انتخابات جديدة في اتحاد كرة الطائرة وقرارات المكتب التنفيذي تثير الاستغراب

انتخابات جديدة في اتحاد كرة الطائرة وقرارات المكتب التنفيذي تثير الاستغراب

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ١٧ مارس ٢٠٢٣

عماد درويش
يبدو أنه بات مقدراً للعبة كرة الطائرة أن تبقى رهينة للمشاكل التي رافقتها منذ أكثر من عشر سنوات وحتى الآن، لأسباب عدة منها عدم اقتناع البعض من القيادات التي تعاقبت على الاتحاد أن العمل هو جماعي، وليس فردي، ما جعل البعض منهم يعمل عبر التفرد بالقرارات، كما أن أخرين اعتقدوا أن فوزهم بانتخابات اللعبة تشريف متناسين أن المنصب الرياضي يعتبر تكليفاً لخدمة الكوادر واللعبة.
وفي ظل هذا الواقع وصلت اللعبة للحضيض فلا يوجد دوري منتظم لها، وهي غائبة عن الاستحقاقات الخارجية منذ زمن طويل مع تقلص تواجدها في أغلب المحافظات واقتصارها على أندية معدودة.
الغريب أن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام ومنذ سنوات يؤكد أنه سيعيد النظر في جميع المفاصل التي تحرك رياضتنا ومنها اتحادات الألعاب التي تعتبر النقطة الأساس التي يبدأ البناء منها رفقة الأندية مع تميز الاتحادات بالقدرة على وضع الخطط وتنفيذها.
لكن هذه التصريحات لم تترجم لأفعال على أرض الواقع لأسباب مجهولة، بل أن القيادة الرياضية أثرت بشكل أو بآخرعلى تلك الاتحادات ومنها اتحاد كرة الطائرة.
مخالفة تنظيمية
الجديد في الموضوع أن المكتب التنفيذي قرر إجراء انتخابات لاتحاد كرة الطائرة يوم الأحد المقبل، رغم أن الاتحاد الحالي لم يمض على انتخابه سوى أقل من ثلاثة أشهر!
المكتب التنفيذي كان قد حل نهاية العام الماضي اتحاد كرة الطائرة، ودعا أعضاء الجمعية العمومية لانتخاب اتحاد جديد، وتمت عملية الانتخاب لكن القيادة الرياضية لم تصدر قرار تشكيل الاتحاد “الجديد” لأسباب مجهولة، فاعتبرت بعض كوادر اللعبة أن عدم إصدار القرار “مبيت” كون الفائزين في الانتخابات سواء بمنصب رئيس الاتحاد أم بالأعضاء، لم يكونوا وفق أهواء بعض أعضاء المكتب التنفيذي!
ليقوم المكتب التنفيذي لاحقاً ويصدر تعميماً بتشكيل لجنة تسيير أمور للاتحاد مع بدعوة الجمعية العمومية للحضور يوم 19 من الشهر الحالي من أجل انتخاب رئيس للاتحاد بعدما قدم رئيس الاتحاد اعتذاراً عن متابعة العمل.
المخالفات لم تتوقف فتنظيمياً من بقوم بالدعوة للانتخاب هي الجمعية العمومية لاتحاد اللعبة، أو مكتب التنظيم بالاتحاد الرياضي ولا يحق للجنة تسيير الأمور الدعوة، في حال كان هناك قرار بتشكيل الاتحاد مصدق عليه أصولاً، وفي هذه الحالة لا يوجد قرار التشكيل فالدعوة باطلة وغير شرعية.
سابقة خطيرة
هذه الدعوة لانتخاب رئيس للاتحاد استنكرته كافة كوادر اللعبة، خاصة وأنه منذ أن أنشأت منظمة الاتحاد الرياضي العام لم يصدر مثل هذا القرار أو البلاغ، وهذه سابقة خطيرة تحدث لأول مرة في تاريخ الرياضة السورية، سّيما وأن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي لم يصدق على نتائج الانتخابات، وهناك أسئلة فرضت نفسها على المشهد دون وجود أي جواب شافٍ عنها حتى كتابة هذه السطور: أين قرار المكتب التنفيذي الذي لم يصدر بعد في الموافقة على نتائج المؤتمر الانتخابي الأخير؟
وأين قرار الموافقة على كتاب اعتذار رئيس الاتحاد المنتخب عن متابعة العمل؟ وأين قرار الموافقة على انعقاد الجمعية العمومية من أجل انتخاب رئيس جديدا للاتحاد؟ وماهي نتائج الشكاوى والاعتراضات التي قدمت على الأعضاء الناجحين في الانتخابات الأخيرة؟
بالتأكيد هناك أمور غريبة وعجيبة تجري من وراء الكواليس والضحية هي واحدة اللعبة المتهالكة.
مضحك مبكي
ويبدو أن الاتحاد الرياضي لم يدرك ما يحصل في أروقة اللعبة، أو أنه يدري و”متغافل” والمضحك المبكي في الموضوع أن الاتحاد الرياضي أبقى على أعضاء الاتحاد الناجحين، وهذا اعتراف صريح بفوزهم، لكنه بالوقت نفسه لم يصدر قراراً بشأنهم، وكان الأجدى أن يدعو لانتخاب اتحاد جديد لا لمنصب الرئيس فقط أي بمعنى آخر: لماذا تم إقرار انتخاب رئيس جديداً للاتحاد بدلا من إقرار انتخاب اتحاد كامل بناء على اجتماع الجمعية العمومية يوم الأحد القادم.
كما أن الأعضاء الناجحين ارتبط وجودهم بوجود رئيس الاتحاد “المعتذر”، وفي هذه الحالة من ومن الممكن أن يكون رئيس الاتحاد السابق طرفاً في المنافسة من جديد على الكرسي الشاغر ومن الممكن فوزه، وهنا يتبادر السؤال: هل سنرى اتفاقاً يجرى تحت الطاولة على العمل مع رئيس الاتحاد السابق “إن نجح في الانتخابات” أم أن الأعضاء “الموجودين” سيبتعدون من جديد كما فعلوا سابقاً عندما تقدموا باستقالتهم، وتم بعد ذلك حل الاتحاد حينها؟
أمر مؤسف
رئيس اتحاد الطائرة المنتخب والذي اعتذر عن العمل فؤاد محفوظ أشار لـ “البعث الأسبوعية” إلى أن ما حصل كان مؤسفاً بالنسبة لأعضاء الاتحاد الذين فازوا بالانتخابات، مضيفاً: أعددنا خطة وفق أسس علمية لتطوير اللعبة عبر بناءها من القواعد، إضافة للعمل على منتخباتنا الوطنية وإعادتها للمشاركة في المحافل الدولية، مع تأمين شركات راعية لتقوم بدعم الأندية والاتحاد، إلا أن كل ذلك ذهب أدراج الرياح، كون القيادة الرياضية لم تصدر قراراً بتشكيل الاتحاد.
وحول سبب اعتذاره أوضح محفوظ تعرضت للكثير من الضغوط خلال الفترة الماضية من بعض الأشخاص الذين لم تعجبهم نتائج الانتخابات لذلك أثرت الاعتذار.
البعث