يواجه إنكلترا الليلة في قمة المجموعة الأولى لتصفيات يورو 2020 … هل يكمل منتخب كوسوفو مفاجآته؟

يواجه إنكلترا الليلة في قمة المجموعة الأولى لتصفيات يورو 2020 … هل يكمل منتخب كوسوفو مفاجآته؟

الأخبار الرياضيــة

الثلاثاء، ١٠ سبتمبر ٢٠١٩

بلغ عدد منتخبات كرة القدم في القارة الأوروبية 55 منتخباً مع انطلاق التصفيات المؤهلة إلى نهائيات يورو القادمة، منها منتخبات صغيرة جداً لا تمثل دولاً قائمة بذاتها وبعضها ينتمي إلى أقاليم داخل دول وتتمتع بوضع سياسي معين، ولعل أندورا وجبل طارق أكبر مثال وأيضاً كوسوفو الدولة المستقلة عن صربيا منذ 11 عاماً وقد اعترف بها 101 دولة لتنضم إلى الأمم المتحدة رغم أنها لم تقبل حتى الآن في الاتحاد الأوروبي لكنها على أبوابه، وقد دخلته مؤخراً عبر الرياضة وتأتي في الواجهة كرة القدم حيث ظهر منتخب كوسوفو في البطولات الأوروبية للمرة الأولى في دوري الأمم بنسخته الأولى 2018/2019 وقبلها خاض التصفيات المونديالية الخاصة بالقارة العجوز المؤهلة إلى روسيا 2018.
 
بدايات
اعتبر إقليم كوسوفو تابعاً ليوغسلافيا منذ الحرب الثانية وتمتع بحكم ذاتي ولذلك فقد عرف بطولات محلية منذ عام 1945 وبقيت قائمة مع بوادر الاستقلال عن الاتحاد اليوغسلافي مع اختلاف الوضع السياسي ولم تتوقف حتى الآن فبقيت السوبر ليغا بمثابة الدوري المحلي للإقليم الذي تقارب مساحته 11 ألف كيلو متر وسكانه قرابة مليونين ومئتي ألف نسمة، أما دولياً فقد ظهر أول منتخب مثل كوسوفو عام 1993 وبقي يخوض المباريات في الإطار الودي دون دخولها ضمن حسابات الفيفا حتى عام 2014 عندما واجه هايتي وتعادلا سلباً لتعتبر المباراة الدولية الأولى للدولة الوليدة التي ينتمي معظم سكانها إلى العرق الألباني.
المشاركة الأولى
وفي عام 2016 انتسب الاتحاد الكوسوفي رسمياً للاتحادين القاري والدولي لتنطلق مشاركاته الرسمية من خلال تصفيات مونديال روسيا 2018 ضمن المجموعة التاسعة إلى جانب كرواتيا وآيسلندا وتركيا وأوكرانيا وفنلندا ولم يحصد سوى نقطة واحدة أمام المنتخب الأخير في المباراة الافتتاحية فأنهى المنافسة بتسع هزائم متتالية متذيلاً المجموعة وتلقى 24 هدفاً مكتفياً بتسجيل 3 أهداف لا غير، وكانت الهزيمة أمام الناري الكرواتي بسداسية نظيفة الخسارة الأعلى.
وعدا تلك الخسارة الثقيلة لم تزعج النتائج المسؤولين في كوسوفو معتبرين أنها بداية على الطريق الصحيح، وبالفعل جاءت مسابقة دوري الأمم الأوروبية بنسختها الأولى لترفع من معنويات الدردنيت (لقب منتخب كوسوفو) خاصة أن المنافسة وضعته مع منتخبات قريبة من مستواه (التصنيف الرابع) إلى جانب أذربيجان ومالطا وجزر فارو وخرج متصدراً للمجموعة برصيد 14 نقطة من دون هزيمة مسجلاً 4 انتصارات وتعادلين وبسجل أهداف (15/2) ليرتقي إلى التصنيف الثالث في النسخة الثانية 2020/2021.
 
