إلى يسار الحمرا الطويلة  رسالة نسائية ليلية.. بقلم ميس الكريدي

إلى يسار الحمرا الطويلة رسالة نسائية ليلية.. بقلم ميس الكريدي

تحليل وآراء

الاثنين، ٣١ ديسمبر ٢٠١٨

لماذا اليسار لأنه حلم الفقير الطبقي السياسي والإله المنصف المنكر لله .....دين جديد في السياسة عشت وولدت في كنفه ..

ولماذا النساء لأجلي ..ولأجل الرفيقات .....ولأجل الداعش المتلظية تحت ثيابنا بسبب تخلفنا ......ولأجل خذلان المرأة منكم ومعكم ....

كيف نطالب من لا يحبوننا بالوفاء لنا .....

ولماذا نحزن على حزن ليس حزننا ؟؟!!

ونختار الطريق الصعب ثم نجتهد لقلع الحجارة والشوك ....والبيت في آخر الطريق ليس بيتنا ..

عندما تكتب فأنت تفضح نفسك....وهذا يعني أني أكتب اليوم عن تجربتي الرديئة في الحياة ..

وكأن كل شيء لابد أن يكون نضاليا وقاسيا ومعجونا بالدمع والتهالك ....

ذلك اليسار الذي ظل يحرق صدره بسجائر الحمرا الطويلة ...وكأن الهوية احتراق معسعس خانق ناشر للفوضى ....

قد تكون أنيقا .....قد تكون رفيع الخلق .....لكن مصيبتنا أن الحياة رديئة ......ثم علينا أن نعترف أن الحرية والتحرر في مناشيركم خذلتنا .....وغربتنا  تغريبتنا في أوطاننا .....وصوت الله كان أعلى ..والله مقاسه مذهبي ومحصور على رايات معلقة على السوري ومجهزة للحظة قتل الآخر ...

وأنتم يا مساكين الصراع الطبقي في عالم يتغول طغمة مالية فشلتم مع المال والدين والسياسة والمرأة .....

ومعظمكم لم يكن ماركس بل نيتشه الخائف من إلهه الذي أنكره حتى سكنه واحتله ...على شفاه كؤوس خمركم شربتم قضية المرأة معلكة جنسية كنتم أول الخائفين الهاربين منها تنجون ذكورا ...وتحرقكم محرقة الحرمة الشرقية .عندما تكونون نساء...

.جثم الله على صدوركم بتراكم مزدوج للعيب والحرام ...وقصفتكم جيناتكم المروثة من كل عصور الانحطاط ....وكل الأديان في الشرق شرقية الهمسات ضد النساء .....محكومة حريتكم يا سادة بموروث السبايا وعصر الجواري والمتعة المكبوتة بحصار عقائد وأخلاق الشرق.....

وأنا أكتب مقلع الصخر المنهار فوق كل كنوزه في صدري ....وأستعد لابتسامتي التالية ..لا وقت لانتظار الحياة أن تورق بعد كل عاصفة ......سأرسم كذبتي على خواء الروح كما كل من حولي وأساكنها بهدوء وسرية مثل كل عاداتنا السرية ..

حتى وجداني المعتق بسكر أحلامي .....لم أسكر إلا على أكاذيب أحلامي .....حتى وجداني بعض اللحظات يهزمني ...

من أنا لأحمل مفاتيح الهداية للعاصي وللطائع ......وهذا الإله الوحشي المؤنث ليس له مريدين ....سأكون إله صادقا ..

سأكون نفسي .....لن أعد بالفردوس ولا بحور العين ولا بعذارى يجددن البكارة .......أحرقت أعمار نسائنا البكارة ..

مسخت كل أنماط العشق مخاوفنا من أنفسنا ...عشنا وما عشنا ...

قد هنت على روحي في صباح يتلو صباح ..أبحث عما ليس لي ......أنا نفسي لست لي ......كلنا مسوخ حتى في موتنا ...تضيق روحي عني ......وأخاف من شكواي ..من أناي ......من أنثاي ......أسجنها في محبسين أو ثلاثة ......قد لا أكون عمياء العيون لكن ذلك القلب ..بلا عينين ..وفي لحظات بلا نبض ....بلا وجود .....أنعشه كل ليلة على نبش من حنين ..

لا أكتب  لأي أحد لكن لأنعشه ..أكتب كما تعودت لوجداني ذلك الوافد على أرض تتنكر للقلوب ....

ينكرون فينا ومنا وعنا كل احتمالات الحياة .........هذا صباحك ياعيدا من قشور العولمة التي حولتنا كائنات على صفحات الروابط مكتوبين ..تائهين وسط  قطيع الأفكار ......يالهذه العوالم المعولمة ..حتى الأفكار صارت قطيع ..محشوة بنفيرها تبتلع نفسها ..........

في هذا الصباح التالي لاحمرار المساءات ...في صباح يعقب الألوان أفكر في أهم قضية يفكر بها من يتعقلون ..

الموت .....لم يبق لنا إلا الحلم بالموت اللذيذ ....

كل اللذات لم تعد لذاتنا وكل المازوخية الساحقة الماحقة قد مارسناها على أنفسنا ...استهلكنا الكتابة والصراخ والصور والميديا والهتاف والهتيفة ...استهلكنا الملابس والأحزمة وحشونا لحمنا المهترئ في بناطيل ضيقة ..ونفخنا الفجور في شفاهنا وصدرورنا وكرهنا كل من انتقدنا وغبنا عمن أحبنا وتبعنا أوهامنا ..........وبعد

لا شيء ....                                             

موت السكون ..

موت بلا لحظات انتقال ..موت بلا توقعات للحياة ......موت في لحظة تنتابك ذروة الحياة .....موت بلا فسحة للرجوع والمراجعة ...تمام كأن ننام ....ثم لا نفيق ......ونستقبل صباحا مثل هذا الصباح .....