عمداً تم تأخير وصول الوفد السوري لإلغاء لقاءاته التحضيرية.. والتوقعات «غير مبشرة» من جنيف2.. وموسكو تؤكد «محاربة الإرهاب أولوية المؤتمر»

عمداً تم تأخير وصول الوفد السوري لإلغاء لقاءاته التحضيرية.. والتوقعات «غير مبشرة» من جنيف2.. وموسكو تؤكد «محاربة الإرهاب أولوية المؤتمر»

مؤتمر جنيف 2

الأربعاء، ٢٢ يناير ٢٠١٤

بعد أزمة متعمدة في أرض مطار أثينا على خلفية امتناع السلطات اليونانية بتزويد الطائرة السورية بالوقود اللازم للوصول إلى جنيف، وصل الوفد السوري متأخراً خمس ساعات ما أدى إلى إلغاء ثلاثة اجتماعات تحضيرية الأول مع الأمين العام للأمم المتحدة والثاني مع وزير خارجية روسيا والثالث مع البعثة السورية في جنيف.
وفي أول موقف علني له قبيل وصول الطائرة إلى جنيف، قال رئيس الوفد السوري إلى المؤتمر وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم: «نأتي إلى جنيف على أمل أن يكون منطلقاً لموقف سوري ودولي موحد في مواجهة الإرهاب الذي يضرب سورية والمنطقة»، مجدداً التأكيد بأن سورية «راغبة في إنجاح مؤتمر جنيف2 كخطوة أولى لبدء حوار سوري على الأراضي السورية».
وأكد أن «موضوع الرئيس والنظام خطوط حمراء بالنسبة لنا وللشعب السوري ولن يمس بها أو بمقام الرئاسة»، مشيراً إلى أن «سورية تحفظت وتتحفظ على مضمون الدعوة لمؤتمر جنيف لأنه لا ينسجم مع موقفها القانوني والسياسي ولا مع تطلعات الشعب السوري».
وأشار المعلم إلى أن «ما قامت به الأمم المتحدة من توجيه دعوة إلى إيران ثم سحبها لا يسمى بالمنطق السياسي سوى المهزلة»، لافتاً إلى أن «الدول التي لا ترغب في مشاركة إيران في جنيف2 تريد إبقاء الوضع في المنطقة على ما هو عليه».
وأضاف: «لا يمكن تجاهل دور إيران المهم وعدم إشراكها في مؤتمر جنيف خطأ كبير»، كما أشار إلى أن «الأمم المتحدة رضخت للضغوط الغربية عندما لم توجه الدعوة لأطراف المعارضة الوطنية في سورية»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة فشلت في تأليف وفد مقبول من المعارضة السورية».
وأضاف المعلم: «لا نعول ولا ننتظر وليس لدينا معلومات عن رغبة السعودية بتغيير سياستها الداعمة للإرهاب بناء على حضورها هذا المؤتمر».
إلى ذلك تحدثت مصادر دبلوماسية عربية في جنيف لـ«الوطن» مؤكدة أن تأخير وصول الطائرة تم غالباً بشكل مقصود بهدف تأخير وصول الوفد السوري ومنع اجتماعاته التحضيرية المتفق عليها مسبقاً، وخاصة اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف الذي كان مبرمجاً قبل لقاء لافروف - كيري للبحث في الخطوط العريضة التي سيتطرق إليها المؤتمر.
وقالت المصادر: إن المؤشرات حول المؤتمر لا تبشر بالخير والحديث الدائر بين الدبلوماسيين المنتشرين في فنادق مونترو تشير إلى جهود كبرى تبذلها كل من الرياض والدوحة في الكواليس لإفشال المؤتمر والاستمرار بما يسمى «الخيار العسكري»، في حين تعمل موسكو وبكين على فرض أسس لوقف إطلاق النار وإعادة بسط الأمن والأمان في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن تركيبة وفد المعارضة الذي تم إبلاغ الأمين العام به ليل أول من أمس دون تحديد من الذي سيجلس على طاولة المفاوضات، يتكون حصراً من الائتلاف ويلغي جميع القوى المعارضة الأخرى ما يعني أن الفشل مؤكد وخاصة أن الائتلاف لا يمثل أحداً في الداخل وبات مفككاً بعد سلسلة الاستقالات التي بلغت حتى الآن 67 استقالة من أصل 120 عضواً.