مفاجأة على الطريق
وجاءت باكورة مشاركة الكوسوفي بتصفيات اليورو الحالية كأول اختبار حقيقي له وقد جاء ضمن المجموعة الأولى إلى جانب إنكلترا وبلغاريا وتشيكيا ومونتينيغرو والمنطق يقول إن المركز الأخير مضمون للفريق الذي يقوده المدرب السويسري شالانديس، إلا أنه فاجأ الجميع بالتعادل افتتاحاً أمام ضيفه البلغاري بهدف لمثله ثم عاد من الجبل الأسود بتعادل مماثل قبل أن يفجر المفاجأة الأكبر في صوفيا عندما هزم نظيره البلغاري 3/2 علماً أنه تأخر 1/2 حتى منتصف الشوط الثاني فارتفعت المعنويات أكثر واكتسب اللاعبون ثقة كبيرة وجاء الفوز على تشيكيا مساء السبت الماضي 2/1 بعدما تأخر بالنتيجة ليقلب معطيات المجموعة كاملة بحلوله وصيفاً للمنتخب الإنكليزي الذي خاض 3 مباريات مقابل 4 مباريات لكوسوفو وتشيكيا ومونتينيغرو و5 مباريات لبلغاريا، واللافت أنه أحد 9 منتخبات لم تخسر حتى اللحظة في التصفيات.
 
تشكيلة أوروبية
قد يكون ما حققه رجال الدردنيت حتى الآن بمحض الحظ والصدفة إلا أن هذا الكلام يصبح في الهواء عندما نعرف أن المدرب برنار شالانديس خاض منذ قدومه إلى كوسوفو 14 مباراة لم يخسر خلالها، مسجلاً 9 انتصارات و5 تعادلات، وبنظرة سريعة إلى تشكيلة المنتخب نجد أنه لا يتمتع بأسماء كبيرة لكن كلها تقريباً محترفة خارج البلاد وتلعب في دوريات أوروبية مختلفة، ولعل أبرزهم فالون بيرشا متوسط ميدان لازيو الإيطالي وميلوت ريشكا لاعب بريمن الألماني وأربر زينيلي لاعب ريمس الفرنسي وحارس تورينو الإيطالي سمير أوكجاني، أما البقية فيلعبون في أندية سويسرا والسويد وتركيا والنرويج وهولندا وهناك بعض اللاعبين بالدرجة الثانية في إنكلترا وألمانيا، أي إن معظمهم احتك بدوريات كبيرة وبنجوم النخبة ما زاد من خبرتهم وارتد إيجابياً بالتأكيد على طريقة لعبهم مع المنتخب.
 
ماذا بعد؟
المراقبون لا يتوقعون الكثير من المنتخب الكوسوفي ويعتبرون أنه وصل لسقف الطموح خاصة أن أمامه 4 مباريات صعبة منها اثنتان من العيار الثقيل بمواجهة أسود إنكلترا وبينهما سيستقبل مونتينيغرو ويحل ضيفاً على تشيكيا في براغ وتبدو الأمور صعبة للحفاظ على وصافته، إلا أن المتفائلين يعتبرون أن ما حققه الفريق حتى الآن واقعي ومازال بالإمكان مواصلة الطريق نحو النهائيات الأوروبية لاسيما أنهم سيخوضون منافسات الملحق في حال عدم تأهلهم مباشرة من المركزين الأول والثاني، فهل ينجح فريق الدردنيت (رجال الدردنيل) في تكملة مشوارهم؟.. أم إن ما حققوه حتى الآن يعتبر كافياً لفريق لم يكمل السنوات الأربع من عمره؟
كل الأمور واردة لكن الأهم مبدئياً لقاؤهم المنتظر الليلة على أرض ويمبلي والأهم أن يخرجوا دون هزيمة أو بأقل خسارة لاسيما أنهم يواجهون عراقة الإنكليز المتجددة بأسلحة هجومية فتاكة يصعب إيقافها.