«ديوك» فرنسا أمام شمس الأوروغواي الحارقة

«ديوك» فرنسا أمام شمس الأوروغواي الحارقة

الأخبار الرياضيــة

الجمعة، ٦ يوليو ٢٠١٨

انطلاقة قوية للدور ربع النهائي في كأس العالم 2018 اليوم الساعة 17.00 بتوقيت بيروت، بمباراةٍ غير كلاسيكية، لكنها قوية. كيف لا وهي تجمع بين بطلين سابقين، فرنسا والأوروغواي، اللذين يطاردان طموحات العودة إلى منصة التتويج في طريقٍ صعب نحو النهائي الكبير
 
معظم من عاشوا مشهد تعليق النجمة الأولى على قميص الأوروغواي عام 1930 ودّعوا الحياة. عامذاك توّج «لا سيليستي» بلقب كأس العالم التي كانت تنظم بنظام مشاركة مفتوح للجميع للمرة الأولى في التاريخ. كررها أبناء «بلاد الشمس» عام 1950، ومنذ تلك السنة وينتظر الأوروغوايانيون استعادة مكانتهم بين كبار المنتخبات. هم كانوا قريبين من النهائي في 2010، لكن تراجعاً رهيباً أصابهم في المونديال الماضي، فودعوا في دور الـ 16. 
المهم أن المنتخب اللاتيني وصل إلى ربع نهائي المونديال الروسي بأداء مقنع، حيث فاز في كل مبارياته في دور المجموعات، وتخطى البرتغال مظهراً شخصية قوية تستحق المضي قدماً في البطولة. 
وفي الجهة المقابلة، أبطال مونديال فرنسا 1998، وصلوا إلى روسيا آملين إعادة كتابة ما خطّه «الديوك» مع زين الدين زيدان ورفاقه في تلك السنة الذهبية التي أصبح صيفها لا ينسى.
الأسماء تغيّرت، لكن الطموح الفرنسي واضح ويختصر بتعليق نجمة ثانية على القميص الأزرق. وبعيداً من الأداء المتواضع في دور المجموعات، إلا أن مباراة الأرجنتين في دور الـ 16 أظهرت أن منتخب فرنسا منظّم وملتزم تكتيكياً وقادر على العودة في المباراة في أي وقت، وسط إصرار وسعي كبيرين لمحو خيبة المونديالين السابقين في جنوب إفريقيا والبرازيل ونهائي كأس أوروبا 2016، وهذا لا يحصل إلا من خلال العودة بالكأس الذهبية إلى عاصمة الأنوار.
وإذا كان المنتخب الفرنسي بالأسماء أفضل مقارنةً بالأوروغواي، فإن مباريات المونديال أظهرت العكس. ففي دور المجموعات لم يقنع الفرنسيون ولم يظهروا بالصورة المطلوبة. 
تكتيكياً قد تكون المباراة معقّدة على الفرنسيين، لأنهم سيواجهون فريقاً يشبههم، فطريقة المدرب أوسكار تاباريز تشبه أسلوب نظيره الفرنسي ديدييه ديشان من حيث اعتمادهما على الهجمات المرتدة وتأمين الضمانة الدفاعية. ويمكن القول بأن على فرنسا أن تحذر من فوزها على الأرجنتين، لأن السؤال المحيّر سيبقى: هل كانت فرنسا فعلاً قوية، أم أن الأرجنتين ظهرت ضعيفة؟
وفي سعيه إلى لقبه الثاني في كأس العالم، يعوِّل المنتخب الفرنسي على مهاجمه الواعد كيليان مبابي الذي سجل مع باريس سان جيرمان 21 هدفاً في أول موسم له بعد انضمامه إلى صفوفه قادماً من موناكو في صفقة قدرت قيمتها بنحو 180 مليون يورو، جعلت منه ثاني أغلى لاعب في العالم خلف زميله في نادي العاصمة الفرنسية البرازيلي نيمار، ليفرض نفسه على الساحة العالمية في المونديال من خلال مساهمته في إقصاء الأرجنتين. وفي الوقت الذي ظهر فيه مبابي مقنعاً، لم يظهر بول بوغبا وأنطوان غريزمان في مستواهما الطبيعي، حيث سجل الأخير هدفين من ركلتي جزاء، فيما اكتفى الأول بالتزامه في الأدوار الدفاعية. 
بدوره، يتوقع أن يحاول المنتخب الأوروغواياني إغلاق المساحات على منتخب فرنسا، وذلك للحدّ من خطورة مبابي الذي أظهر أمام الأرجنتين أن وجود المساحات يصبّ في مصلحته، لأنه يعتمد كثيراً على سرعته. لكن «المراهق» الفرنسي لم يلعب بعد أمام فريق يملك دفاعاً متماسكاً كما هو حال كتيبة المدرب تاباريز، إذ لم تتلقّ الأوروغواي سوى هدفٍ واحدٍ فقط في 4 مباريات، في ظل وجود دييغوغودين وزميله في أتلتيكو مدريد خوسيه ماريا خيمينيز كقلبي دفاع، وإلى جانبهما مارتن كاسيريس ودييغو لاكسالت، وخلفهم الحارس فرناندو موسليرا.
ما قد يميّز الأوروغواي، خبرة لاعبيها، إذ سبق لمعظمهم أن شاركوا في كأس العالم مرة على الأقل، والفترة الطويلة التي قضاها تاباريز في تدريب الفريق تعدّ نقطة قوة لهم، إذ هذا المونديال هو الثالث لتاباريز مع نفس المنتخب في عامه الـ 12 معه. 
أما على الصعيد البدني، فإن المنتخب اللاتيني جاهز من هذه الناحية، وقد أظهر في البطولة الحالية أنه على صعيد الأداء كان أفضل من فرنسا. لكن كل الكمال يتوقّف على مشاركة إدينسون كافاني الذي سجل هدفين في مرمى البرتغال قبل أن يتعرض للإصابة، وهو غاب عن الحصص التدريبية منذ خروجه الاضطراري في الشوط الثاني من المباراة ضد البرتغال. وفي حال غيابه سيعوّل المدرب على المهاجم كريستيان ستواني للعب إلى جانب سواريز. وبلا شك، غياب كافاني سيؤثر كثيراً على سواريز الذي يأخذ حرية أكثر عندما يوجد الأول إلى جانبه لأنه يستطيع بذلك اللعب بعيداً من منطقة الجزاء وشغل دور صانع الألعاب المتقدّم لا المهاجم.
 
