ، بكُلِّ الأسلحة ِالمتطوّرة ، بما فيها ، الأسلحُة الكيمياويّةُ ، التي اصبحت بين أيديهم ، واستخدَموها مَرّاتٍ ، ومَرّاتِ .... في خانِ الْعَسَلِ ، وفي أماكنْ أخَرْ ، واتَّهموا ، بذلك سوريّةَ – كذباَ ، وادّعاءً - ....

● كُلُّ ما يجري في الوطنِ العربّي ، مَصدرُهُ واحِدٌ ، ..... كُلُّ التّفجيرات ، التي تحصَلُ ، في العراقِ ، وسوريّةَ ، وليبيا ، و لبنانَ ، و أيَّ بلدٍ آخرَ مصدرُها ، واحدٌ .... الصهيونيّةُ ، الإسرائيليّةُ – الموساديّـةُ – الوهابيّةُ – الأمريكيّةُ .....

● اختلفَ المُسلّحون ، فيما بينَهمُ ، تَبعاً للجهات الممِوّلِةِ .... تباينتْ أهدافهُم ، و على المسروقات ، و المكتسباتِ – فيما بينهم - ..... يختلفون ، ويقتتلِون ،.... حارب المُسلّحونَ ، الْعِلْمَ ، و الاخلاقَ ، و الدّين .... و قتلوا الأطفالَ ، و النّساءَ و الشيوخَ .... و المدنيّين الْذين ، لا علاقةَ لهم بالحرب ،و القتال ..... حاربوا كُلَّ شيءٍ ....هَدّموا الجوامِعَ ، و الكنائسَ ، ودَمَّروا الخطوطَ ، الحديديّة ، و أنابيبَ النّفطِ ، و الغاز و الماءِ وكُلَّ شيءٍ ، البُنى التّحتيّةِ ، .....  واستهدفوا ، الجامِعاتِ ، و الحضارةِ ، و الإنسانيّةِ ......

● ظَهَرَ الإعلامُ المُسيَّسُ ، الحاقِدُ ، بأقوى حالاتِه ، من خلالِ المحطّـّاتِ الإعلاميّةِ ، الحاقِدَةِ ، المُضَلِلِة ، المُزوُّدَةِ ، بكُلِّ ما تحتاجُهُ ، من تقنيّاتِ ، ومالٍ ، وكذبٍ ، وأحقادٍ ، و تضليلٍ ، ومُرتَزِقَةٍ ، وخِداعٍ ، و تزويرٍ .... وسَلّطَ هذا الإعلامُ الضّوءَ على الجزئياتِ ، وقامَ ، بتضخيمِها ، و الكذبِ ، و التهّويلِ .... و تحّولَتْ مَحطّةُ الجزيرة ، و غيرها ممن شابهها ، من وسائِلِ الإعلام ، المأجورةِ ، إلى آلاتِ حَرْبٍ ، حَقيقِيّةٍ ، وكذلك بَعْضُ صفحاتِ التّواصُلِ الاجتماعي....

● حُوربَتْ ، سوريّةُ ، وتُحارَبُ للتّنازُلِ ، وتغيّير المواقِف ، وإبعادِها ، عن حِزبِ اللهِ ، وإيرانَ.... و إلحاقِها بالرّكبِ العربي الخاضِعِ ، الخانِع ، وإسقاطِ ، كُتلَةِ المقاومَةِ ، و الممانَعةِ ...

● تُشكل سوريّةً المحورَ الاساسيَّ في المقاومة ، و الممانعة ، على مّرِّ الزمن ، وكانت دائماً تقضي على المعتدين ، وتًحبُط أحلامَهُمُ ، المعاديّةُ  ، وأثبتتْ صمودَها ، وعدم سقوطِها ....وبدأ عملاءُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ ، و المشهودُ لهمِ ، بالطّاعة ، و الإخلاصِ ، والولاء ، يثبتون عَدَمَ قدرتِهِمْ على مواكبةِ الأحداثِ ، ويَسقُطون واحداَ ، واحداً ، في تُونسَ ، وليبيا ، ومِصْرَ ، وأماكِنَ كثيرةٍ أخرى ، أمام العين الأمريكيّة ، وتحوّلَتْ فوضاها الخلاّقِةُ ، إلى فوضى حقيقيّةٍ ، لا تخلِقُ شيئاً ، ولا تُحِقّقُ هَدَفاً ، و لا تحفِظُ مَصْلَحَةً ، كما كانت تَحلُمُ وتُريد ....

● فأصبحت تحدُّ من صلاحياتِهم ، ، وتُفكّرُ في تغيّيرِهِم ، وأن تأتي بعملاءَ غَيرَهِم .... فالغرب يُخطّطُ ، دائماً ، لتحقيقِ الأهدافِ و حماية ِ المصالحِ ، لا غير ....لا ، لإرساء المبادئ و القَيَم..... و عندما تقتنِعُ الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّةُ ، بَـعدَمِ نجاحِ  مشروعِها ، وعَدَم قدرة عملائها و إرهابييها على تنفيذِ ما أمِروا بهِ ستأمر مُموّليهم ، بقَطْع ِ التّمويلِ عَنْهُمْ ، وستوقِفُ ، المُرتزِقَةُ ، عن القتال – قسراً – فلا داعٍ للانتحارِ الذي لا يُحقّقُ الهدف ويوُصِلُ إلى الغابة.....