في الأثناء، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناقش في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي باراك أوباما مؤتمر جنيف2، على حين أعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تذكير المجتمع الدولي والمعارضة بأن «محاربة الإرهاب» يجب أن تكون أولوية المؤتمر.
بينما قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تعليقاً على سؤال وجهه إليه التلفزيون الإيراني الرسمي: «إن الجميع يعلم أن فرص (التوصل) إلى حل فعلي في سورية ليست كبيرة من دون إيران».
ويقال في كواليس مونترو: إن بان تلقى صفعة قوية من واشنطن وباريس بعد إرساله الدعوة إلى إيران واضطراره لسحبها، ووفقاً لمصادر داخل الأمم المتحدة فإن بان كان حصل على موافقة روسيا والولايات المتحدة الأميركية على إرسال الدعوة قبل أن تنتفض عليه الأخيرة وتطالبه بسحبها، وتقول المصادر ذاتها: إن الدعوة كانت محاولة للضغط على إيران لقبول مبادئ (جنيف1) إلا أن طهران بقيت مصممة على موقفها بالحضور دون شروط.
وحسب المراقبين هنا فإن مؤتمر (جنيف2) يبدو أنه سيكون حافلاً بالمفاجآت والحرب الإعلامية والنفسية ومحاولات الضغط على الوفود المشاركة، إلا أن قاعة الإعلاميين القريبة من «قصر مونترو» حيث يعقد الاجتماع، باتت على يقين أن جنيف ستشهد آخر ظهور للائتلاف وأن هذا الكيان المستحدث في الدوحة سرعان ما سيختفي ليحل مكانه كيان آخر وخاصة بعد مسلسل الاختلافات والاستقالات والصراع القطري - السعودي داخله.
وفي مونترو المطلة على بحيرة «ليمان» احتشد أكثر من ألف صحفي لتغطية الحدث وانتشر الآلاف من رجال الشرطة وأغلقوا كامل محاور وسط المدينة حفاظاً على سلامة وأمن الوفود المشاركة.
ويبدأ المؤتمر اليوم الساعة 9 صباحاً بالتوقيت المحلي (العاشرة في دمشق) بكلمة لوزير خارجية سويسرا يليها كلمة للأمين العام للأمم المتحدة وكلمتين لوزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة، ومن ثم من يرغب بالكلام، علماً أن أي كلمة لن تتجاوز الدقائق الخمس باستثناء كلمتي لافروف وكيري التي تم تحديدها بـ7 دقائق لكل واحدة منهما.
وظهراً في الثانية عشرة والنصف ترفع الجلسة حيث تقيم الدولة السويسرية والأمم المتحدة مأدبة غداء على شرف الوفود المشاركة على أن تستأنف جلسات المؤتمر في الثالثة من بعد الظهر (الرابعة في دمشق) وتستمر حتى السادسة مساء.
وسيقام المؤتمر في قاعة تم تجهيزها منذ الأمس حيث تمتد طاولات مستطيلة عليها أسماء الوفود حسب التسلسل الأبجدي وفي عمق القاعة وعلى طاولة تربط بين الطاولتين يجلس في منتصفها كل من الأمين العام للأمم المتحدة والموفد الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي وممثل الأمم المتحدة في جنيف في حين يجلس على الأطراف رئيس الوفد الروسي وإلى جانبه رئيس الوفد السوري ومن الجهة المقابلة يجلس رئيس الوفد الأميركي وإلى جانبه رئيس وفد «المعارضة» الذي لم يحدد بعد.
وبدأ منذ ظهر أمس وصول الوفود المشاركة إلى مونترو وتوزعوا في فنادق المدينة القليلة نسبياً.