مصطلح المنشق والانشقاق وتداعياته... بقلم: محمد خالد الخضر

مصطلح المنشق والانشقاق وتداعياته... بقلم: محمد خالد الخضر

تحليل وآراء

السبت، ٣ مارس ٢٠١٨

أنا لست محسوبا إلا على الشرف

أصبح المنشق في منظور اللغة العربية صاحب معنى آخر فهو لا يعني إلا الشخص الناقص عقليا الذي يبحث عن غاية أو شهوة أو شبق بعد تعرضه لمحاسبة نتيجة انحرافه السلوكي في الإدارة أو في الأخلاق أو في التعامل الاجتماعي فإذا بحثنا في تاريخ المنشق رياض حجاب فنجد أن هذا الشخص شغل في حياته مناصب عديدة ابتداء من محافظ اللاذقية إلى أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في دير الزور إلى محافظ القنيطرة إلى وزير للزراعة وأخيرا رئيسا للوزارة وبذلك يكون قد مر بكل التجارب الإدارية والسياسية التي لم يثبت أنه حقق من خلالها أي احترام اجتماعي أو توازن أخلاقي سوى أنه كان متملقا كثير التودد إلى درجة الانبطاح علما أن هناك من كان يكتشف أن هذا الرجل ليس سويا بمعايير وطنية وأخلاقية.

وبعد أن امتلأت جيوب المذكور وكثرت عماراته تفاعل الموروث البنيوي في تركيبة هذا الشخص المختلط منذ نشأته الأولى في رحم أمه ليفكر بالسير في ذات الطريق ولا سيما أن عقله طرح عليه احتمال سقوط الدولة السورية فوجد أنه من المفترض أن يكون رئيسا للوزارة في دولة أخرى.

على حين كان نواف الفارس ضابطا في الأمن السياسي متظاهرا بالإقدام والشجاعة في غير محافظة ثم انتقل أمينا لفرع الحزب في دير الزور وطلق زوجة رفيقه الأقل منه مرتبة وتزوجها وبعد أن أصبح محافظا في اللاذقية اضطر لطلاقها بعد أن تعلمت منه التجارة مع المهربين وضبطها ترسل أرباحها إلى أهلها في البوكمال وبعد أن انتقل من محافظ في اللاذقية إلى القنيطرة عين سفيرا في العراق لكن لم يعجبه هذا المنصب فباع وطنه على أمل أن يكون من ذلك في دولة أخرى.

وفي الوقت عينه كانت حالة خطيب بدلة أكثر طرافة من هذين الاثنين فسطى على ما أمنه عليه حسيب كيالي وتسرب إلى كثير من الصحف والدوريات وهو منتسب إلى حزب البعث وإلى رابطة العمل الشيوعي ثم وجد أنه لا بد من أن ينشق على عن هذه الصحف ويصبح بطلا ثوريا.

غير أن النجم رياض نعسان آغا الذي حرض زعابيب جبهة النصرة كي لا يسمحوا بخروج النساء والشيوخ والأطفال من الغوطة كان أكثر من تكسب في الدولة السورية ولا تخفى حادثته الكبيرة على أحد فلا غريب أن يقدم أطفال الغوطة قرابين لجبهة النصرة إذا كان قد طلب في ثمانينيات القرن الماضي من صفوان بهلوان أن يشغل زوجته حتى يستطيع زيارة عشيقته لينشق أبو الحكم /كنية رياض/ في ظل هذا الترف ويصبح ممثلا ثوريا بعد تقلده للوزارة والسفارة ولمناصب أخرى.

هؤلاء غيض من فيض من الذين شكلوا نواة التمرد على الأخلاقية الوطنية في حين يقابلهم كثيرون ولكن بشكل أكثر حذرا داخل الوطن في تعاون وتنسيق مع الذين خارج الوطن فبعد أن عجزت مخالب الموساد الصهيوني على اسقاط الدولة السورية بوسائل الانشقاق الخارجي أصبحت تذكي الانشقاق الداخلي المبطن للمديح لذوي السلطة.

فهناك من عزلوا من وظائفهم ومن طردوا من مهماتهم ومن نقلوا إلى أماكن أخرى .. يدفعهم الموساد للعمل على مهاجمة مسؤولين يتميزون بمواصفات إيجابية ودعم الذين يتميزون بالإحباط وخلخلة الأسس الأخلاقية والاجتماعية في وظائفهم.

فعلى صعيد الكتابة يحاولون مهاجمة أي مسؤول يفوز بجائزة وطنية أو يكتب رواية أو قصيدة عن الوطن أو أي شيء يساهم في بناء البلاد ثم يمجدون بمن يغض طرفا عن الذين سمول من قتل وخطف ثائرا وهذا أمر بات مقلقا وخاصة أن عدد كبير من أدعياء الثقافة ورواد المقاهي وطلاب الخصخصة الثقافية والجنس الالكتروني يتواصلون سريا وفيسبوكيا مع من صنعهم الموساد ويشغلون أنفسهم في خلخلة البنى الاجتماعية والثقافية والادارية في الدوائر والمؤسسات بينما الموساد بات يحارب الوطن في الغوطة على بعد مئات الأمتار وفي الوقت الذي من المفترض أن يتوحد الجميع في مواجهة المد الموسادي الصهيوني الذي أصبح النصر عليه وشيكا بعون الله وهمة الجيش السوري.

وإنني وإن كنت لازلت أذكر تماما تلك السياط التي انهالت على جسدي عندما أسرني أولئك الأعوان وأذكر العصى الكهربائية وهي نهش كتفي والسيجارة التي أطفأوها على فخذي وآثار العصي في أنحاء جسدي الممتد أكثر من شرفهم وشرف أعوانهم فإنني أناشد أصحاب الضمائر القائمين على أجهزة الدولة أن تراقب أولئك المتسافحين فيسبوكيا على الأقل والذين خربوا ما خربوا ولا سيما أن القائمين على متابعة الجريمة الالكترونية يذكرون المثقف السوري بمراقب التموين الذي يمر قرب بائع الخبز فيسأله بكم الربطة فيجيبه الآخر بمئة يعني ثمنها لا الضعف فيقول له أنا مراقب تموين فيهديه الربطة وأكثر ويتابع وطنيته المتمثلة بالتشدق فقط .. وإنني أسأل المسؤول عن الجريمة الالكترونية ماذا تفعل يا صديقي والوطن يشنق من الداخل وهذا الفيسبوك يعطي مجالا على مرأى من عينيك لأي زعبوب أن يصبح صحفيا وأي يعسوب ليصبح ناقدا وعلى مرأى عينيك ترمى الصقور والأسود وأشجار النخيل والكروم الأبية وغير ذلك ..  نظرة تفضل بها .. قبل أن تصبح هدفا لقلمي لأنكم مثلما نحن تحت القانون في وطن تقوده أسود إلى نصر شاء من شاء وأبى من ابى.