تحت الطلب..!.. بقلم: سعاد زاهر

تحت الطلب..!.. بقلم: سعاد زاهر

تحليل وآراء

الأربعاء، ٢٥ يوليو ٢٠١٨

إنها لحظة لاتنسى.. ولكن رنين هاتفك يخطفها منك, إنها مكالمة ضرورية ولابد من الاجابة ولكنك تفقد متعة تلك اللحظة..
إن لم تفعل أو أغلقت هاتفك وانصرفت الى شؤونك.. فهو خطأ لايغتفر عند البعض.. يجب أن تكون تحت الطلب..!‏
رسائلك الإلكترونية.. تداهمك في أي وقت عبر الايميل أو الماسنجر.. أو الواتس.. أصبح لزاما عليك الاجابة عنها, حتى لو كانت مجرد رسائل لامعنى لها على الاطلاق.. يضيع مرسلوها الوقت, والا أنت مغرور أو متكبر.. او لاتهتم بمن تحب..!‏
الالعاب الإلكترونية التي تدخل اليها وتمضي وقتا طويلا وانت تتعارك معها, وحين تنتهي منها, تكتشف المعنى الحقيقي.‏
هاتفك الذكي بين يديك ماان تدخل عبره الى أحد مواقع النت.. حتى ترى انك دخلت الى آخر.. ومن ثم الى آخر.. كأنك داخل متاهة.. لاتنتشل ذاتك منها بسهولة..!‏
تقلق.. تتوتر.. تحبط.. ولاتستطيع الاقلاع عنها, تحيل كل اضطراباتك الى ظروف خارجية.. اما الشاشات فهي بريئة..‏
خلال كل هذه الافعال الرقمية.. لاتكتشف مدى التشتت الذي تعيشه وينعكس توترا على حياتك.. الى ان تقرر الابتعاد بصعوبة بالغة.. موقف ما.. حالة معينة.. لحظة غضب.. والاهم قناعة ذاتية.. تبعدك عن شاشاتك اللامعة, لفترة من الزمن, ربما ستكتشف حينها الوقت القيم الذي تضيعه هباء..!‏
قد تفكر بالعودة الى كتبك, الى حميمية اللحظة مع أصدقائك, ستشعر أنك كنت رهينة أجهزة وشاشات, ولكن رهينة بلا نفع..‏
كل الاجهزة الإلكترونية المحيطة بنا.. حين تبتعد عنها, تدرك انها تتحكم بك وبحياتك وبأوقاتك وتختطف منك افضل لحظاتك.. وانت بين يديها تتغير, ويتغير ايقاع حياتك..‏
لن نتمكن من ابطال مفعولها الى الأبد, من زجها الى العالم, أذكى من أن يتركنا نفعل ذلك, ولكن على الاقل لنعلن أننا لن نكون بعد اليوم تحت الطلب دائما وأبدا..!‏