ترامب يرفعُ إصبعه بوجه تركيا .. إلى أين ستتّجه الأمور؟

ترامب يرفعُ إصبعه بوجه تركيا .. إلى أين ستتّجه الأمور؟

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٥ يناير ٢٠١٩

شابتْ العلاقاتُ التّركيّة ـ الأمريكيّة خلال السّنوات الماضيّة بعض التّوترات لا سيما من بوابةِ الأزمة السّوريّة، معادلة الحلف الأطلسيّ الذي يجمع الاثنين لم تكن كافية إلا للحفاظ على شعرةِ معاوية بين البلدين، فواشنطن لا تريد التّضحية بمن أسمتهم حلفائها الأكراد، وتركيا ترى في مقاتليهم خطراً على أمنها القومي، وهذا الخطر يدعمُه الأمريكيّ بحسب وجهة النّظر التّركيّة.
يقول المتابعون في البداية كنا نقول أنَّه يستحيل على واشنطن أنْ تفضّلَ حلفائها الأكراد على حليفها الأطلسيّ القوي أيّ تركيا، كما أنَّ حاجة الأمريكيّ لتركيا كقوّة إقليميّة كبرى في وجه خصوم واشنطن وأيضاً كبديل عن الحليف السّعودي لا يمكن أنْ يجعلَ الولايات المتّحدة تغامر في علاقتها مع أنقرة، لكنَّ مجريات الأمور عاكستْ ذلك.
ويضيفُ هؤلاء بالقولِ: بعد قرار ترامب سحبَ جنوده من سوريّة، شدّد على وجوب حماية الأكراد وأسماهم بالحلفاء، بل وصلَ الأمر به لتهديد تركيا للمرة الأولى، هذا يعني بحسبِ فهمنا أنَّ واشنطن تريد إفهام أنقرة حجمها السّياسي على الخارطة العالميّة وأنَّها لا تستطيع ابتزاز واشنطن فهذه المهنة من اختصاص الأمريكيّ فقط “بحسب تعبيرهم”.
في هذا السّياق هدّد الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تغريدة له بتدمير اقتصاد تركيا إنْ هي هاجمتْ الأكراد في سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكيّة منها، مضيفاً بأنَّه سيعمد إلى إقامة منطقة آمنة بعرض 20 ميلاً لهذا الغرض.
وفي أول ردّ تركيّ رسميّ على تلك التّهديدات قال النّاطق الرّسميّ باسم الرّئاسة التّركيّة، إبراهيم قالن، ردّاً على تهديدات الرّئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، إنَّ بلاده تتوقّع من واشنطن احترام الشّراكة الاستراتيجيّة بين البلدين، مضيفاً أنَّه لا يمكن أنْ يكون الإرهابيون شركائك .
هذه التّهديدات بحسب مراقبين أتتْ بعد تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكيّ جون بولتون الذي أعلن عن مخاوفه من أنْ تهاجم تركيا حلفائهم الأكراد مؤكّداً أنَّ بلاده تريد ضمان سلامتهم، مما أغضبَ أنقرة وجعلها تخرج بتصريحات اعتبرتها واشنطن استفزازيّة، لا سيما تلويح أنقرة بشنِّ عملية عسكريّة ضدَّ قوات قسد.
من جهته يقول مصدر مطّلع أنَّ أمريكا تريد إعادة هيبتها في المنطقة عبر تحذير القوّة الإقليميّة الكبيرة المسماة تركيا، وأيضاً يريد ترامب أنْ يروّج فكرة مفادها بأنَّ إدارته لا تتخلّى عن حلفائها، إذ كانت القوى المناوئة لأمريكا تعمل على فكرة تخلّي الأمريكيّ عن كلِّ من تحالف معهم مما أثّر على الصّورة الأمريكيّة بين دول العالم الثّالث، ويضيف المصدر بالقول: هذا الأمر سيجعل أي معارض أو جماعة تفكرُ بلعب دورٍ عبر تحالفها مع الأمريكيّ أنْ تفكّر مئة مرّة وهو الأمر الذي انتبهت إليه إدارة ترامب واستشعرتْ خطره فكان ما كان من تهديدات ترامب لتركيا.
ويختمُ هذا المصدر بالقولِ: لا أعتقد أنَّ الأمور ستتّجه إلى صدامٍ أمريكيّ ـ تركيّ، قد يتمُّ التّوصل لاتّفاق الأمر الواقع بحيث تبقى القوات التّركيّة وفصائل المعارضة السّورية المدعومة منها في أماكنها، وتبقى قوات قسد حيث هي مع هدنة تجمع كلاً من التّركيّ والفصائل المعارضة من جهة والسّلطة السّوريّة عبر حلفائها من جهة والأكراد ومن ورائهم أمريكا من جهة ثالثة ريثما يتمُّ التّوصل إلى حلٍّ سياسيّ للأزمة السّورية “بحسب رأيه”.
آسيا