أسبوعان فقط على بداية منتخبنا الآسيومونديالية فهل نحن مستعدون؟ لا حلول إسعافية وعلينا القبول بالأمر الواقع

أسبوعان فقط على بداية منتخبنا الآسيومونديالية فهل نحن مستعدون؟ لا حلول إسعافية وعلينا القبول بالأمر الواقع

الأخبار الرياضيــة

الأحد، ١٨ أغسطس ٢٠١٩

تمر الأيام على منتخبنا الوطني لكرة القدم دون أي جديد، لكن الحقيقة التي يدركها الجميع أن منتخبنا يسير من تخبط لآخر ومن تراجع لتراجع أكبر منه، ولا ندري أن موضوع تجريب اللاعبين الذي استمر طويلاً هو حقيقة أم كذبة كبرى؟
ما دمنا سنلعب مباريات التصفيات الآسيوية بتشكيلة المنتخب المعتمدة سابقاً التي تضم أكثر من عشرة لاعبين جاهزين من أمثال السومة والخريبين والميداني والمواس وغيرهم من هؤلاء المتميزين، فلماذا أقدمنا على تجريب لاعبين نعرف مسبقاً أنهم لن يستمروا مع المنتخب، لذلك نخشى أن يكون ما قاله البعض عن أن المنتخب كان سوقاً خصباً للسياحة والتسويق بأن معاً.
تراجعنا في الفترة السابقة كثيراً بعد أن وصل منتخبنا إلى القمة، فهل ما وصلنا إليه كان طفرة وحقيقة كرتنا هي ما تعيشه اليوم؟
التحول المفاجئ بالمنتخب أمر يدعو للغرابة والدهشة، والقرارات الصادرة عن إدارة المنتخب غير منطقية ومقنعة، لأن عملية التجريب لم تستند لأي منطق كروي وخصوصاً أن أغلب اللاعبين المجربين معروفون ولن يستفيد منهم المنتخب الأول ولن يكونوا مع الأولمبي بفعل سنهم، وأمام واقع معروف سلفاً بعدم قدرتنا على استدعاء اللاعبين المحترفين لقوانين الفيفا فكان الأولى أن نشارك بدورتي الهند وغرب آسيا بالمنتخب الأولمبي، وكنا استفدنا بصقل اللاعبين ليكونوا الصف الاحتياطي المفترض للمنتخب، وما كنا تكبدنا هذه الخسائر التي تعتبر وصمة عار على جبين منتخبنا وكرتنا.
لا نريد أن (نشخصن الأمور) فاتحاد كرة القدم استقال لمجمل نتائج المنتخب ولم يتحمل صرخة الشارع الكروي فغادر مكاتبه بعد الخسارة مع لبنان، في حين لم يرف رمش أحد من القائمين على المنتخب بعد حلول منتخبنا أخيراً في بطولة غرب آسيا في موقع لا يتناسب مع اسم وتاريخ وهوية المنتخب الوطني وخصوصاً أنه جاء ترتيباً بعد منتخبات تعتبر أقل منا مستوى بكل المقاييس كلبنان واليمن وفلسطين ولديها من الأزمات الكثير، وفضلاً عن ذلك لم يقدم الأداء المقنع الذي يجعلنا نصنع له الأعذار.
المنطق يفرض بعد كل هذه الخسائر والنتائج والأداء المتواضع أن يستقيل الكادر التدريبي للمنتخب كنتيجة طبيعية مفترضة، وها هي العراق أقالت مدربها ليس لأنه لم يحمل لقب البطولة وخسر مباراة واحدة، بل لأن أداء المنتخب العراقي لم يقنع أحداً لا من هم داخل البيت أو خارجه.
القرار معطل
قضية المنتخب دخلت زواريب عديدة، ولا يهمنا ما يقال هنا أو هناك، لكن ندرك أن قرار المنتخب الوطني بات معطلاً بسبب استقالة اتحاد كرة القدم وعدم وضوح الرؤية بالفترة الحالية لعدم وجود لجنة شرعية تدير الاتحاد تكون قادرة على اتخاذ قرارات صعبة كتغيير المدرب أو حل كادر المنتخب أو المنتخب، وعلى ما يبدو أن المكتب التنفيذي لم يتخذ أي قرار بخصوص المنتخب حتى لا يقال إن هناك تدخلاً بعمل اتحاد كرة القدم فندخل بمتاهات مع الفيفا لها أول وقد لا يكون لها آخر، ولا ندري أيضاً إن كان أمين سر اتحاد كرة القدم مخولاً باتخاذ قرارات مصيرية أم إنه لا يريد تحمل مسؤولية أي قرار بمفرده.
لذلك كان الحل ألا يتم اتخاذ أي حل، فبقيت الأمور على حالها وسيستمر المنتخب بالكادر ذاته وقد نشهد تغييراً على صعيد اللاعبين ونأمل أن نشهد تحسناً على صعيد الأداء والنتائج.
 
