الحراك الذي حصل في الوطن العربي.. بقلم: محسن حسن

الحراك الذي حصل في الوطن العربي.. بقلم: محسن حسن

تحليل وآراء

الثلاثاء، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٨

●منذ زمن بعيد ، والوطن العربي ، يُعاني من الفقر ، و البطالة ، و القهر و القمع ، وبقي الصمتُ و الصّبرُ سيديْ الموقف ....
●وأخيراً ، طلَّ عليه حراك ، بدأ في الأقطار التي تلتزم السياسة الأمريكيّةً، وتعمل بتوجيهاتها... !!
●قام الحراكُ ضد حُكّام نصّبتهم ، وباركتهُمُ الولاياتُ المُتحدةُ الأمريكيّةُ ،وبدا وكأنّه ضدَّها وضدَّ إسرائيلَ معاً ومفاجئاً لهما... 
تجاوز هذا الحراكُ الاحزابَ ، والنُّخبَ ، واليمينَ ، و اليسارْ ، وبدا كأنّه جاءً لصالحِ الجماهيرِ العربيّةِ ، و الثورةِ العربيةِ ، لاستعادة الحقوقِ  ، وبناءِ الوطنِ – إن لم يكن من انتاج الفوضى الخّلافة – التي بشرتْ بها ، كوندليزا رايس ....
●جاء الحراك متأخراً ، أو خطَّطّتْ له الولاياتُ المُتّحدة الأمريكيةً ، من جديد ، مُستخدِمةً إعلامّاً عربيّاً ، كمحطتّي الجزيرة و العربيّة ، ومحطّات أُخَرّ ، أو إن المخابرات الأمريكيّة ، و الإسرائيلية ، كلفتا قَطَرَ الكبرى ، بذلك ، ووقفتا بعيداً ، وتظاهرتا  ، بالتجاهلِ ، وَعَدَمِ المعرفَةِ ، وأنّهما قد فوجئتا به .....!!
●كَثُرتِ التحليلاتُ ، وتَباينَتِ الاستنتاجاتُ ...!! فظنّ البعضُ أن هذا الحراك ثوراتٌ عربيّةٌ حقيقّةٌ ، اندلعتْ في غفلةٍ من العيونِ الإسرائيليةِ ، و القبضةِ ، والهيمنةِ الأمريكية ....
●إلاّ أنّ هذا الحراك ، لم يُعّبرْ عن هويته ، ولم يُحدّدْ طموحاتِه ، ويُعلن  عن أهدافِه ، وتطلعاتِه ، ولم يُحدّد من هو العدّو ، ومن هو الصديق ، ولم يطالبْ بالحقوقِ العربيّةِ ، و بالتضامنِ العربّيِ ، ، وبمقاطعة إسرائيلَ ، وإلغاءِ– كامب – ديفيد .... و السفاراتِ ، الإسرائيليةَ ، في الدّولِ العربية ...
وبذلك أصبح هذا الحراك ، و الفوضى سواء ، وظنّهُ البعضُ أنّهَ الفوضى ذاتُها – سواء كانت خلاّقةً ، أم غيرَ خّلاقَةِ 
●فوضى خَطّط لها البعضُ بهدوءٍ ، ومالٍ ، وسلاحٍ ، وسوءِ نيّةٍ ، وعلْمٍ ، وحَذَرٍ ، وتجييشٍ إعلامّيٍ ، وإفتاءٍ ديني ، ودَعْمٍ بكل ما يُوصل إلى النتائجِ المخُطَّطِ لها ....
●هذا الحراك فوضى خُطّطَ لها لتفتيتِ الوطنِ العربّي وتدميره ... زُرعتِ الفِتَنُ ، واشُعِلَتِ الحرائقُ التي يُصعُبُ إطفاؤها ، وانهاؤها خدمةً لإسرائيل ، لتستمر قويةُ وتزداد قوتها ، وتتسع مستوطناتُها ....
●هي فوضى ، خطط لها بتقنياتٍ مُتطوّرةٍ وثقافاتٍ متفوّقَةٍ ، ومخابراتٍ مُتخصّصةٍ  ، وعِلْمٍ ، وفَهمٍ ، ودَهاءٍ ، مدعومةً بالأحقادِ ، و الإفتاءِ ، والخيانة .....
●ويقوم بهذه الفوضى ، عربٌ نيابةً عن الأعداء ، لتحقيق الأهدافِ ، المُحدَدَةِ لها من تفتيتٍ وتدميرٍ ، وضَعْفٍ ، وتحقيق هذه المهالك ، للوطن العربّي ، و الحضارة العربيّةْ ...
