صياد النساء .... بقلم ميس الكريدي

صياد النساء .... بقلم ميس الكريدي

تحليل وآراء

الأحد، ٢٩ أبريل ٢٠١٨

في تلك الجلسة ...وفي كل جلسة .....عمله تحت الطاولات لا فوقها ....يتحرش المرأة الكبيرة بجانبه ...ويتقن اللعبة.. تنفلت منه نظرات دقيقة المرتسمات  وفي لحظاتها المناسبة ...

أؤمن بالحب والعقد البشرية وأعرف أن هناك أمراض نفسية عند البشر ...لكن ليس هذا ......

محاولة التحرش بالنساء الكبيرات من أجل عطائهن نهاية العمر ....أمر شائع يصل إلى العلاقة الكاملة عند الغرب ..لكن في مجتمعاتنا الشرقية نحتاج أغطية وحجب اجتماعية ..وكل المحاولات تبدأ بقصة الشرف.. والشرف  والشرع متلازمتان تساندان بعضهما .......فيطلبها للحب القابل للتحول للزواج ......

رجل الأرامل والكبيرات ...رجل نساء اليأس ومن سماه سن اليأس ؟؟!!!!!!!!!

ومم اليأس والصدور أزهار والخطوة عشق والروح شهقة شبقة ...

صرت أعرفه ....أراه في المحلات العامة مع نسوة توسعت عليهن نون النسوة من حفيف الزمان على المرتخي من عضلاتهن وترهل يصيب الجسد والعقل .....ونديم يذوب سمومه في فنجان قهوتها فتسكر ......تسكر العاشقات من فنجان بابونج ........

السيد المنتشي بشبابه يعرضه في لحظاته ولحظه في كل عباراته وحركاته .....يبيع نفسه بثمن نرجيلته ....يبيع نفسه على بسطة بين الأرجل والأحذية ومشوار الرخص يبدأ بتنازل ......أول تنازل .......

أكتب لكم عن العهر في استخدام النفس في خداع الآخرين...

 لا علاقة لي هنا بالرغبات والجنس ولو عشق امرأة تكبره بكثير فهذا يشبه الكثير من عشاق الفنانات ويشبه رئيسا لدولة أوربية تزوج امرأة تكبره بسنوات وسنوات .....لكني أستنطق مقاعد الحدائق أن تشهد على سردياته في العشق التي تبدأ بمحاولات وتنتهي بقبلة ثم تتحول علاقة مأجورة في كل شيء ..للمسة ثمن معنوي أو مادي وللحظة ثمن ولمكالمة الهاتف ثمن ......ووحشة النساء في سن انحسار الحب واحتياجهن الدائم له ....يجعل لهذا وذاك ألف ثمن ....

آخر الضحايا زوجة لرجل بسيط ..استعمرها بسبب حاجتها لكلمة .....لفسحة من حنان .....والنساء دائمات العشق ...مفتونات بعبارات الهيام ......

في الحياة ننسى للحظات حتى أن نعيش وتتعطش الخوابي لبلل مياه فارقها ......وتصير أحيانا طريدة تركض خلف صيادها وتختار القفص ...

قالت لي : أطفالي نسيتهم لأجل حلم غبي بالحب .....هل تعتقدين أني أم عاهرة ؟!!!!!

وقلت لها : ليس في العالم امرأة بهذا الوصف ....هو قصور إنساني في فهمنا لما ليس قابلا للفهم ......فالنساء عالم من نغم وأوتار كمان .....ومعزوفة ......لذلك تغير المداعبات ألحانهن ......وقد تصادفين العازف النشاز .....

تشكو .....وتبكي ......

ولا أقدم لها أي نصيحة فالحب داء ليس له شفاء إلا بقرار من صاحبه ....وهذا الرجل صياد النساء يتحول مع الوقت في ذاكرتي إلى هرم الخطيئة .......أما النساء  فهن بريئات لأنهن معمدات بالصدق ...