معسكر جديد
المنتخب سيعاود تمارينه نهاية الأسبوع استعداداً للسفر إلى مانيلا عاصمة الفلبين للقاء منتخبها في الخامس من الشهر القادم في باكورة مباريات المنتخبين بالتصفيات الآسيوية، ومن المبكر الحديث عن المباراة قبل معرفة التشكيلة المسافرة التي سيختارها مدرب المنتخب، وما نعرفه حالياً أن الفلبين من المستوى الرابع آسيوياً وهي تنهض بكرة القدم، وفي الأحوال الطبيعية من الممكن أن تحسم المباراة لمصلحة منتخبنا، لكن علينا الأخذ بالاعتبار أن المنتخب الفلبيني يتطور بسرعة ومنتخبنا يتراجع بسرعة، وعلينا أن نعرف أيضاً بأن منتخب الفلبين ليس بأسوأ من فلسطين واليمن وغيرهما من المنتخبات التي عجز منتخبنا عن الفوز عليها، ولأنها مباراة افتتاح فعلينا الفوز حتى لا نبدأ التصفيات بإحباط جديد يؤثر على مسيرة المنتخب بالتصفيات منذ الجولة الأولى، فأي نتيجة سلبية لن تكون بمصلحة المنتخب أمام منافسة قد تكون محتدمة على مركز الوصيف بين منتخبات متقاربة المستوى بمجموعة هي الأسهل نسبياً مقارنة بالمجموعات الأخرى.
 
حلم مؤجل
أمام واقع سلبي لا يمكننا نكرانه فإن حلم الوصول إلى المونديال قد يكون مؤجلاً هذه المرة ونحن غير متفائلين «فالمكتوب مبين من العنوان» لذلك من المفترض أن نحدد هدفنا للمرحلة القادمة وأن نضع إستراتيجية عمل تضمن وصول منتخبنا إلى مونديال 2026، وهذا الكلام ليس هراء ولا مزاح فيه، فالرؤية يجب أن تكون واضحة والإعداد المبكر يجب أن يبدأ من منتخب الناشئين عبر العناية بالقواعد والاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة ووضع برامج خاصة وصولاً إلى ما يتمناه الشارع الكروي وكل رياضي في بلدنا.
إن عملية الاهتمام بالقواعد يجب أن تبدأ من القيادات العليا وأن تكون موضع اهتمام غير مسبوق في الأندية وأن تدفع وتنفق على قواعدها أكثر من الأموال الطائلة التي تصرفها على فرق الرجال دون جدوى أو أدنى فائدة، ولنا في تجارب الدول التي سبقتنا بهذا المجال أمثلة متعددة في طليعتها اليابان التي باتت شمسها لا تغيب عن المونديال فضلاً عن ارتقاء مستواها إلى مصاف الكرة العالمية.