إسرائيل وخطة تسخير الوكلاء.. بقلم: تحسين الحلبي

إسرائيل وخطة تسخير الوكلاء.. بقلم: تحسين الحلبي

تحليل وآراء

الأربعاء، ١ نوفمبر ٢٠١٧

إدوارد غابرييل، سفير أميركي سابق في المغرب، ويعمل الآن رئيساً لمنظمة غير حكومية مقرها في واشنطن تختص بلبنان، كتب مقالاً نشره في المجلة الإلكترونية «ذي هيل» في 28 تشرين الأول الماضي تحت عنوان مثير جداً هو «حرب أخرى في المنطقة» جاء فيه أن «حرب الكلمات بين إسرائيل وجيرانها بدأت تتصاعد فقد شنت إسرائيل عملية هجومية على منظومة سورية مضادة للطائرات بعد أن تعرضت لطائرات لسلاح الجو الإسرائيلي».
ويضيف غابرييل إن «الوضع أصبح محبطاً لإسرائيل وحلفائها لكن أسوأ ما يمكن احتماله هو أن تؤدي بعض الظروف إلى حرب».
يبدو أن ما يمكن توقعه من هذا المقال، هو أن وضعاً جديداً بدأ يرسخ شروطاً لا تستطيع إسرائيل فيها تجاهل حساباتها في المنطقة، وإذا افترضنا منطقياً أن إسرائيل تعد سورية وإيران وحزب الله والعراق في أعقاب ما جرى في إقليم كردستان العراق، أطرافاً تستهدفها، فإن الاحتمالات تشير إلى محاولة إسرائيل استخدام أوراق داخلية في هذه الدول لتأزيم الوضع من داخلها، وهذا ما يلمح إليه السفير الأميركي السابق في المغرب حين يزعم أن إيران تحاول الآن «إنشاء محور مقاومة يمتد عبر العراق وسورية إلى لبنان من خلال حزب الله» ويرى أن المصلحة الأميركية تتطلب الآن «تحقيق الأهداف الأميركية بشكل أوسع من الشرق الأوسط وتركيا بل إلى شرق أوروبا ضمن إستراتيجية متماسكة وشاملة للتعامل مع روسيا وإيران وحلفائهما في المنطقة».
مما لاشك فيه، أن أي تخطيط أميركي من هذا القبيل سيستند بشكل أساسي إلى الدور الذي سيتحدد لإسرائيل في هذه الاستراتيجية المفترضة وخصوصاً باتجاه جبهتها الشمالية الممتدة من حدود الجولان إلى الجنوب اللبناني، وقد لا يعني ذلك أن تتولى إسرائيل القيام بتحرش عسكري عبر تلك المنطقة بل باستخدام أوراق «نائمة» وتحريكها في داخل البلدان التي تستهدفها وهذا ما يلمح له غابرييل حين يتحدث عن الوضع الداخلي في لبنان وانسجامه مع دور حزب الله وهو ما لا تقبل به واشنطن بموجب رأيه.
يبدو أن توقيت هذا المقال جاء بعد التصريحات المتناقضة الإسرائيلية التي ظهرت قبل أسبوع حين ألقى وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان مسؤولية سقوط قذائف داخل الجولان المحتل على حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله مباشرة، ثم أطلق مسؤولون في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تصريحات مناقضة لما أعلنه ليبرمان وفضلوا سحب هذا التصريح، وهذا ما جعل بعض المحللين السياسيين في إسرائيل يوجه اللوم إلى ليبرمان لأنه يقوم بتصعيد تصريحاته كوزير للدفاع بينما لا يرغب قادة الجيش في هذه الظروف بالذات استفزاز حزب الله، وكأن هذا التوقيت لا تجده المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مناسباً لخططها العسكرية.
هناك من يرى في إسرائيل أن هذه المسألة مرتبطة بمدى استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لقبول تصعيد إسرائيلي في المنطقة في هذا التوقيت، وربما تنسجم هذه الملاحظة مع الانتقاد الذي يوجهه بعض المسؤولين الإسرائيليين لترامب واتهامه بالتراجع أمام تزايد الدور الروسي الإيراني في المنطقة، فالكل يلاحظ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر تهديداته ضد إيران ويحرض واشنطن وأوروبا ضدها، كما أنه من الواضح أن انتصارات سورية وحلفائها التي تتوسع أسبوعاً تلو آخر ضد مجموعات داعش وحلفائها بدأت تؤسس وضعاً جديداً لم تعد تتحمل إسرائيل استمراره.