مجموعة قالت لي الشمس.. قصائد متنوعة شكلاً ومضموناً

مجموعة قالت لي الشمس.. قصائد متنوعة شكلاً ومضموناً

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢١ فبراير ٢٠٢١

تجمع مجموعة “قالت لي الشمس” للشاعر علوش عساف الموسيقا الشعرية العذبة والصور المدهشة والمواضيع والهموم المتنوعة من الوطني والاجتماعي والوجداني الذاتي والعاطفي والإنساني.
 
وتأتي عذوبة الموسيقا من التنوع في أشكال القصيدة العربية بين التفعيلة والعمودي واختيار الأوزان المتوائمة مع المواضيع المطروحة واستخدام المفردات والتراكيب والجمل الشعرية بتقنية عالية ونسيابية واضحة سواء في شعر الشطرين أو في التفعيلة.
 
ويظهر البعد القومي للشاعر من الإهداء الذي حمله عشق الشاعر للمكان في وطننا العربي من محيطه إلى خليجه حيث يقول: “إلى جرح يزملنا إلى حيفا..إلى يافا إلى بيروت أو صنعاء يا بغداد يحملنا إلى بردى”.
 
كما تظهر انزياحات الشاعر في صوره حتى في قصائد الشطرين ليثبت أن أوزان الخليل ما زالت قادرة على استيعاب معطيات الحداثة الشعرية فظهرت في عبارات جاء بها مثل “قمصان غربتنا” و”سرب من الأمنيات الخضر” و”تيبس الضوء”.
 
هذه الصور المدهشة حملت في ثناياها حب الوطن حيث يقول عساف في قصيدة بعنوان “أنا في دمائك”: “أنا نابت خلف الخنادق في سماك متوشحا بالأرض تحملني يداك قدمي بسفحك قاسيون غزالة نبتت شرايينا وفاحت في ثراك أنا في دمائك نخلة وقصيدة أنا ههنا جذري.. فلن أحيا هناك”.
 
ويحاول الشاعر عساف إعادة تشكيل اللغة في قصيدته من خلال تناول موضوعات بأشكال شعرية حداثية وصور جديدة يتألق فيها خاصة عندما يعالج الهموم الوجدانية العاطفية كما قصيدته “تشكيل القرنفل” وفيها يقول: “سأعيد تشكيل القرنفل في لماها من جديد وأعيد تشكيل الجنون بمقلتيها لون عيد”.
 
كما يوحد الشاعر بين الوطن والمحبوبة طالما كانت المحبوبة بيته وأرضه وسفينته التي يبحر بها منذ الأزل حيث يقول: “من ألف عام والحنين رداؤها تلك الشفاه سفائن الحرمان وطني تسابيح الزهور بثغرها ملهوفة والروح في أوطاني”.
 
يقع الكتاب الصادر عن الهيئة لعامة السورية للكتاب في 112 صفحة من القطع المتوسط أما الشاعر علوش عساف فهو من محافظة الحسكة يعمل موجها تربويا صدر له عدد من المجموعات الشعرية منها أجراس الصمت وصهيل الأشواق.