لويس سواريز
في ظل الغياب المحتمل لإدينسون كافاني، سيكون اعتماد المنتخب الأوروغواياني على لويس سواريز في خط الهجوم. «إل بيستوليرو» لعب حتى الآن 360 دقيقة، أي إنه لعب كامل الوقت في المباريات الأربع لمنتخب بلاده، وأظهر فيها أنه جاهز 100% من الناحية البدنية، على عكس ما كان عليه مع برشلونة الموسم الماضي. يُصنّف سواريز اللاعب 27 من بين الأكثر عطاءً في المونديال، بينما يعد الأول في منتخب بلاده. هو سجل هدفين وصنع آخر، وحصد جائزة أفضل لاعب في المباراة مرتين. وخاض «لويزيتو» 102 مباراة دولية مع منتخب بلاده، سجل خلالها 53 هدفاً. أما في كأس العالم، فقد لعب 12 مباراة سجل خلالها 7 أهداف، وذلك في ثلاث نُسخ.
كيليان مبابي 
سيكون نجم فرنسا كيليان مبابي، الذي قدم مباراته الأفضل مع المنتخب أمام الأرجنتين تحت ضغط كبير، حيث تتجه كل الأنظار إليه. ويشارك مبابي لأول مرة في كأس العالم، وهو في سن الـ 19 فقط، وقد سجل حتى الآن ثلاثة أهداف في أربع مباريات (لعب إحداها احتياطياً) وصنع هدفاً. وتعد المباراة أمام الأوروغواي اختباراً حقيقياً له، خصوصاً أن الفوارق الدفاعية بين الأرجنتين والأوروغواي واضحة. ويصنّف مبابي قبل دخوله مباراة ربع النهائي سادسَ اللاعبين من حيث الفاعلية في منتخبهم في كأس العالم 2018، وقد سبق له تسجيل 4 أهداف في 15 مباراة دولية مع فرنسا، علماً بأن أهدافه في روسيا جاءت من 8 تسديدات، 5 منها على المرمى، وذلك بمعدل تسديد يبلغ 1.3 تسديدة في المباراة الواحدة.