إسرائيل تعيش هاجس مسيرات العودة براً وحملات التضامن بحراً وجواً

إسرائيل تعيش هاجس مسيرات العودة براً وحملات التضامن بحراً وجواً

الصحف العبرية

الخميس، ٢ يونيو ٢٠١١

كثف الجيش الإسرائيلى وسلاح حرس الحدود التابع له، من انتشار قواته على الحدود الإسرائيلية المتاخمة لمصر وقطاع غزة وسوريا ولبنان والأردن، استعدادا للمظاهرات التى دعا لها المئات من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعى لإحياء ذكرى "النكسة" الـ 44 التى احتلت فيها إسرائيل مساحات شاسعة من الأراضى العربية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الجيش الإسرائيلى يتأهب لعدم تكرار ما حصل خلال إحياء ذكرى "النكبة"، حيث بعثت تل أبيب برسالة تحذيرية لكل سوريا ولبنان والأمم المتحدة جاء فيها إنها "لن تقبل المس بسيادتها".
ويستعد الجيش الإسرائيلى لإمكانية انطلاق مظاهرات حاشدة فى كافة الجبهات وعلى جميع حدودها مع الدول العربية.
وأضافت يديعوت، أن اهتمام إسرائيل موجه فى هذه المرحلة على الأحداث المرتقبة يوم الأحد المقبل.
وكان رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلى "بينى جانتس"، أكد أمس، أنه من الواضح أن الشهور المقبلة ستشهد مظاهرات شعبية واسعة ضد إسرائيل، وأن الجيش فى الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى طول كل الحدود يستعد لهذه المظاهرات من خلال تدريب القوات المناسبة لتوفير الوسائل المناسبة لصدها.
ولم تستبعد يديعوت أن يتم الإعلان عن جزء من مناطق شمال هضبة "الجولان" السورية المحتلة كمناطق عسكرية مغلقة، وذلك لمنع وصول المتظاهرين إليها.
وفى المقابل، نقلت يديعوت عن مصادر عسكرية رفيعة قولها، إنه من المحتمل أن يمر هذا اليوم بهدوء، رغم أن الجيش يستعد لكافة الاحتمالات، مشيرة إلى تقارير لبنانية لم تستبعد أن يتم إلغاء المسيرة باتجاه الحدود بسبب الضغوط التى تمارس على الجيش اللبنانى وحزب الله.
وتتخذ قوات الاحتلال الإسرائيلية إجراءات صارمة على طول الحدود مع قطاع غزة ومصر، وذلك خشية تنفيذ عمليات بالقرب من الجدار الحدودى، حيث تتضمن الإجراءات منع أى شخص من الاقتراب من الحدود من خلال "التحذير وإطلاق النار فى حال الضرورة على القسم السفلى من أجساد المتظاهرين".
وأضافت المصادر العسكرية الإسرائيلية، أن تل أبيب تعيش فى وضع حساس، مشيرة إلى أن الفعاليات الفلسطينية الأخيرة وحملة أسطول الحرية 2 والتغييرات فى الدول العربية فى المنطقة تزيد من عدم الوضوح، وتضع الجيش أمام مهمة الحافظ على الأمن وتجنب أى عمليات حتى لا يكون لذلك أبعاد دولية على المستوى السياسى ضدها، مضيفة أنه فى نهاية المطاف لا يمكن وقف الجيش الإسرائيلى الذى يتدرب على كل أشكال الحروب نشر قواته على طول الحدود.
وينوى الجيش الإسرائيلى أيضا تعزيز قواته فى الضفة الغربية، حيث سيتم إضافة المزيد من القوات، بالرغم من أن التقديرات تشير إلى أنه من غير المتوقع أن تحدث تطورات غير عادية تخرج عن نطاق السيطرة فى الضفة الغربية.
وأضافت يديعوت، أن القيادة المركزية بالجيش الإسرائيلى تخشى من التعاون العميق بين حركتى فتح وحماس، بعد المصالحة الفلسطينية الأخيرة برعاية القاهرة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن منظمات دولية متضامنة مع الشعب الفلسطينى تدرس فكرة تنظيم "حملة جوية" مماثلة لأسطول الحرية 2 الشهر المقبل يشارك فيها مئات الناشطين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، مضيفة أن إسرائيل تستعد فى الوقت نفسه لحملة أسطول الحرية الثانى.
وقالت مصادر فى المجلس الوزارى المصغر بالحكومة الإسرائيلية للصحيفة العبرية، إن إمام إسرائيل واحدة من 3 إمكانيات، وهى السيطرة الكاملة على الأسطول، أو السماح لبعض السفن بالوصول إلى قطاع غزة بعد فحصها من قبل جهات محايدة قبل وصولها إلى المنطقة، أو اقتياد السفن إلى ميناء أشدود بدون السيطرة عليها.
وفى السياق نفسه، أكدت يديعوت إلى أن منظمات مناهضة لإسرائيل تعمل على إطلاق ما يشبه حملة حرية جوية، يتوجه خلالها عدد كبير من الناشطين جوا إلى مطار "اللد" فى بداية شهر يوليو المقبل، وذلك بهدف التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطينى وإعادة التأكيد على حق العودة.
وأوضحت الصحيفة، أن الموعد المرتقب للحملة الجوية هو الثامن من يوليو، قبل يوم من الـ 9، وذلك فى إشارة إلى قرار المحكمة الدولية يوم التاسع من يوليو عام 2004 بأن جدار الفصل العنصرى هو غير قانونى.
الجدير بالذكر أن نحو 500 شخص قد قاموا بحجز مكان لهم فى هذه الرحلات الجوية، بينهم عائلات وأطفال، وأن هناك مجموعة ذات صلة بهذه المبادرة تنشط فى برلين ومن الممكن أن تتوجه من هناك باتجاه مطار "اللد"، كما تعمل مجموعات أخرى للوصول إلى المطار فى الوقت نفسه من دول أخرى فى أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا، حيث إنه من المخطط أنه بعد عملية الاحتجاج فى مطار "اللد" يتوجه المشاركون فى الحملة إلى لقاءات تضامنية مع الشعب الفلسطينى بالضفة الغربية.
وأشارت يديعوت إلى أن حركة حماس دعت اللاجئين الفلسطينيين الى التوجه جوا إلى مطار "اللد" فى الرابع والخامس من الشهر الجارى لإحياء ذكرى حرب 67.