ما يحدث في الوطنِ العربيِّ ، هو مشروعُ إضعافٍ ، مشروعٌ قبليٌّ ، مشروعُ تخلُّفٍ ، آتٍ من الخارج ، ليأخذ الوطنَ العربيَّ ، إلى المجهول ، ركبَ أمواج ما يُشبه الثوراتِ ، بُدّلتِ الأهدافُ ، وغُيبتْ وعَـَتّمَ عليها ، وَحُرفَتِ الاتّجاهاتُ .....
●عندما تُصبُح نَتائُج الحُريّة فوضى ، تُصبح الفوضى هي الحرّيةُ ، أو تصبح الحريةُ هي الفوضى ، وتُفقدُها معناها ، فالنّارُ واحدةٌ ، من أيّ مكانٍ جاءت ، وفي أي مكانٍ اشتَعلًتْ .....
●لم تُطبّقِ الحريّةُ على حقيقتها ، في أيّ بلد في العالم ، هي خدعةٌ استعماريّةٌ  لا واقعَ لها على الارض ...
●الولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّةُ ، تخطّطً للثّورات ، في الوطنِ  العربّيِ وقد تتعّهدهَا ، وتُشِكّلُ لها ، احزاباً عربيّةً ، وقد تنتسبُ إليها ، وتتنظّمُ فيها ، وقد تتقّدمُ بِطَلَبِ انتسابٍ للجامعةِ العربيّةِ – كعضوٍ شرفٍ – عندما تقتضي الضرورةُ ذلك - ... وتعمل على تقسيم الوطنِ العربيّ ، وتجزئته ، إلى كياناتٍ صغيرةٍ ، هزيلةٍ ، ضعيفةٍ ، دينيةٍ ، وقبليّةٍ ، وطائفيةٍ ، يسهل قمعُها ، وقيادتُها ، و السيطرةعليها .... و ترعى الفتنَ ، و توزعُ البغضاءَ ، وتزرعُ الخلايا الإرهابيّةَ ، وتجنّدُ العُملاءَ في الأرضِ العربيةِ ، وتشتري رجالَ دينٍ للإفتاءِ بما لم يسمع به الإسلامُ و المسلمون ، ولم يأتِ به قرآنٌ ولا نبيٌ .... تُخِطّطُ وتدعمُ وتخذلُ ، وتحتلُّ في الوقت المُناسِبِ وتأمر الجميعَ ، بالصمت فَيصْمُتونْ ، وتتجاهل  كلّ حقوقِ الإنسانِ ، و الحريةِ ، و الديمقراطيةِ ، التي نادتْ بها العُمُر كُلَّه مادام ذلك في مصلحتها ....وتبدي التعاون ، مع تلك التي تُشبهِ الثوراتِ العربيةَ ، وتحقّقُ ما يبدو أنها نجاحاتٌ لها ، وتُوفِدُ وزراءها لرعايتها ، و الاطمئنانِ ، الكاذبِ عليها ، مادام ذلك يَخدُم المصالحَ الأمريكيّة .. المهم أن يبقى النفّطُ متدفقاً ، واسرائَيلُ قويّةً تسيطر على النّفْطِ العربّيِ ، وتستخدمُهُ بواسطة الحُكّام ِ العربِ ، العُملاءِ ، لَحّلِ أزماتها ... تبيعهم أسلحة صدِئةً أم غير صدئةٍ ، لعدوٍ ، موجودٍ أم غيرِ موجودٍ  مُفتَرَضٍ لم يُخلًقْ بعد ، تبيعهم سلاحاً ، لن يستوعبوه ، ولن يستخدموه ، وقد تستردّه منهم ، بعد حين ، وتأخذ أجورَ نقلهِ و ترحيلهِ ... ، تبيعهم أسلحةً ، تحمل كميراتِ مُراقبتِهم ، وأجهزةَ التنصًّتِ عليهم ، وجَمْع ِكلّ المعلومات عنهم ، وترسلها ، إلى إسرائيل فوراً وآلياً ، مُقابل دعم الولايات المتحدةِ الأمريكيةِ ، لِنُظُمِهم الغريبةِ ، و العجيبةِ ، التي لم يبقَ لها شبيههٌ في الدنيا ، ولذلك اشاعتْ ثَقافَةَ التقسيمِ ، ونسيانَ العروبةِ و القوميةِ العربيةِ ، و الوطنيةِ و الوطنِ...
●ما حصل و ما يحصل في الوطن العربي فوضى أطلقتها الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ على شكل ثوراتٍ ، فارغةِ المضامين خاليةٍ من النظرياتِ تأتمرُ بأوامرها ، وتُنِفّذُ ما تُؤمرُ به ،دونَ تفكيرْ...
