الزميل غانم محمد: الانتخابات الكروية القادمة لن تنتج الفريق القادر على انتشالها من ضعفها

الزميل غانم محمد: الانتخابات الكروية القادمة لن تنتج الفريق القادر على انتشالها من ضعفها

الأخبار الرياضيــة

الأربعاء، ١٨ مايو ٢٠٢٢

اقتربت الانتخابات المنتظرة لاتحاد كرة القدم في سورية التي ستجري في الثالث والعشرين من الشهر الجاري, حيث ستختار الجمعية العمومية لاتحاد الكرة رئيس وأعضاء هذا الاتحاد , وفور إغلاق باب الترشح بدأ العاملون في الوسط الكروي كل حسب موقعه ينشغلون في حمى الانتخابات مع انطلاقتها الفعلية ولسان حالهم يقول: لتكن البداية مبكرة في جمع الأصوات والحصول على دعم الآخرين قبل وقت كاف.
 لا ننكر على الطامحين بقيادة العمل الكروي، أي كان رغبته وأحقيته في هذا الإطار والمجال، لكن هؤلاء أصحاب الرغبة والنيات هل بادر “معظمهم” في يوم من الأيام على مدار عملهم بتقديم برامج عمل هادفة، وخطط واضحة المعالم تدل على النية الصادقة لأصحابها بالعمل، ولماذا حتى هذه اللحظة لم نسمع أو نرى استراتيجية واضحة للعمل الرياضي الكروي تحدد ملامح العمل في السنوات المقبلة بشكل عام لدرجة أنّ الكرة السورية راوحت بمكانها في أغلب الأحيان, فهل ستنتج انتخابات اتحاد الكرة هذه المرة الأصلح أم أن الفواتير الانتخابية ستدفع من جلد الكرة السورية,وماذا يحمل المرشحون الثلاثة لرئاسة الاتحاد من أفكار وآليات عمل جديدة للنهوض بالكرة السورية.. كل هذه التساؤلات وغيرها طرحناها على الزميل غانم محمد الإعلامي المتخصص والمتابع لكرة القدم السورية منذ أكثر من ثلاثين عاماً وهانحن نفردها لكم.. 
 
*- ما رأيك بالأسماء المرشحة لرئاسة اتحاد كرة القدم خاصة وأنّ اثنان منهما جربا سابقاً وهل كنت تتوقع دخول أسماء أخرى جديدة؟
المشكلة ليست بالأسماء، وإنما بآليات العمل المتبعة، وبالهوامش التي تُعطى لمن سيكون رئيساً لاتحاد كرة القدم، وبالمعالجات الخاطئة معظم الأحيان للاجتهادات التي قد تكون إيجابية.. 
السيد صلاح رمضان يمتلك شعبية كبيرة في الأوساط الكروية، وامتلك بعض المبادرات الإيجابية لكنه حورب عندما حاول الخروج عن المألوف، وأقصد هنا الاتفاقية التي وقعها مع الاتحاد القطري والتي كانت لصالح كرتنا 100% وتمّ رفض الاتفاقية ودفعه إلى الإستقالة.
السيد فادي دباس هو الآخر حاول أن يستغل قدراته المالية في قيادة اتحاد كرة القدم، لكنه طُعن (من وجهة نظري) ولم ينجح في اختيار فريق العمل معه، فاستقال بعد سنة ونيّف تحت ضغط جماهيري كبير بسبب إخفاق المنتخب في كأس آسيا وفي غرب آسيا..
السيد ماهر السيد أقيل من رئاسة نادي الوحدة، وهي لاعب دولي سابق، ولم  يخض تجربة العمل في اتحاد الكرة سابقاً..
خلاصة القول: المرشحون الثلاثة مقالون سابقاً أو مدفوعون للاستقالة، ولك أن تحكم بنفسك وترد على سؤالك.
 
