الرياضة السورية بحاجة إلى ثورة إصلاحية شاملة والملايين بانتظار قرارات تثلج القلوب وتوقف نزيف الآهات

الرياضة السورية بحاجة إلى ثورة إصلاحية شاملة والملايين بانتظار قرارات تثلج القلوب وتوقف نزيف الآهات

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ٢٤ فبراير ٢٠٢٢

ما الذي يحدث داخل أروقة أنديتنا واتحاداتنا الرياضية؟ لا أقصد كل الأندية والاتحادات بالطبع ولكن أغلبية الجهتين الواقعتين تحت دائرة الأضواء والعمل اليومي والذي تعاظم بشكل لم تستطع إدارات كثيرة ملاحقة قرارات مجالس إداراتها وتنفيذها وغير قادرة على إنجاز مهامها بالصورة إن لم تكن مثلى فلتكن مُرضية!
 والأمثلة كثيرة في مرحلة خطيرة تمر بها رياضتنا التي تقف في مفترق طرق بين استمرار ممارسة العمل الرياضي كهواية.. وبين الانتقال والدخول عصر الاحتراف الذي كثر الجدل حوله.. وصار (( جعجعة )) دون أن نرى له طحينا!
مدربون ورؤساء أندية واتحادات تتم إقالتهم وإبعادهم بالجملة واحداً تلو الآخر دون أن يكون لبعض الأندية والاتحادات بدلاء جاهزين لتحمّل المهام ودون ترتيبات مسبقة وتسوية استحقاقات (( المبعدين )) بقرارات متعجلة.
ما رأيكم بالبعض القليل الذي كتبناه عن التجاوزات والمخالفات في عمل بعض مؤسساتنا الرياضية وطلبنا الإجابة عن كل هذه التساؤلات دون أن يردنا أي رد لاسيما اتحاد كرة القدم الذي بدأت تدور في كواليسه همسات حول وجود تجاوزات مالية أشار إليها حارس المنتخب إبراهيم عالمة!!.
أليست هذه واحدة من الظواهر التي لم تشهدها رياضتنا من قبل؟!
جميع من يعمل في الرياضة السورية يلاحظ أنّ الوصول للكرسي والمنصب هو الأساس وكل أسباب تراجعنا ومراوحتنا في المكان بتنا نرجعها لعدم صلاحية الهيكلية والآلية التي تدار بها الرياضة السورية منذ سبعينيات القرن الماضي ونسينا بأن اليد الواحدة لاتصفق وأن انشغالنا بالخلافات الشخصية والتزاحم على المناصب العربية والقارية وعلى رحلات السفر والاستفادة المادية كان سبباً رئيسياً في إنشغال اتحاداتنا وابتعادها عن التفكير بتطوير ألعابها.
إنّ الرياضة السورية اليوم باتت بحاجة الى ثورة إصلاحية شاملة  تقوم على منهج علمي وليس بالطريقة التي تجري الآن والتي يصفها البعض بأنها تحصيل حاصل وسد ثقوب وترقيع ثغرات! كما أنّ الملايين من عشاق الرياضة السورية بانتظار قرارات تثلج القلوب وتوقف نزيف الآهات بعد الخروج المخيب للآمال من تصفيات كأس العالم بكرة القدم.
إن أول ما ينبغي عمله هو إعداد منهج علمي متكامل للنهوض برياضتنا لأن ما يجري الآن عمليات عشوائية سوف تجعل الرياضة تدور في ذات الحلقة المفرغة التي تدور فيها منذ خمسين عاماً فمحاور الإصلاح يجب أن تتركز في عدة نقاط أولها تعديل القانون الذي ينظم الحركة الرياضية وإعداد نظام داخلي جديد للاتحاد الرياضي وأنظمة مالية واحترافية تتوافق ورياضتنا بشرط التريث والتأني وعدم التعجل فى إصدار هذه الأنظمة كي تخرج وافية متكاملة.
وفي موضوع الانتخابات الرياضية فيجب أن يكون هناك تغييراً شاملاً في نظام الانتخابات بحيث تكفل وصول الكفاءات من القيادات فى إدارة المؤسسات الرياضية فشروط القيادة الرياضية يجب أن تكون ذات مواصفات أعلى من القيادات العادية فى المجالات الأخرى لأن الرياضة قامت لبناء الأخلاق، وتعميق قيم الروح الرياضية والشرف وبالتالي ينبغي أن تكون القيادات الرياضية بمواصفات جودة عالية لأنهم منوطون بحماية القيم الرياضية ونشر مبادئ الرياضة ومثلها العليا!.
 فرياضتنا خلال السنوات الماضية ظهرت فيها بعض الأشخاص الذين لم يحملوا هذه المواصفات وكانوا سماسرة ومرتشين وحققوا ثراء واسعاً على حساب رياضتنا التي دخلوها حباً فى التطوع لخدمة الرياضة مجاناً لكنها برأينا كانت حرب مصالح أدت الى انسحاب وإقصاء الكفاءات والكوادر والقيادات النظيفة والأخطر من ذلك انها أزاحت قيم الرياضة الأخلاقية وحلّت محلها قيماً أخرى!