من يوقف الجنون الأمريكي؟  بقلم وضاح عيسى

من يوقف الجنون الأمريكي؟ بقلم وضاح عيسى

تحليل وآراء

السبت، ١٩ مايو ٢٠١٨

لم يتوقف الأمريكي عن نهجه السياسي في تصعيد الأوضاع في العالم، فرغم افتضاح أكاذيبه وتضليله للرأي العام يستمر في تفجير الأزمات في كل مكان لإيجاد أجواء من التوتر وتعميق حالة الانقسام الدولي وإشغال الشعوب في أزمات داخلية ليتسنى له استمرار «تسيّده» على العالم على حساب دماء البشر.
 
فلو دققنا في أي مشكلة في هذا الكون الواسع لوجدنا البصمات الأمريكية فيها، بينما يغرق الرأي العام بالتصريحات الرنانة التي يرددها المسؤولون الأمريكيون على مسامعه طوال سنوات من دون تفحص مطابقة الأقوال للأفعال على أرض الواقع لتبين مدى صدق الأمريكي من كذبه، فمنذ عقود خلت ونحن نسمع الكلام الأمريكي عن «الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير والحفاظ على السلم والأمن الدوليين» وغيرها من الأقاويل، إلا أن ما نراه في المنظور على أرض الواقع يشي بعكس ذلك، فكل تلك الأقاويل لا تتعدى كونها شعارات يرددها الأمريكي لتنويم العقل البشري وإبعاده عن الحقيقة لكي يتمكن من تنفيذ أهدافه العدوانية.
 
لكن تكشّف هذه الحقيقة التي باتت جلية لكل ناظر، لم يردع الأمريكي عن استمراره بسياسته المعهودة والمقيتة، سواء في دعم الإرهاب، ومحاربة الدول والشعوب التي تناهض سياسته ومشروعاته العدوانية، والأنكى من ذلك يصدر هذا الأمريكي قرارات تتماشى مع أطماعه وتكبل من يحول دونها، كأن يسمَ من يخالف نهجه بـ«الإرهاب» ويعلقها على لوائحه السوداء ليلحق به الملتحقون والمهرولون وراء إرضائه لتبني قراراته من دون تفكير واتخاذ ما يلزم كسباً لعبوديته.
قرار نقل السفارة الأمريكية لدى «إسرائيل» إلى القدس المحتلة عاصمة فلسطين الأبدية، هو قرار استفزازي غير مشروع، مثله مثل أغلب القرارات الأمريكية التي تندرج في إطار النهج الأمريكي لتوتير الأجواء ولاسيما في المنطقة وفتح أبوابها على المجهول ليأخذ منحىً تصعيدياً تريده واشنطن ومن يسير وراءها من المنتفعين من حمام الدم الذي دشنوه فيها تمهيداً لبلوغ أطماعهم على حساب مصالح شعوب المنطقة ودولها.
 
فإذا كان قرار نقل السفارة وغيره من القرارات الأمريكية التي تخدم الكيان الصهيوني على حساب الحقوق العربية أعطته الضوء الأخضر لاستمرار ممارساته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، فإن استمرار الولايات المتحدة في سياستها التدميرية، ما لم يوضع حد لها، ستزعزع استقرار العالم وتهدد سلمه وأمنه، فمن سيوقف الجنون الأمريكي؟.