تقدّم هولندا وتراجع كرواتيا..بورصة الكرة «يا طالعة يا نازلة»

تقدّم هولندا وتراجع كرواتيا..بورصة الكرة «يا طالعة يا نازلة»

الأخبار الرياضيــة

الخميس، ١٠ أكتوبر ٢٠١٩

بورصة الكرة «يا طالعة يا نازلة»

تعود من جديد فترة التوقّف الدولي التي تضع حداً مؤقتاً للدوريات الأوروبية وغير الأوروبية لفترة تصل إلى 14 يوماً. تعمل بعض المنتخبات على خوض المباريات التحضيرية الودية التي يختبر المدربون من خلالها قدرات لاعبيهم خاصة الشباب. وهناك منتخبات أخرى تستكمل مشوارها في التصفيات المحلية الخاصة بالقارّة. لا شكّ في أن مباريات التصفيات الأوروبية المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، تأخذ الاهتمام الأكبر من قبل وسائل الإعلام، نظراً لوجود أهم وأبرز اللاعبين المحترفين في أكبر الأندية في العالم، والمقصود هنا الأندية الأوروبية. ومن بين هذه المنتخبات، من عاش فترات عصيبة أبعدته عن الواجهة، ومنها من تقدّم إلى الأمام بصورة مفاجئة، ومن ثم عاد إلى حجمه الطبيعي. تجربة كل من المنتخبين الهولندي والكرواتي أكبر دليل على ذلك.
 
 
كرواتيا
بعد الإنجاز الكبير الذي حققته كرواتيا خلال بطولة كأس العالم الأخيرة في روسيا، وبلوغ المباراة النهائية بعد مشوار محترم ومفاجئ في الآن معاً، بدأ الرسم البياني لمستوى زملاء قائد المنتخب ولاعب ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش بالانخفاض تدريجياً. من الطبيعي والبديهي، أن لا يستمر المسار بصورته التصاعدية إلى الأبد. هناك الـ«نقطة الأعلى» التي بلغها المنتخب الكرواتي في كأس العالم، وها هو اليوم يعيش فترات صعبة في التصفيات الأوروبية والتي تُعتبر امتداداً لبطولة دوري الأمم الأوروبية. خلال البطولة الأخيرة، هبط المنتخب الكرواتي إلى التصنيف الثاني، بعد أن قدّم أداءً سيئاً. كرواتيا، والتي لا تزال تحت إشراف المدرب الكرواتي زلاتكو داليتش، قدّمت «قصّة استثنائية» في كأس العالم، معتمدة كامل الاعتماد على لاعبي خط الوسط، لوكا مودريتش من ريال مدريد، إيفان راكيتيتش من برشلونة، ماتيو كوفازتش من تشيلسي، مارسيلو بروزوفيتش من إنتر وإيفان بيريزيتش من بايرن ميونيخ. يعتمد المنتخب الكرواتي على لاعبي خط الوسط، وهذا ما تفوّق به على غيره من المنتخبات كالأرجنتيني والإنكليزي، إلاّ أنه لم يستطع الصمود أمام لاعبي المنتخب الفرنسي. مما لا شكّ فيه، أن الخسارة أمام المنتخب المجري والتعادل مع المنتخب الأذربيجاني ضمن التصفيات الأوروبية، ليسا بالنتيجتين المرجوّتين من المنتخب الذي نافس كبار العالم منذ أكثر من سنة، كما أنه يتصدر مجموعة التصفيات الأوروبية بفارق نقطة واحدة فقط أمام المجر وسلوفاكيا.
 
تلعب اليوم كرواتيا مع المجر وهولندا مع إيرلندا الشمالية
المشكلة موجودة، وهذا أمر أكيد، لكن ما هي الأسباب؟ كرواتيا لم تعد تمتلك اللاعبين المعتمد عليهم من قبل أنديتهم كما السابق. على سبيل المثال، لم يعد راكيتيتش لاعباً أساسياً في برشلونة، كذلك الأمر بالنسبة لأفضل لاعب في العالم عام 2019 لوكا مودريتش. وهناك أيضاً عامل السن، الذي له تأثير على أداء اللاعبين كمودريتش (34 سنة) وراكيتيتش (31 سنة). مباراة اليوم ستحدد الصدارة، حيث سيستضيف المنتخب الكرواتي صاحب المركز الثاني والذي كان السبب وراء الهزيمة الأولى لرجال المدرب داليتش، المنتخب المجري. (المباراة تُلعب الساعة 21:45 بتوقيت بيروت)
 
هولندا
على عكس المنتخب الكرواتي تماماً، يعيش المنتخب الهولندي فترة هي الأفضل فنياً في العشر سنوات الماضية بالنسبة له. المنتخب الكرواتي بأسمائه المميزة، تمكّن من بلوغ نهائي كأس العالم، أمّا المنتخب الهولندي، فلم يستطع التأهل إلى العرس الكروي الأكبر، لكن تجربة المنتخبين ما بعد نهاية المونديال أصبحت مختلفة تماماً. كرواتيا بدأت بالتراجع، هولندا تقدّمت خطوات كبيرة، ومنها بلوغ نهائي دوري الأمم الأوروبية، والذي خسرته من البرتغال. إضافة إلى تمكّن رجال المدرب رونالد كومان من تحقيق انتصار كبير أمام ألمانيا في البطولة عينها بنتيجة 3-0. بعد بضعة أشهر، جدّد المنتخب الهولندي فوزه على ألمانيا ولكن هذه المرّة في تصفيات يويو 2020، حيث حصدت «الطواحين» فوزاً مهماً بنتيجة 4-2. التطوّر واضح للجميع، هولندا لم تعد المنتخب الذي يخسر أمام كبار القارة، بل تحوّل ليكون نداً قوياً للجميع. سبب هذه «الطفرة الهولندية» التي حدثت خلال سنتين أو ثلاث هو المدرب رونالد كومان من جهة، وثنائي خط الدفاع المكوّن من أفضل لاعب في أوروبا، مدافع ليفربول الإنكليزي فرجيل فان دياك من جهة، ولاعب يوفنتوس وقائد أياكس السابق الشاب ماتياس دي ليخت. الأخير، ومع انتقاله إلى نادي «السيدة العجوز»، سيصبح أكثر نضجاً وسيكتسب خبرة لا بأس بها، نظراً لمجاورته لأحد أهم المدافعين في السنوات الماضية، الإيطالي جورجيو كيليني. إضافة إلى ثنائي الدفاع، فلا تزال هولندا تعتمد على مواهبها، ولا يمكن نكران الدور الكبير الذي يقوم به لاعب أياكس السابق أيضاً وبرشلونة الحالي فرنكي دي يونغ. الأخير، والذي توّج مؤخراً بجائزة أفضل لاعب خط وسط في أوروبا، يعلم كيف يرفع إيقاع المباراة ومتى يقوم بتهدئته. «التجربة الهولندية» تؤكّد مرة أخرى، على أن خطي الدفاع والهجوم هما الأهم في تشكيلة أي فريق. وهنا، لا يمكن استثناء العمل الكبير الذي يقدّمه لاعب ليون الفرنسي ممفيس ديباي، الذي يقدّم أداءً مختلفاً مع منتخب بلاده وفي كل مناسبة يثبت جودته العالية. يستضيف اليوم المنتخب الهولندي نظيره الإيرلندي الشمالي (الساعة 21:45 بتوقيت بيروت) في مباراة يسعى من خلالها أبناء الأراضي المنخفضة لتحسين موقعهم في المجموعة آملين تحقيق فوز ينقلهم إلى المركز الثاني.