في إسرائيل صفارات الإنذار تدوي كبوق إسرافيل..بقلم: علي مخلوف

في إسرائيل صفارات الإنذار تدوي كبوق إسرافيل..بقلم: علي مخلوف

تحليل وآراء

الأحد، ١١ فبراير ٢٠١٨

دوت صفارات الإنذار في أرجاء الأرض المحتلة كنفخة إسرافيلية في صور تنذر بموت محتوم، تطايرت قلنسوات يهوه من على رؤوس مستوطنين هاربين، وفُتحت الملاجئ كجحور تحج إليها زواحف من خطر مكين. فخر الصناعات الأمريكية الإف 16 تناثرت بصواريخ انطلقت من الأرض السورية، والحدث لم يكن فوق الجولان أو لبنان، بل فوق الجليل في شمال فلسطين المحتلة، لقد امتزجت أصوات صفارات الإنذار بأصوات اصطكاك أسنان حكومة العدو، الحسابات والخطط العدوانية تغيرت، والواقع فرض إعادة النظر بأي عدوان ضد الجمهورية العربية السورية. هذه المرة لن تكون مستشفيات الإسرائيلي جاهزة لاستقبال مقاتلي "الثورة السورية" ومعالجتهم، فالخطب جلل، والتهديد يطال رقبة كل صهيوني، فما على هؤلاء "الثائرين بعقيدة تناسلية ثورجية" إلا أن يبحثوا عن ملجأ جديد أو يسلموا رقابهم إلى منجل عزرائيل. لم يستطع العدو الإسرائيلي أن ينكر الواقعة، فقد كانت كالراجفة، لقد اعترفوا بسقوط طائرتهم وجرح طياريهم مع محاولات لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي بالقول أن الطيارين أُصيبا بجروح متوسطة. أهمية الحدث أن الطائرة سقطت فوق الجليل لا فوق الجولان بحسب الكثير من المصادر ووسائل الإعلام وعلى ذمتها، هذا يعني أن عبارة الجليل وما بعد الجليل باتت موضع التنفيذ الآن، والرسالة السورية أصبحت واضحة للصغير قبل الكبير في الكيان الطارئ، أي اعتداء سيُحبط فوق الأراضي المحتلة وقبل أن يقترب حتى من الحدود مع سورية، بل تعدت الرسالة هذه الإشارة، وأعلنت صراحةً أن صواريخ سورية ستقبل رأس أي هدف في الكيان. تفاعل الكيان الصهيوني مع الحادث كان أهم وأكبر من تفاعل العرب، فقد هربت أعداد كبيرة من المستوطنين في الشمال، فيما فتحت السلطات الملاجئ للمستوطنين المذعورين، أما المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فقد حاول استغلال الحدث بإطلاق مزاعم أن ما حدث كان اعتداءً إيرانياً على ما أسماه السيادة الإسرائيلية كون الطائرة أُسقطت في الداخل الإسرائيلي، علماً بأن الدفاع الجوي السوري هو من أسقط الطائرة الصهيونية، وهنا أراد العدو تأكيد مخاوفه من اقتراب الإيراني وحزب الله من الحدود مع الأراضي المحتلة وإثارة الأمريكي والغربي للتدخل. المصادر العسكرية السورية أكدت بأن الدفاعات الجوية السورية أسقطت أكثر من طائرة، فيما لم يعترف الصهيوني سوى بطائرة واحدة، وقد درجت العادة أن يقوم الإسرائيلي بإنقاص خسائره والتقليل منها عبر كل حروبه. إسقاط الطائرة شمال الأراضي المحتلة سيجعل الإسرائيلي يتوقف عن التحليق فوق الجولان وحتى فوق الأراضي اللبنانية، لأن إسقاط أي طائرة فوق تلك المناطق سيعني أسر من فيها من طيارين لا سيما في لبنان. الأيام القادمة سيحصل التالي .. سيقوم الصهاينة بالادعاء أن من أسقط الطائرة هم الإيرانيون لا السوريون لتأكيد نظريتهم بأن الخطر الإيراني بات على أبواب فلسطين المحتلة مما سيستدعي تدخلاً أمريكياً وحشداً غربياً ضد كل من إيران والقيادة السورية، وهذا ما بدأ فعلاً من خلال مزاعم أفيخاي أدرعي. سيحاول الإسرائيلي رد اعتباره بتوجيه ضربات عبر صواريخ أرض ـ أرض إلى الداخل السوري دون المغامرة بإرسال طائرات، وهنا سيكون الرد بيد السوري المصمم على إذاقة آذان الصهاينة دوي انفجارات صواريخه الحديثة.