الائتلاف يعتبر شهداء «معان» من الشبيحة!...وفد سورية يفرض بند مكافحة الإرهاب.. والائتلاف يسعى لإجهاض المفاوضات

الائتلاف يعتبر شهداء «معان» من الشبيحة!...وفد سورية يفرض بند مكافحة الإرهاب.. والائتلاف يسعى لإجهاض المفاوضات

مؤتمر جنيف 2

الأربعاء، ١٢ فبراير ٢٠١٤

حقق وفد الجمهورية العربية السورية أولى انجازاته السياسية في مؤتمر جنيف2 فارضاً رؤيته بالبدء بمناقشة بيان جنيف1 بنداً بنداً دون القفز فوق المراحل وفوق أجساد السوريين وأرواحهم التي تزهق كل يوم وكل ساعة كرمى لعيون ائتلاف لا هدف لديه من جنيف2 سوى استلام الحكم وتنفيذ أجندات الدول التي أسسته ومولته وتديره.
وبدأت جلسة أمس بدقيقة صمت على أرواح الشهداء بطلب من رئيس الوفد المفاوض السوري بشار الجعفري تلاه البدء بمناقشة بند وقف العنف ومكافحة الإرهاب.
وفي ما سرب من اجتماع الأمس وتم التطرق إليه في وسائل إعلام عدة أن وفد الائتلاف أمضى أكثر من نصف الجلسة التي استمرت قرابة ثلاثة ساعات، وهي الأطول منذ انطلاق مؤتمر جنيف، يحاول نفي وجود تنظيمات إرهابية في سورية، ليحمل مسؤولية كل ما يحصل من قتل ودمار للحكومة السورية، ما اضطر الإبراهيمي للتدخل أكثر من مرة لوضع حد لـ«مهزلة الكلام» وتصحيح ما يجب أن يقوله وفد الائتلاف الذي كان عملياً يريد إنهاء الجلسة للانتقال إلى بند الحكومة الانتقالية، وهو ما وعد الإبراهيمي أن يتم مناقشتها غداً وفق جدول أعمال ابتكره وحده دون الرجوع إلى أي من الوفدين بشكل مخالف لأسس ومبادئ جنيف التي تتطلب اتفاق الوفدين على ما يتم طرحه لا أن يتم فرضه من أي جهة أو شخصية.
وعلمت «الوطن» أن أجواء من التوتر سادت جلسة الأمس مع نفي وفد الائتلاف وجود أي إرهابي على الأرض السورية وتصميم الوفد السوري على عدم إضاعة الوقت بكلام إنشائي والمضي في البحث عن مشروع وطني مشترك لمحاربة الإرهاب مع التأكيد على أن الوفد السوري لن ينتقل إلى أي بند آخر قبل الانتهاء من البحث في موضوع الإرهاب وإيجاد حل نهائي له وذلك انسجاماً مع بيان حنيف1 ولإنهاء معاناة الشعب السوري اليومية.
وبدا واضحاً في جلسة أمس أن الوفد السوري هو من سيفرض جدول أعمال الجلسات المبنية أساساً على بيان جنيف1 وبنوده التسلسلية التي لم تكن عشوائية الاختيار، في حين يحاول وفد الائتلاف إضاعة الوقت وإجهاض المفاوضات برمتها بإصراره على حصر التفاوض ببند الحكومة الانتقالية التي يعتقد أنها جوهر جنيف2 وأن كل ما جاء قبلها وبعدها من بنود لا قيمة له وكذلك هي دماء السوريين بالنسبة إليه!!
وإلى تطور لافت لكنه مؤسف في الوقت ذاته ويثبت مدى الغباء السياسي وقدرة الائتلاف على تلفيق الراويات والأكاذيب، نفى المتحدث باسمه لؤي صافي أن يكون شهداء معان من المدنيين بل هم «شبيحة»! كما نفى حصول مجزرة في الأساس ووصف ما حدث بالـ«اشتباك» متراجعاً عن كلامه أول أمس عن «أخطاء» يمكن أن ترتكب وذلك انسجاماً مع كلام وفدهم المفاوض عن عدم وجود إرهابيين وتنظيمات إرهابية في سورية.
وعبر صافي عن انزعاج وفد الائتلاف من بدء الجلسات ببند مكافحة الإرهاب وطالب بالانتقال فوراً إلى بند الحكومة الانتقالية.
كلام الصافي وإهانته لشهداء معان وما حصل في الجلسة الأولى من المفاوضات استدعى رداً سورياً قاسياً، إذ تحدث كل من وزير الإعلام عمران الزعبي والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد إلى العديد من وسائل الإعلام معبرين عن سخطهم لإهانة دماء الشهداء السوريين الزكية وما يروجه وفد الائتلاف من روايات وأكاذيب وارتهان من يسمون نفسهم بالمعارضة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وآل سعود، وأكدوا جميعاً أن لا تراجع عن الاستمرار في مناقشة بند الإرهاب ووضع حد لمعاناة السوريين أينما وجدوا.
وقال الزعبي: إن «وفد سورية لن يناقش أي بند من بنود بيان جنيف تحت أي ضغط أو سبب قبل مناقشة وقف العنف ومكافحة الإرهاب والاتفاق حول هذه المسألة بكل تفاصيلها»، مشيراً إلى أن «الوفد الرسمي لن يتهرب من مناقشة أي بند حتى فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية إلا أنه يصر على مناقشة البند الأول وهو مكافحة الإرهاب».
من جانبها أعربت شعبان عن الأمل بأن «يؤدي الاتفاق والتقارب الروسي الأميركي لتحقيق أمور عملية تتعلق بوقف الإرهاب والعنف الذي يتعرض له شعبنا»، بينما أكد المقداد أن رفض وفد الائتلاف الاعتراف بوجود الإرهاب أعاق الوصول إلى اتفاق حول جدول أعمال للمحادثات، معتبراً في الوقت ذاته أن «الطرف الآخر يتصرف وفقا لقصاصات ورق تأتيه من الخارج».