في نصف نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم … مباراتان متوازنتان على طريق الكأس

في نصف نهائي كأس الجمهورية لكرة القدم … مباراتان متوازنتان على طريق الكأس

الأخبار الرياضيــة

الاثنين، ١٩ أبريل ٢٠٢١

ناصر النجار
تستأنف مباريات كأس الجمهورية اليوم من بوابة نصف النهائي التي يتنافس فيه الاتحاد مع حطين والكرامة مع جبلة، وهذا الوصول هذا الموسم شهد شكلاً جديداً من خلال الوجوه الجديدة التي اخترقت ربع النهائي ووصلت إلى نصف النهائي بعد أن اعتدنا على رؤية الجيش والوحدة كضيفين دائمين ومعهما تغير الطرف الآخر مراراً، كالشرطة والمجد والوثبة والطليعة وفي سنوات قريبة وصل المحافظة والساحل ومصفاة بانياس إلى هذا الدور المهم من زمن المسابقة.
المهم في الأمر أن العاصمة غابت عن هذا الدور منذ سنوات بعيدة، ولم يعتد جمهور الكرة السورية أن يرى نصف النهائي تغيب عنه فرق دمشق، لكن علينا هنا أن نشير إلى أن هذا الغياب طبيعي هذا الموسم لتراجع مستوى أندية دمشق، فلم تفلح في الدوري ولم تفلح في كأس الجهمورية حتى في دوري الشباب وفي دوري السيدات لم تكن أندية دمشق في وضعها الطبيعي، ولأول مرة نجدها تغيب عن الألقاب، ما يؤكد وجود خلل ما في هذه الأندية.
وعلينا أن نعترف أن أندية دمشق من أغنى الأندية في سورية على صعيد المنشآت والملاعب والاستثمارات والكوادر، ومع ذلك لم تقدم نفسها هذا الموسم بشكل جيد وخرجت من البطولة تباعاً.
النضال لم يشارك هذا الموسم في المسابقة وخيراً فعل، المجد خرج من الدور الثاني أمام الساحل بركلات الترجيح 3/4 بعد التعادل السلبي وهزم القلعة في الدور الأول 4/صفر، علماً أن المجد كان مفاجأة الموسم الماضي وقد وصل إلى النهائي وخسر المحافظة أمام جبلة في الدور الثاني صفر/2، وفاز في الدور الأول 5/صفر على السيدة زينب.
ربع النهائي خرجت فيه جميع أندية دمشق من المسابقة دفعة واحدة، فخسر الشرطة أمام جبلة بهدف وحيد، والوحدة أمام الاتحاد بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل السلبي، لكن الخسارة الكبيرة والمفاجأة كانت للجيش الذي خرج على يد حطين 1/3، وتقدم حطين في المباراة 3/صفر، ما يوحي أن السيطرة كانت للحوت، قبل أن يسجل الجيش هدف الشرف في آخر المباراة.
 
وصول متميز
 
الفرق التي وصلت إلى نصف النهائي استحقت الوصول وقد كان عن جدارة واستحقاق حسب مسيرة هذه الفرق مع الكأس منذ الدور الثاني التي بدأت مشاركتها الفعلية فيه.
 
جبلة فاز على المحافظة 2/صفر وعلى الحرية 3/2 وعلى الشرطة 1/صفر، وسيقابل الكرامة، الذي فاز على بانياس 5/صفر، وعلى المخرم 5/صفر أيضاً، وتجاوز جاره الوثبة بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل بهدف لهدف.
 
الاتحاد فاز على جاره عفرين بالدور الثاني 2/صفر وتجاوز الطليعة بركلات الترجيح 4/3 بعد التعادل السلبي، كذلك تعادل سلباً مع الوحدة وحسم المباراة بركلات الترجيح وسيقابل حطين الذي فاز في الدور الثاني على محافظة القنيطرة 7/صفر، ثم فاز على الفتوة 2/صفر، وفاز أخيراً على الجيش 3/1.
 
توازن وغفلة
 
المباراتان في نصف النهائي متوازنتان تماما، والفرق الأربعة متكافئة، فأي فريق سيلعب مع أي فريق آخر من الواصلين إلى نصف النهائي ستكون المباراة متكافئة ومتوازنة، فالفرق الأربعة هذه تشبه بعضها إلى حد كبير.
 
الملاحظ أنه منذ وصول هذه الفرق إلى هذه المرحلة من الكأس تناست الدوري فلم تحقق فيه النتائج المطلوبة وكأن الهدف الرئيسي والحقيقي بات في هذه المسابقة وحدها، فجبلة على سبيل المثال لعب مباراتين على أرضه فتعادل مع الشرطة 2/2 ومع حرجلة خسر 2/3، بينما كان وضع منافسه الكرامة في هذه المنافسة أفضل على صعيد الدوري ففاز على الوحدة 2/صفر وعلى الشرطة 1/صفر، لذلك فإن المقارنة في آخر مباراتين قد تكون ظالمة، فربما كان جبلة يستعد للكأس دون أن يكشف أوراقه الحقيقية فتنازل عن قوته في الدوري ليبقيها كامنة لمباراة الكأس المهمة.
 