*- ونحن نبحث عن النهوض والإصلاح, هل كل من تقدم بترشحه للرئاسة والعضوية يتمتع بالخصائص والمؤهلات الإدارية لقيادة اللعبة الشعبية الأولى؟ وماذا يحمل كل منهم من أفكار للنهوض بواقع الكرة السورية المتدهور؟
بصراحة لا، وأستثني ماهر السيد لأننا لم نجربه من قبل، ولا أعرف بدقة ماذا يحمل من أفكار، هو تحدث في تصريحات قبل أيام قليلة عن بعض الأفكار لكنها ليست مطورة، هي أفكار أشبه بردات الفعل على الواقع الحالي، لا أحد من المرشحين قدّم برنامج عمل.
 
*- هل صحيح أنّ طبخة كرتنا محروقة منذ أكثر من ثلاثين عاماً والطباخون الذين أحرقوها ولم تحترق أصابعهم مازالوا على حالهم؟
هذا صحيح، بل أنّ من يتحكم بالطبخة ويحرقها يُكافأ بشكل أو بآخر، أو على الأقل هو خارج المساءلة، أتحدث هنا عن الذين ينتخبون، وعن الذين يرشحون ويتحكمون بالترشّح وعن الذين وصلوا إلى قيادة اللعبة في اتحاد الكرة وفي اللجان الفنية المريضة..
 
*- بحكم خبرتك واختصاصك ومعايشتك للكرة السورية منذ عقود, أين ترى مشكلتها, هل هي في القوانين والأنظمة التي تحكمها, أم في العقليات التي تديرها؟
في الاثنين معاً... القوانين متخلفة جداً وغير واضحة، ومتناقضة وتقبل الاجتهادات والتأويل، وفي الجانب الآخر ينشغل من يصل إلى اتحاد الكرة في الإجراءات بعيداً عن التخطيط، وفي التصريحات بعيداً عن العمل، وفي تقسيم (الكعكة) بدل أن يدرس ويشخّص واقع الكرة السورية في المنتخبات والأندية، ويبحث عن الحلول الشافية، وأيضاً في تقاطع المصالح مع الأندية، ومع المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي، دون أن ننسى تأثير السوشال ميديا، والمتنفذين، والسماسرة الكثر..
 
 *- هل ستنتج انتخابات اتحاد الكرة هذه المرة الأصلح، أم أن الفواتير الانتخابية ستدفع من جلد الكرة السورية المريض؟
المشكلة أنه لم يبق لدى هذه الكرة ما تدفعه... منذ أقل من شهر استضافت السعودية دور المجموعات بدوري أبطال آسيا لمنطقة غرب آسيا، ويؤسفني أني تابعت فرقاً من فيتنام وتايلاند وسنغافورة وماليزيا في هذه البطولة، في الوقت الذي غابت أنديتنا عن هذه المسابقة..
لن تنتج الانتخابات الكروية القادمة ذلك الفريق القادر على انتشالها من ضعفها، وغالباً ومن خلال قراءة أسماء المرشحين سيكون هناك عدم انسجام، ولهذا كنا نتمنى أن نعتمد نظام القوائم في انتخابات اتحاد الكرة، فعلى الأقل كنا تخلصنا من الخلافات داخل الأسرة الكروية والتي نتوقع حصولها.
 
*- هناك من يقول بأن كرة القدم ليست لأهلها في هذه الأيام، وإنما للمتنفذين الذين لا يرون فيها إلا منفعة ومصلحة شخصية.. بماذا ترد عليه؟
لم تكن في يوم من الأيام لأهلها... عندما لا يشارك عبد القادر كردغلي، محمد دهمان، محمد عفش، عمار عوض، ياسر السباعي، نزار محروس... إلى آخر القائمة في اختيار من يقود كرة القدم، فهل تكون كرة القدم لأهلها.. اقرأ أسماء الجمعية العمومية والذي سيختارون الاتحاد الجديد، هل تعرف عشرة أشخاص منهم؟
 
