الزعبي: رفض وفد الائتلاف المسمى المعارضة للسيادة الوطنية والتعددية السياسية والديمقراطية رفض فاضح لبيان جنيف الأول

الزعبي: رفض وفد الائتلاف المسمى المعارضة للسيادة الوطنية والتعددية السياسية والديمقراطية رفض فاضح لبيان جنيف الأول

مؤتمر جنيف 2

الاثنين، ٢٧ يناير ٢٠١٤

أكد وزير الاعلام عمران الزعبي أن البيان السياسي الذى تقدم به الوفد الرسمي السوري تضمن مجموعة من الفقرات التي من المفترض أنه لا يمكن لأي سوريين اثنين مهما اختلفا أو تباعدا أو اقتتلا أن تكون موضع خلاف بينهما ورفض وفد الائتلاف المسمى /المعارضة/ للسيادة الوطنية وللتعددية السياسية وللديمقراطية هو رفض فاضح لبيان جنيف الأول.

وأوضح الزعبي في تصريحات للصحفيين أنه لا يوجد في البيان السياسي أو في مشروع العناصر الأساسية له أي ذكر لمقام الرئاسة أو لشخص الرئيس على الاطلاق في أي فقرة من الفقرات بالمطلق لافتا الى انه تم توزيع البيان باللغتين الانكليزية والعربية على وسائل الإعلام ويمكنها التأكد مما جاء فيه.

وتساءل الزعبي.. هل يمكن أن نتصور أن هناك سوريا يمكن أن يختلف مع سوري آخر حول سيادة الجمهورية العربية السورية وسلامة أراضيها ووحدة ترابها الوطني إلا إذا كان أحد هوءلاء المختلفين ليس سوريا بل /إسرائيلي/ على سبيل المثال.

كما تساءل.. هل يمكن أن نفترض أن هناك سوريا واحدا يرفض نبذ الإرهاب أو مكافحته والعمل على عدم توفير السلاح للإرهابيين والملاذات الآمنة لهم في الدول المجاورة.. المفترض أنه لا يوجد سوري يختلف مع سوري على هذا إلا إذا كان أحد هذين الطرفين سعوديا أو تركيا أو قطريا أو إسرائيليا أو متآمرا على سورية.

وعبر الزعبي عن استغرابه من أن يرفض أي سوري الحديث عن الديمقراطية وصناديق الاقتراع والحرية العامة وحقوق الانسان والتعددية السياسية وحق المواطنة لافتا الى أنه من المفترض أن بعض القوى المعارضة كانت قد ضمنت هذا الكلام في الكثير من خطابها السياسي وهذا الكلام موجود أساسا في دستور الجمهورية العربية السورية النافذ وفي الدستور السابق كما هو موجود في خطابات الأحزاب والقوى الوطنية في سورية بما فيها القوى الوطنية المعارضة.

وشدد الزعبي على أنه ينبغي أن يكون هذا الخطاب هو الحد الأدنى للتعبير عن سوريتنا وعن وطنيتنا وعن انتمائنا الوطني فلا يمكن لأي سوري أن يرفض الدعوة لحماية الممتلكات العامة والخاصة وعدم الاعتداء على البنى التحتية للدولة السورية وعدم الاعتداء على المدارس والمستشفيات والجامعات وما إلى ذلك.

وقال الزعبي.. الموقف المدهش كان انهم رفضوا هذا البيان في أقل من دقيقتين والموضوع كلفهم خروج أحدهم خارج القاعة وأجرى اتصالا هاتفيا ثم عاد ليهمس في أذن من سموه /كبير المفاوضين/ ليقول /نرفض هذا البيان جملة وتفصيلا/ الأمر الذي /صعق/ الوفد السوري الذي كان موجودا.

وأوضح الزعبي أنه كان يفترض بهم على الأقل إذا كان هناك ما يمكن أن يعتقدوه أو يروه نقاط اختلاف ربما جملة أو عبارة في سياقها أو في غير سياقها أن تناقش أو يقولوا إننا سنناقش الموضوع وسنخرج ونعود غدا ونقول رأينا.. أما أن يرفضوا البيان بهذه الطريقة فهذا يعني بكل وضوح أن الذي رفض البيان والشخص الذي اتصلوا به هو على الأقل روبرت فورد أو داود أوغلو أو سعود الفيصل أو أحد من هؤلاء.

وبين الزعبي أن بيان جنيف يتحدث عن وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية وعن التعددية وغيرها ويبدو انهم لم يقرؤوه فعندما يرفضون هذه المسائل هم يرفضون أيضا جزءا مهما من بيان جنيف الأول والذي على أساسه ينعقد هذا المؤتمر.

