الغيرة من المولود الجديد...بقلم : د.رولا الصيداوي

الغيرة من المولود الجديد...بقلم : د.رولا الصيداوي

تحليل وآراء

الأحد، ٣ فبراير ٢٠١٩

الكثير من الأطفال يرغب بأخ أو أخت. لكن وبعد مجيء الطفل الجديد، يتغير سلوك بعض هؤلاء الأطفال وتصبح الغيرة من المولود الجديد هي الغالبة عليهم، فما الحل؟
ولادة طفل جديد في العائلة هو خبر سعيد للوالدين وللأطفال الكبار. أما للأطفال الصغار، فهو ليس كذلك دائماً، إذ يشعر الطفل الصغير بأن المولود الجديد سيسرق المحبة والحنان والدلال منه وسيزاحمه في حياته. هذه المشكلة تزداد كلما قل عمر الطفل، ولذلك ينصح بعدم إبلاغ الأطفال الصغار بأن مولوداً جديداً قادم في الطريق إلا عندما يقترب موعد الولادة.
الغيرة بين الأطفال هي حالة إنسانية طبيعية، ولكن عندما تزادد هذه الغيرة لتأخذ اتجاهاً عنيفاً أو شعوراً بالخوف وعدم المساواة، فعلى الوالدين التدخل واتباع بعض هذه النصائح المفيدة:
قراءة بعض الكتب للطفل الصغير توضح أهمية أن يكون له أخ أو أخت في حياته وكيف يمكن مشاركة الحياة واللعب معهم. هذه الطريقة مفيدة للأطفال الصغار والكبار معاً
و يستحسن عدم الخوض في تفاصيل وآلام الولادة، لأن الطفل سيشعر بأن الطفل الجديد يؤذي أمه وقد يدفعه للانتقام منه.
كما و ينصح بعدم ترك الأطفال يبحثون عن الاهتمام والدلال الزائد، لان ذلك قد يجعلهم يطالبون باهتمام أكثر عند وجود طفل جديد في العائلة.
وقد  يشعر الطفل بخوف من ضياع مكتسباته في العائلة بوجود منافس جديد له. على الوالدين في هذه الحالة طمأنة الطفل بأن وجود المولود الجديد لن يغير من محبة ورعايتهما له.
ويجب الانتباه إلى  عدم استعمال جمل مثل “أخوك الصغير سيلعب معك قريباً كرة القدم وستذهبون سوية يوم غد إلى الملاهي”، لأن ذلك غير صحيح، والطفل حديث الولادة لا يمكنه عمل ذلك. هذه الجمل قد تجعل الطفل عنيفاً مع الطفل الجديد الذي لم يلب تطلعاته في اللعب والخروج معه.
 الغيرة شعور طبيعي بسبب الخوف والغضب من الطفل الجديد. لذلك يجب على الوالدين تفهم هذا الشعور والتجاوب معه بعيداً عن العنف والإقصاء والمعاقبة
–والأطفال جميعاً بحاجة للمحبة والحنان من قبل الوالدين.
 لذلك ينصح بإظهار ذلك لهم وتوثيق مراحل حياتهم عبر صور وذكريات. كما يمكن أيضاً مراجعة هذا التاريخ الجميل معهم من فترة لأخرى وإخبارهم كيف أنهم كبروا مثل الطفل الجديد الذي سيكبر معهم.
ونذكر هنا نقاط مهمة نؤكد عليها في  كيفية التعامل مع غيرة الاطفال من المولود الجديد:
اولا: شجّعيه على تكوين الصداقات**:** تشير العديد من الدراسات إلى أن من المحتمل أن يتكيّف الطفل أكثر مع الموضوع الجديد في حال له صديق واحد مقرب له قبل ولادة طفلك.
ثانياً: عدم تجاهل الطفل ،على الرغم من تعدّد حاجة الطفل خصوصًا خلال السنة الأولى إلا أن لا يجب أن تتجاهلي طفلك الأول. لذلك، تأكدي من تذكيره بمدى حبك له وعامليه بالطريقة ذاتها التي كنت تعاملينه من قبل وذكريه أنه لا يزال يلعب دورًا كبيرًا في العائلة
ثالثاً: عدم محورة الأمور كلها حول طفلك الرضيع 
 لا يجب على طفلك الأول أن يشعر أن كل ما تقومين به هو من أجل أخيه فقط وليس من أجله. لذلك، تأكدي من تمضية الوقت مع طفلك الأول مثل قراءة القصص التي تتحدث عن الإخوة و يمكنك التأكد من اختيار القصص التي تتمحور حول أهمية الإخوة في العائلة.
رابعاً:أسأليه رأيه يمكنك طلب المساعدة من طفلك عند الاهتمام بشؤون  المولود الجديد وتأخذي رأيه عن الثياب التي يمكنه ارتداؤها. في هذه الطريقة، سيشعر طفلك بالحماس وبعد تجاهله أو نسيانه.
هذا ويجب أن تسمحي لطفلك بحمل أخيه وتذكيره بأن الأخ هو الصديق الذي سيتفق معه و سيقف بجانبه. ولا تنسي أن 
 إشراك الأطفال الكبار في رعاية الأطفال الصغار كي يتعلموا المسؤولية والحنان والمحبة لإخوانهم الصغار، كأن يعتنوا، مثلاً، بإطعامهم أو غسلهم أو الجلوس معهم.
خامساً: شراء دمية طفل للأطفال تساعد في بعض الأحيان في تفهم الوضع الجديد.
سادساً:  عند زيارة عائلة لها مولود جديد، يفضل تهنئة الأطفال الكبار والصغار معاً، حتى لا يشعر الكبار منهم بالغبن وقلة الاهتمام
بكلمة ... 
الطفل الأكبر يجب أن يحظى  بالرعاية الكافية أيضاً من الوالدين فهو حق له ونستخدم الحكمة في عدم التفريق بين الأخوة.