*- توقعنا أن يعقد اجتماعاً إسعافياً بعد الذي شهدته الساحة الكروية مؤخراً (خروج مخيب للآمال من تصفيات كأس العالم، تصريحات متناقضة وهجوم وتبادل للتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابلة نارية لإبراهيم عالمية حارس منتخبنا فضح كل ما يدور في كواليس المنتخب الأول إلا أننا لم نشهد أي ردة فعل سواء أكانت فتح تحقيق أم محاسبة ..! ما السبب برأيك؟
كلّ شيء قابل للتدجين في كرة القدم السورية.. قصة إبراهيم عالمة، ودعوته للاتحاد الرياضي وتبويس الشوارب، أو ربما واحدة بواحدة.. تصريحات رئيس نادي الوحدة عن نادي تشرين، ودعوة رئيسي الناديين إلى المكتب التنفيذي وتبويس الشوارب أيضاً.. عندما يكون الأمر مهماً مثل خروج منتخبنا المهين من تصفيات كأس العالم يحلقون لحية أحد الضعفاء، ويحملونه المسؤولية كتحميل الجهاز الإداري المسؤولية، أو تشكيل لجان تموت بالتقادم...ليس لديهم ما يقولونه لذلك يطنشون على أشياء كثيرة... 
 
*- كيف تقرأ المستوى الفني للدوري السوري الممتاز بكرة القدم والإشكاليات التي حدثت من (شغب وانسحابات وعقوبات ارتجالية) وهي تحصل لأول مرة في تاريخ الكرة السورية؟
أعود إلى ما بدأت به حديثي.. لوائحنا متخلفة، والأشخاص يقودونها كما يحلو لهم بدل أن تقود هي اللعبة بكل مفاصلها..دورينا ضعيف فنياً وتنظيمياً على الرغم من تألقه جماهيرياً.. قبضة اللوائح هشّة، والهدف منه هو تسمية بطل الدوري لا تطوير اللعبة..
ما حدث في هذا الموسم من انسحابات، ومجاملات في التعامل معها، هو ما جعلها تتكرر، وستتكرر في المواسم القادمة ما لم تكون الإجراءات صارمة وواضحة، ولا تقبل التخفيف أو التأويل.
 
الزميل غانم محمد في سطور
*- بدأ الزميل غانم محمد الكتابة الرياضية محرراً في صحيفتي الثورة اليومية والموقف الرياضي الأسبوعية عام 1996 ثمًّ عَمِلَ رئيساً لتحرير صحيفة الموقف الرياضي الأسبوعية 2006 ـ 2009 ومديراً لتحرير صحيفة الأسبوع الرياضي 2002 ـ 2004 وكتب زاوية أسبوعية في الصفحة الرياضية بصحيفة الوطن اليومية بدءاً من عام 2009 وحتى تاريخه.
*ـ قام بمراسلة صحيفة الاتحاد الإماراتية 1997 ـ 2000 ووكالة الأنباء الإيرانية 1998 ـ 2003 وساهم بتحرير الصفحة الرياضية في صحيفة الدومري السياسية الأسبوعية 2000 ـ 2001 وبصحيفة الرياضية الأسبوعية منذ صدورها عام 2003 ثمَّ مشرفاً عليها لبعض الوقت.
*ـ كُلِفَ نائباً لرئيس مكتب صحيفة الثورة اليومية في طرطوس 2012 ـ 2015 ومن ثم رئيساً لتحرير صحيفة الوحدة الصادرة في محافظة اللاذقية.
*ـ انتُخِبَ أميناَ للسر في لجنة الصحفيين الرياضيين 2002 ـ 2004 ورئيساً لها 2004 ـ 2006.
*ـ رئيس نادي الصفصافة في ريف طرطوس 2015 ـ 2017. 
*ـ مواليد طرطوس عام 1968 ويحمل إجازة في الصحافة من جامعة دمشق عام 1990. 
صفوان الهندي