وأعاد الزعبي التأكيد على أن الوفد الرسمي السوري منفتح على النقاش في أي مسألة سياسية وجاء بنية النجاح لتقديم صياغات وأفكار وطرائق جديدة وقراءة عميقة بهدف إطلاق المسار السياسي لكنهم لا يريدون أساسا اطلاق هذا المسار.

وقال الزعبي.. هم جاوءوا إلى هنا على اعتقاد وظن منهم ومن سادتهم بأننا سنأتي وسنغضب وسنستفز وسننسحب وهذا لم يحدث ونعدهم أنه لن يحدث.. نحن في السياسية لا نغضب ولا نستفز لذلك مستمرون في بذل الجهود وسنبقى نبذلها مع مبعوث الأمم المتحدة الى سورية الاخضر الإبراهيمي ومع كل الذين نعتقد بأنه يجب أن نكون على تواصل معهم من أجل إنجاح هذا المؤتمر.

وأضاف الزعبي بتقديري الشخصي وبالعقلانية السياسية يفترض بتجربة الإبراهيمي انه لم يكن مسرورا وربما كان مندهشا ويجب أن يكون شعر بخذلان لأن البيان لم يقرأ ولم يناقش ولم يأخذ وقته من القراءة وهناك صفحة كاملة تحتاج إلى قراءة عادية خمس دقائق وقراءة سياسية معمقة نصف نهار على الأقل ولكن الرفض جاء في دقيقتين.

وأشار الزعبي إلى انعقاد جلسة مشاورات بعد الظهر بين الإبراهيمي وكل طرف على حدة والجميع بانتظار نتائجها.

السوريون كلهم سواسية أينما كانوا والدولة تنظر إليهم بعين واحدة 

وكان وزير الإعلام في تصريحات للصحفيين أكد أن السوريين كلهم سواسية أينما كانوا والدولة تنظر إليهم بعين واحدة ومعيار واحد مشيراً إلى أن الحديث عن حمص "قضية إنسانية بطبيعتها لا يمكن أن تكون محلا للاستثمار السياسي أو لتحقيق مكاسب وانتصارات سياسية".

20140127-145921.jpg

وقال الزعبي : "لا أحد يريد أن يحقق نصراً سياسياً في هذا الموضوع ولن نسمح للآخرين أن يتصوروا أنهم يحققون ذلك وهذا الموضوع خارج الحسابات السياسية والاستثمار والنقاش السياسي وسنبقى نقول ذلك".

وأشار الزعبي إلى أن "في حمص القديمة التي يتحدثون عنها عددا من المدنيين بغض النظر عن التقديرات المتباينة لأعدادهم وهؤلاء يمكنهم الخروج من تلك المنطقة وستقوم الدولة في كل وقت بتقديم كل الخدمات لهم" لافتاً إلى أنها "ليست المرة الأولى والأخيرة التي تقدم فيها الدولة الدعم الإنساني تلبية لخطة الاستجابة بين الحكومة السورية ومنظمات الأمم المتحدة".

وأوضح الزعبي أن خطة الاستجابة لا تنفذ أو تبدأ اليوم فقد مضى عليها وقت طويل وتنفذ بشكل حرفي وممنهج وموزع على عموم أراضي الجمهورية العربية السورية مشيراً إلى أن "هناك مناطق بحاجة الدعم الإنساني ومن بينها حمص وأيضاً معلولا ونبل والزهراء وعدرا العمالية وكل المناطق في سورية فهي بالمحصلة جميعها جزء من بلدنا وشعبنا بغض النظر عن أي اعتبار مهما كان نوعه أو سنده أو عن الظروف الآنية".

وشدد الزعبي على أنه لا يجوز على الإطلاق أن يتصور أحد أن ما يجري في حمص من تقديم مساعدات إنسانية أو غيرها من ملفات المساعدة الإنسانية له صلة بوجودنا أو عدم وجودنا في مؤتمر جنيف.

وقال الزعبي "قبل شهر تم إخراج 800 مواطن سوري من منطقة الزارة كان مسلحون يحتجزونهم وخرجوا وقدمت لهم الدولة الإيواء والسكن والأغذية والخدمات الطبية وهناك محاصرون في معلولا وفي عدرا العمالية أعدادهم كبيرة جدا كذلك في نبل والزهراء المحاصرتين منذ سنتين كما أن هناك مناطق مختلفة جميعها موضع عناية حقيقية من قبل الدولة دون تمييز".

وأشار الزعبي إلى أن الحكومة السورية حتى قبل خطة الاستجابة كانت تقوم بتقديم المساعدات للمناطق عن طريق الوجهاء والمخاتير واللجان الشعبية مجدداً التأكيد على أن "تقديم المساعدات لمدينة حمص القديمة الآن يجري العمل عليه مع الصليب الأحمر الدولي وهم الذين يقررون الخطوات وهذا الأمر لا صلة له إطلاقا بما جرى نقاشه في جنيف".