في لغة الأرقام نجد أن جبلة تلقى خمسة أهداف في مباراتين وسجل أربعة أهداف، وهذا يؤكد أن دفاعه في خبر كان وقد دخل مرماه ثلاثين هدفاً في 22 مباراة في الدوري ولا يتقدمه في الضعف الدفاعي إلا الساحل 33 هدفاً والحرية 34 هدفاً، وهذه سلبية واضحة قد يكون لها تأثير كبير على سير المباراة، لأن الفريقين متوازنان على صعيد الهجوم مع أفضلية نسبية لجبلة.
 
مباريات الكؤوس تلعب بمسار مختلف وبتكتيك مختلف، وهي عبارة عن 90 دقيقة سيضع فيها اللاعبون قصارى جهدهم وصولاً إلى الفوز، أي العبور إلى المباراة الختامية، وهو حلم الفرق الأربعة.
 
مدرب جبلة الشمالي خبير بمثل هذه المباريات وهو يعلم ما يعاني فريقه من الخط الخلفي غير المتوازن والمتزن، لذلك فإن إرشاداته اتجهت لإغلاق المنطقة الخلفية بكثافة ومنح الشيخ يوسف والبحر مساحات واسعة للانطلاق نحو مرمى الكرامة، أما الكرامة المعروف بصلابته الدفاعية، فإن مدربه العزام سيشدد على التوازن في الخط الدفاعي، مع الضغط الهجومي على مرمى منافسه لحسم المباراة بوقتها الأصلي.
 
الفريقان تعادلا في الذهاب بلا أهداف، وسيلتقيان ثانية في الأسبوع ما قبل الأخير من الدوري.
 
لغز محيّر
 
الكلام نفسه ينسحب على فريقي حطين والاتحاد، فحطين في الدوري فتح مرماه مشرعاً لفرق المؤخرة فخسر أمام الساحل والحرية بهدف وتعادل مع الفتوة بآخر دقيقتين بعد أن كان متقدماً 2/صفر، ثم فاز على الجيش بالكأس 3/1، أليست هذه مفارقة عجيبة؟
 
والاتحاد ذاته خسر أمام تشرين صفر/1 وأمام الساحل 1/2، وأبعد الوحدة عن ربع نهائي الكأس، الغريب أن المشاكل تلف النادي ليلة مباريات الدوري، لكننا نجد الوئام يعم الجميع خارج هذه المباريات، لذلك فإن الجمهور الكروي والكثير من المراقبين تحدثوا عن غياب الجدية بالتعامل مع الدوري وخصوصاً بعد أن يفقد العديد من الفرق حظوظها في المقدمة أو في المؤخرة وتصبح آمنة بعيداً عن خط الهبوط، وهذا الأمر حوّل مسابقة الدوري إلى مسابقة مقرفة افتقدت النزاهة والحماسة والإثارة.
 
إذا أردنا أن نحسن النية والظن فإن هذه الفرق تدخّر جهدها لمباريات الكأس وهي فرصتها الأخيرة لتبييض صفحتها هذا الموسم أمام عشاقها.
 
الملاحظ أن الفرق الأربعة الواصلة إلى نصف النهائي تحتل مواقع الوسط في الدوري ومواقع النخبة، والمواجهتان ستجمعان فريقاً من هنا وآخر من هناك، أي إن الكرامة (الثالث) يواجه جبلة (السابع)، وحطين (الرابع) يواجه الاتحاد (التاسع) لكن بالمحصلة النهائية فإن هذه الفرق بغض النظر عن مواقعها في الدوري تريد رد اعتبارها من مجمل النتائج هذا الموسم، فلعلها تحمل بطولة الكأس لتعويض إخفاقها بالدوري.
 
نذكر أخيراً أن حطين فاز مرتين على الاتحاد بالدوري ذهاباً 2/1 وإياباً 2/صفر.
 
هدافون
 
يغيب كبار هدافي الكأس عن هذا الدور إما لسفرهم خارج القطر أو لخروج فرقهم من دور ربع النهائي وبالتالي خروجهم من المنافسة.
 
ويتصدر الهدافون مرديك مردكيان مهاجم حطين المهاجر بثمانية أهداف يليه عبد الله نجار (الحرية) سامر خانكان (الشرطة) أحمد العكعك ولكل منهم خمسة أهداف، وخرجت فرقهم من المسابقة وكذلك بالنسبة لهداف الجيش محمد الواكد وله أربعة أهداف.
 
مهاجم الكرامة حسين عويد له خمسة أهداف وأمامه الطريق ممهد، لحيازة لقب هداف الكأس، أما هداف الدوري محمود البحر (جبلة) فلا يملك في رصيده إلا هدفاً واحداً في مسابقة الكأس.
 
حسن الختام
 
موعد المباراتين في الثالثة من عصر اليوم الاثنين، وستقام مباراة حطين مع الاتحاد على ملعب الباسل في حمص، بينما تقام مباراة جبلة مع الكرامة على ملعب تشرين بدمشق.
 
هذا الدور أيضاً في مرحلة واحدة، فلا تعويض ولا أنصاف حلول، أيضاً لا تمديد في حال انتهاء المباراة إلى التعادل وسيتم اللجوء إلى ركلات الترجيح مباشرة، لحسم نتيجة التعادل.
 
الأمنيات أن تقدم الفرق الأربعة أداء يليق باسمها وتاريخها، فكل الفرق عريقة من عراقة الكرة السورية، كما نتمنى على حكمي المباراتين أن يكونا حريصين على أداء متميز بتركيز عال دون مجاملة أو محاباة لأحد وأن يجتهدا في نصوص القانون، وإحقاق الحق والعدالة بين الفرق المتبارية.