بدأ الجدّ بين أميركا والسعودية.. بقلم: عمر غندور

بدأ الجدّ بين أميركا والسعودية.. بقلم: عمر غندور

تحليل وآراء

الثلاثاء، ١٦ أكتوبر ٢٠١٨

لو كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلم بنية السعوديين بقتل مواطنهم الصحافي جمال الخاشقجي أو لا يعلم، لما وافق على هذا القتل الذي بات مؤكداً في تركيا وواشنطن ولندن وبرلين.
أما أن لا يقدر القاتل الذي يمثل الظلم والقهر والترويع على كبح سوء تصرفاته فهذه سمة الأنظمة المستبدّة التي لا تسمح بسماع رأي يخالفها!
أما وقد وقعت الجريمة التي طالت إنساناً واحداً وخلفت وراءها هذا «التسونامي» من الشجب والتنديد، بينما قتل شعب بأكمله وإبادته وتعريض 13 مليوناً للمجاعة بفعل الحرب السعودية الأميركية على اليمن التعيس، لم تحرك ضمائر ومشاعر وإنسانية الذين يتباكون اليوم على قتيل القنصلية السعودية في اسطنبول! ورحم الله الشاعر الثائر ديب اسحاق 1856 – 1885 يوم قال:
قتل امرئٍ في غابة جريمة لا تُغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
حتى الأمس لم نكن نصدّق انّ ترامب سينفذ تهديداته للذين قتلوا الخاشقجي، وهو قال صراحة: لا نريد الإضرار بمصلحة أميركا وخسارة المليارات التي تدفعها لنا السعودية، مكرّراً تحقيره بأنّ العرش السعودي لا يستطيع الصمود لأكثر من أسبوعين إذا رفعنا عنه الحماية.
إلا أنّ الردّ السعودي على تهديدات ترامب، جاء ليعطي جدية للمرة الأولى وتسفيهاً للديبلوماسية في علاقات البلدين حينما قال: السعودية تنظر في تخفيض إنتاجها من النفط سبعة ملايين برميل يومياً خلافاً لما يريده ترامب، ما سيتسبّب في ارتفاع سعر البرميل من 80 الى 400 دولار.
مثل هذا التحاور العلني، جعلنا نظنّ أنّ ترامب وإدارته والنظام السعودي محشوران في زاوية ضيقة جداً، وانّ الغرب الذي ينصّب نفسه حامياً للديمقراطية ومدافعاً عن الشعوب، والذي يختزن كمّاً من التحفظات على سياسة ترامب حول نهجه العنيف نحو أوروبا ودول العالم، وخاصة بعد انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، ربما وجد فرصة لإعادة النظر في هذه السياسات قبل بدء تنفيذ العقوبات الإضافية على إيران بداية الشهر المقبل…