نتنياهو يرفض طلب ليبرمان حول تبني إسرائيل لموقف علني يدعو الى إسقاط الأسد

نتنياهو يرفض طلب ليبرمان حول تبني إسرائيل لموقف علني يدعو الى إسقاط الأسد

الصحف العبرية

الخميس، ١٦ فبراير ٢٠١٢

ذكرت صحيفة إسرائيلية الخميس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض طلب وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان حول تبني إسرائيل لموقف معلن حيال الأحداث الدموية في سورية والدعوة لإسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن ليبرمان ومسؤولين في وزارته يعتقدون أن على إسرائيل أن تشجب بشكل واضح للغاية "المجزرة" في سورية وتبني سياسة معلنة تدعو الأسد إلى الاستقالة، بينما نتنياهو يعارض ذلك ويرى أن على إسرائيل الحفاظ على ضبابية في موقفها بكل ما يتعلق بموقفها تجاه الأسد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إنه في الأسابيع الأخيرة بلور المستوى المهني في الوزارة توصيات بشأن سياسة جديدة تتبعها إسرائيل حيال الوضع في سورية.
وأضاف المصدر أن الدبلوماسيين الإسرائيليين يعتقدون أن "يوجد واجب أخلاقي لدى إسرائيل بشجب المجزرة في سورية والدعوة إلى إسقاط الأسد من أجل وقفها".
واعتبر المسؤولون في الخارجية الإسرائيلية أنه في الوقت الذي تتخذ فيه جامعة الدول العربية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خطا متشددا للغاية ضد نظام الأسد وتفرض عليه عقوبات وتدعو إلى استقالته، فإنه "ليس بمقدور إسرائيل أن تظهر سياسة غير واضحة وأن تكون الأخيرة في الغرب التي لا تتخذ موقفا".
ووفقا للمسؤولين في الخارجية الإسرائيلية فإن انعدام وضوح الموقف الإسرائيلي من شأنه أن يغذي نظريات مؤامرة وخاصة في العالم العربي بأن إسرائيل تفضل الحفاظ على حكم الأسد وذلك على الرغم من المجازر.
وقالت الصحيفة إن ليبرمان تبنى توصيات كبار الدبلوماسيين في وزارته وطرح الموضوع خلال اجتماعات مع نتنياهو وفي هيئات حكومية رفيع المستوى.
وأضافت أن نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك ووزراء آخرين تحفظوا من اقتراح وزارة الخارجية وأن نتنياهو يرى الأمور بشكل معاكس للمسؤولين في الخارجية، وأن من شأن إعلان إسرائيل عن موقف متشدد في الموضوع أن يغذي نظريات مؤامرة أخرى وتُمكن الأسد من الإدعاء بأن إسرائيل تقف خلف التمرد ضده.
ولفتت الصحيفة إلى أن التصريح الأهم الذي أطلقه الصحيفة في هذا السياق كان في تموز/يوليو الماضي وشدد في حينه على أن تطرق من جانبه إلى الموضوع السوري "سيتم استخدامه ضد عملية إصلاح حقيقي الذي تريد الناس أن تراه في سورية، ولذلك فإننا لا نتدخل في سورية لكن هذا لا يعني أننا غير قلقين".
وقال موظف حكومي رفيع المستوى ويؤيد موقف نتنياهو لـ"هآرتس"، إن "الوضع في سورية حساس ونحن لا نريد أن نظهر كمن يؤيد أحد الأطراف، والنتيجة التي توصلنا إليها هي أنه من المفضل أن نسكت، فسورية تحاول أصلا القيام باستفزازات بواسطة حزب الله في لبنان وجهات أخرى من أجل جرّنا إلى داخل (الصراع فيها) ولا ينبغي أن يغرينا ذلك".
وقال موظف حكومي آخر للصحيفة إن موقف نتنياهو يقضي بالحفاظ على خط حذر لكن ليس مستبعدا أن يتغير هذا الموقف في المستقبل.
وأضاف أن إسرائيل تعبر عن مواقف حازمة أكثر في القنوات الدبلوماسية وأنه "عندما يسألنا الأميركيون أو الفرنسيون أو جهات أخرى عن رأينا فإننا نقول أن الأفضل هو أن يتنحى الأسد لكن ليس إسرائيل هي التي يجب أن تشن حملة إعلامية علنية من أجل ذلك".
وقالت الصحيفة أن ليبرمان دعا إلى استقالة الأسد في تموز/يوليو الماضي لكنه منذ ذلك الحين أطلق تصريحات أكثر اعتدالا بهذا الخصوص وذلك على خلفية موقف نتنياهو، إلا أنه في هذه الأثناء أصدر ليبرمان تعليمات لسفير إسرائيل في الأمم المتحدة رون بروساور بإلقاء خطاب شديد أمام الجمعية العامة لدى بحثها الوضع في سورية يوم الثلاثاء المقبل.