● اقتنعتِ الولاياتُ المتحّدُةُ الأمريكيّةُ أن الجيشَ العربيَّ السوريّ سينتصر ، و أن الإرهابين سَيَؤلون إلى السقوط ....

● وهبّتِ الريحُ بما لا تشتهي السفن الأمريكيّةُ ، فاضطّرتِ الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّةِ ، للتهديد بالتّدخُّلِ ، ولوّحَتْ بضرب مطار الشعيرات ، و أبدتْ تركيا رغبتها بالمشاركة ... و عارض الكونغرس الأمريكي الضَربَةَ مبدئياً ... لم تضرب سوريّةُ - أنذاك – و لم تشاركُ تركيا .....

● المسلّحون في سوريّة ، هُمُ الإرهابيّون ، و الوهّابيّون ، المُرتَزِقَةُ الذين جمعتهم المخابراتُ الأمريكيّةُ الإسرائيليّةُ ، بهدايةِ شيوخِ الفتنة ، و أموال نفطِ السعوديّةِ ، و غير السعودية.....

● بدأ الأوربيّون يختلفون ، حَولَ تسليحِ الإرهابِ ، وتمويلهِ  ، فتراجعتْ بريطانيا عن تسليحه بعد أن اقتنعَتْ ، ببقاءِ الأسدِ ، وعَدَمِ السقوطِ وعَدَمِ الرحيلِ ...... فالاستعمار البريطاني ، هو الاستعمارُ ، الأكثر ذكاءً في العالَمِ ، ومجلسُ اللورداتِ البريطاني ، لديه خرائطُ تقسيمِ السعوديّةِ، - الولايةُ الأخيرةُ ، للولايات المُتحدةِ الأمريكيّة - بعد اسرائيل ..

● و فرنسا هي الاسوأ ، في السياسة الأوربيّة و هي حليفة السعوديّةِ – و المُطِيَّةُ الأمريكيّةُ......

كَلّ من دَخَل سوريّةَ ، من المقاتلين  ، سيكون حَطباً ، و وقوداً ، في هذه الحرب التي أشعلوها ، وستكون سوريّةُ كُرةَ النّار الضاغطةَ في كلِّ الاتّجاهات ، يجب القضاء عليهم ، أينما سُقفوا و عُثِرَ عليهم ، على امتدادِ أرضِ الوطنِ العربّيِ ... مع أعلامِهِمُ السّود يُحرَقون ، ومع سكاكين حُقدهم ، يوارَون ... تُقطّعُ أيادي مموليهم و السنةُ مُفتيهم ، وشيوخ فتنتهم ، و مع الشياطين يصمتون ، و يُنهوَن ......

● إن الجيشَ العربيَّ السوريَّ ، هو الوحيدُ في العالَم ، الذي انتصرَ في الحروبِ ، على العصاباتِ ـ و الإرهابِ ، طيلةَ التاريخِ ، في كُلِّ الدنيا ... أنّه الوحيدُ القادرُ ، على حَسمِ أيّة مَعرَكةٍ ، مهما كانت ، و أينما كانت ، و متى يُريد ، وكيفَ يَشاء .... ، ومن يصمد ، في سورية و ينتصر ، يصمد في لبنان و ينتصر ، و يصمد في فلسطين ، و ينتصر ....

● ما يحّقُقِهُ الجيشُ  العربي السوري ، وحقّقَهُ ، هو الذي يتحكّمُ بكلِّ شيءٍ ، و يقرر كلِّ شيءٍ ، وهو الذي يُخرجُ سوريّةُ ، من المِحْنَةْ ..... و الحلُّ في سوريةِ ، لا يكونُ ، إلا بالقضاء على الإرهابِ ، و على المسلحين ، الوهابين ، و على كلِّ الفَسَقَةِ و الكافرين .... وبعده يبدأ ، و يُحلُّ كلُّ شيءٍ ...

● على المقاومين في الوطن العربي ، ومن يقف مَعَهُمْ ، العَمَلَ ضُدَّ الإرهاب ، في جبهةٍ واحدةٍ  ،مُوحّدَةٍ ، يجب أن يتَّحِدوا ، و يتوحّدوا، و في وجهِ الإرهابِ ، و قسوَتِه ، و وحشيتهِ ، يُكَسّرون أنيابه ، و يُشتتون شمله ، ويُقلّلون عدده ، و يَقضون عليه.... و سينهمرُ المطرُ ، على الأرضِ ، غسلاً ،و تطهيراً ، وعلى التربةِ سُقياً ، وإنباتاً ، بِكلِّ زوجٍ و بهيجٍ ، - خِضْرَةً ، وشباباً ، و ربيعاً ، و عبيراً ، وطيباً ، وعطراً ، وإشراقاً ..... يعانق الْعَلمُ ساريتَه ، و يُتَابِعُ الوطنُ شموخَه ، وعزتَه ، و السيّدُ الرئيسُ بشارُ حافظِ الأسدِ ، مسيرتَه ، للإرهابِ  قاهِراً ، و للوطنِ رئيساً ، و للأمّة قائداً ، وزعيماً ... كما خُطّطَ له ،وأمرَ الله ، وشاءَ الْقْدرَ ...