20140127-145952.jpg

وقال الزعبي: إن الموجودين في حمص القديمة بالنسبة لنا بغض النظر عن أعدادهم مواطنون سوريون وهناك واجب للدولة تجاههم وهي تنفذه بأقصى قدرة ممكنة متاحة مشيرا إلى العمل الجاد بخطة الاستجابة بالتعاون مع الأمم المتحدة وبالتالي فإن "كل ما يمكن أن يحاول البعض تسويقه عبر وسائل الإعلام عن أن هناك إنجازا حققه عناصر /الائتلاف/ في جنيف في هذا الموضوع عار من الصحة تماما لأن التحضيرات كانت سابقة ويجري العمل عليها".

وتابع الزعبي أن هناك جهدا يبذل أيضا ليس في جنيف بل في دمشق ومع الأمم المتحدة وعبر الحكومة السورية من أجل كل المناطق المحاصرة لتقديم الدعم لكل المدنيين وإخراجهم.. بالتالي "الكلام خارج هذا السياق مدان أخلاقيا وإنسانيا ووطنيا حيث لا يوجد وطني سوري واحد بغض النظر عن فئة المعارضة التي ينتمي إليها يحق له التحدث عن هؤلاء كأرقام ويحاول استثمار معاناتهم سياسيا".

وبشأن ما يقوله وفد الائتلاف المسمى "المعارضة" عن "قوائم يملكونها حول وجود أطفال معتقلين في السجون السورية" قال الزعبي: هذا الكلام قيل داخل الجلسة أمس ولم يقدموا أي قوائم أو أسماء.. بالتالي إذا كانوا في جلسات مغلقة غير قادرين على تقديم هذه القوائم فمن المؤكد أنهم سيقولون للإعلام إنهم لا يستطيعون تقديمها لأن ذلك غير صحيح بالأساس فالدولة لا تعتقل أطفالا ونساء إلا إذا كانت المرأة المعتقلة قد نقلت سلاحا أو شاركت في القتل أو الذبح.

وأضاف الزعبي.. نحن لا نعتقل أطفالا وحتى أولئك الأطفال الذين تجندهم المجموعات المسلحة في معاركها عندما تعتقلهم السلطات يعاملون كأطفال لا كمقاتلين أو موقوفين أو محتجزين بل نراعي سنهم ومدى التأثير المعنوي والنفسي الذي تعرضوا له.

وأكد الزعبي أن هناك أجهزة مختصة لدى الدولة تتعامل مع هذه المسائل وليس مسموحا لأحد أن يكذب أكثر مما كذب فهذا الكذب وهذا الافتراء يجب أن يتوقف فورا لأنه إذا كنا قادمين إلى جنيف بنية جادة وإرادة سياسية فشرط من شروط التأكيد على هذه الإرادة وجديتها التوقف عن الكذب والافتراء.

وردا على سؤال حول التصورات بشأن بدء النقاش بالعملية السياسية اليوم وهل هذا الموضوع وارد للحل إذا كان الموضوع الإنساني لا نتيجة له حتى الآن.. قال الزعبي: إن الاجتماع منعقد الآن ووفدنا في الداخل والتفاصيل سنتحدث عنها بعد نهايته إذا كان هناك ما يجب التحدث عنه ولكن أطالب الجميع وأوجه رسالتي أولا وأخيرا إلى شعبنا في سورية بأنه يجب أن تكونوا كما كنتم منذ اللحظة الأولى في التصدي لهذا العدوان على سورية.

وأضاف الزعبي.. يجب أن تكونوا على ثقة بأن الوفد الموجود في جنيف سيبقى يتصرف وفقا لوطنيته وإيمانه بسورية ووفقا لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد التي تؤكد على أهمية حقن الدماء ورفع المعاناة الإنسانية والعمل من أجل إطلاق مسار سياسي والدفاع عن الثوابت الوطنية والقومية وعن عروبة وسيادة سورية ووحدة أراضيها ونحن نتصرف على هذا النحو.

ولفت الزعبي إلى أن هناك كذبا وافتراء كثيرا في وسائل الإعلام وتزويرا لما يقوله الوفد السوري الرسمي ولكن جميع أعضاء الوفد متفائلون وجديتهم وعزيمتهم عالية جدا.

وعما يحكى عن لقاءات جانبية مع وفود غربية مع وفد الجمهورية العربية السورية ووفد الائتلاف المسمى "المعارضة" وحقيقة ذلك قال الزعبي: هذه عملية سياسية ومسار سياسي لا يمكن الحديث عن مثل ذلك في الإعلام لكن الهدف من وجودنا هنا أن نلتقي مع الوفد الآخر "الائتلاف المسمى المعارضة" وفقا للقواعد والإجراءات اللوجستية المقررة وأن نسعى بجدية لنحرز تقدما بأي اتجاه وأن نؤسس لمسار سياسي وعملية سياسية.