●شيوخُ الفتنة ، لا يقتلهم أحدٌ ، فنادقُهُم فَخَمْة ، أمورُهم ميّسرة ، واموالهُم مُغَدقةٌ ، وفتاويهم مكتوبة ، جاهزةٌ ، مُطاعةٌ ..... لقد خرجوا من الإسلام ، وبدأ الإسلام يُقتْلُ ، و المسلمون يُذبحون بأيديهم ، - عَلمِوا أم لم يَعلموا ...
مُنظّماتُ حقوقِ الإنسانِ ، تُموَّلُ أمريكيّاً وإسرائلياً ، وهما اللتان تُحددّانها... فالحقوقُ ليستْ لِكلِّ الناس .... فالهنودُ الحمر ، وسكان هيروشيما وناغازاكي ، و الفلسطينيون ، وكلُّ العربِ – عند الحاجةِ- لا حقوقَ لهم ... وكلُّ هؤلاء ، لهم ديمقراطيةٌ وحريّةٌ تناسبُهم ... يُقْتَلونَ جميعاً ، قَبْلِ وصولِها إليهم ، وتصلُ إليهم بعد مَوْتِهم ، ومن يمتْ لا يحتجْ شيئاً ، بَعْدَ موتِه ، ولو كانت هباتٍ ومِنحاً أمريكيّة....
●أصدقاء الولايات المُتحدة الأمريكيّة ، وإسرائيلَ ، لا يُحاربَون ، ولا يُقتلون ،  ولا يَتنحّونَ ، ولا يَرْحَلونْ ... يُتْركون ، في غَيّهِمْ يعمهون ، ويتساقطون كأوراق الشجر ، بما كسبت ايديهم ، - عندما تنتهي صلاحياتُهم ، في نظرِ الولاياتِ المتحدة الأمريكيّة ، وإسرائيل – يتساقطون ، وبدلاؤهم جاهزون ، مُدرّبون ...
●حتى لا يحاربُك العالمُ ، عليك أن تكن قويّاً وللولايات المُتحدة الأمريكيّة عميلاً ، ولإسرائيل صديقاً ، وان تَصُبَّ مالدَيك من نَفْطٍ ، في الخزّاناتِ الأمريكيةِ الاحتياطيّةِ ، وأن تُودِعَ في بنوكها ما لديكُ من ذهبٍ اصفرَ و أُحْمَرَ ، ودولارٍ أخْضَرَ ، وأنُتفكّر على الطّريقةِ الأمريكيّةِ– الإسرائيليّةِ ، او بما يُمليه عليك التفكيرُ الأمريكيُّ – الصهيونيُّ ، وهما على استعدادٍ ، حتى للتفكيرِ عنك ، وتحديدِ حَيّزٍ للتفكير لك – عند الحاجة -...
●فالعرب في غيبوبةٍ ، وفقدانِ وعيٍ ، ونومٍ طويلٍ ... و الفكر العربيُّ قد خبا ، وولاء العربيّ للعروبة قد ذوى ... و العرب و العروبة ، القوميّون ، و القوميّة ، والوطنيون ، و الوطن و الوطنية ، و الوحدويون ، و الوحدة ، في كَبوةٍ وغَفْلَةٍ ، وغفوةٍ ... فالناس عميٌ لا يرون ، ولا يَتّعِظون ...!! ما يجري في قِطْرٍ ، يتكرّرُ ، وينتقل إلى قِطْرٍ آخر ، دون أن يتّعِظَ احدٌ ...
●فَلُيُقطَعْ دابرُ الفتنة ، وتُبتَرُ أصابعُ الرَّدَةْ ، ولْيُعرَفِ الخائنون ، ويجُمعِ السلاحُ ويُعرَفْ موزعوه ، ومستخدموه ، وتطفأ النّارُ فهؤلاء هم الفتنةُ بعينها و الحرب بدمَارها ...
●لتْرصّ الصفوفُ ، وتُسقَ جذوُرُ الانتماءْ  ، ليُحافِظَ على وجهِ الوطن جميلاً أبداً ، وقوياً سرمداً ، ليمنحنا التفاؤلَ ، و القوّة ، والعزيمة ، و الشموخ ، ويمدنا بإكسيرِ الحياةِ ، و الخلودِ ، كريماً ، حنوناً يفيض بالدفءِ ، و الحيويّةِ ، و المَحبّةِ ، و العطاءُ ؟؟؟
●ولْيَعْرِفِ الخونةُ و الخائنون ، إنّ النهاياتِ صعبةٌ كالخيانات ... وإن سوريّة سَتِبقى عصّيةً على الاختراقِ ، و الاحتراقْ ، وإن ابناءها يطفئون حرائقها ، ويَسْقون حدائقها ، ويتغنّون بمجدِها و عظمِتها ، ويدافعون عن عّزتِها وشموخِها ، لتبقى عزيزةً على المعتدي ، عصيّة على الباغي....