الكاتب والشاعر بسام مخلوف ينتقل من عباءة الشعر المحكي إلى الدراما

الكاتب والشاعر بسام مخلوف ينتقل من عباءة الشعر المحكي إلى الدراما

شاعرات وشعراء

الخميس، ١٨ فبراير ٢٠٢١

جاء من عباءة الشعر المحكي ببساطته والتصاقه بالأرض ليكون المسلسل الدرامي الاجتماعي “دفا” الذي انطلقت مؤخرا عمليات تصويره باكورة أعمال الشاعر والكاتب بسام مخلوف.
 
المسلسل الذي يخرجه سامي الجنادي وتنتجه المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني يقول عنه مخلوف في حديث لـ سانا الثقافية: “دفا ليس عملي الأول الذي أكتبه بل سبقته أعمال أخرى ولكنه الأول الذي يرى النور وسعيت من خلاله لأن أسلط الضوء على قضية أجدها مهمة جدا وتتصل بالصراع الذي يعيشه شبابنا بين البقاء في الوطن أو السفر”.
 
ويضيف مخلوف: “كتبت العمل عام 2017 بهدف تشجيع الشباب على التمسك بوطنهم والعمل والإصرار على النجاح من أجل النهوض بسورية من جديد حيث يعاني أبطال المسلسل وهم خريجون جامعيون من البطالة ولكنهم يقررون تحدي الظروف الصعبة وينشئون مطعما يديرونه بأنفسهم ويصبحون محط أنظار الناس وزوار البلاد” معربا عن أمله في أن يلقى العمل إعجاب الجمهور لدى عرضه في الموسم الرمضاني القادم.
 
مخلوف الذي عشق القصيدة المحكية وكتبها بطريقته الخاصة ينحت حروفها لتكون لوحة فنية تحاكي خيال العشاق وله بصمة مع عدد من الشعراء بتأسيس مهرجان سنوي للزجل والشعر المحكي في سورية كما كانت له عدة مشاركات في مهرجانات ومنتديات وأمسيات شعرية ومقابلات تلفزيونية وكان الجندي العربي السوري عمودا صلباً في قصائده فكتب عن الوطن والمقاومة والحب والغزل والأم والفراق والوفاء والحزن معاتباً الحياة وقسوتها.
 
ويصف مخلوف الشعر المحكي بأنه “السهل الممتنع وهو الأقرب إلى وجدان وضمائر الناس” مبينا أنه استلهم أبياته الشعرية الأولى من الجمال الذي يراه مصدر الإلهام وكل إنسان يكتب الشعر ولا يعشق الجمال ليس بشاعر.
 
ويعتبر مخلوف أن الجمال لا يقتصر على المرأة وأنوثتها بل هو موجود أيضا في الطبيعة وخضرتها وعند الجندي المقاتل وانتصاراته والحياة بحلوها ومرها وكل ما يثير مكامن الجمال في نفسه.
 
وتأثر مخلوف بشعرائنا الكبار أمثال المتنبي وقيس بن الملوح ومحمد مهدي الجواهري وغيرهم أما شعراء المحكي فيؤكد أنه لم يترك واحدا منهم سمع به إلا قرأ له مثل طلال حيدر وعمر الفرا وعبد الرحمن الأبنودي وميشيل طراد وكريم العراقي وعصام العبد الله.
 
وحول ارتباط القصيدة المحكية بالغناء يوضح مخلوف أن المطرب عندما يسعى إلى أغنية يغنيها يذهب إلى قصيدة تكون من عيون الشعر المحكي ويبحث عن عمق الإحساس والمشاعر الصادقة التي تحتل مساحة واسعة في قلبه وعقله.
 
كما يحتفي مخلوف بالقافية في قصائده ويزخرفها ويزينها ضمن القصيدة الواحدة وعن ذلك يبين أنه يكتب مثل الملحن الذي يضع علاماته الموسيقية فتارة يعلو بالكلمات وتارة يذهب باتجاه الهدوء وهنا تكمن جمالية القصيدة برأيه في تحريك مشاعر المستمع.
 
ويؤكد مخلوف أن الشعر المحكي هو الأقرب إلى وجدان وضمائر الناس وبذلك تذهب القصيدة المحكية إلى أبعد مدى في التعبير عن مشاعر وأحاسيس وهموم ومشاكل الناس.
 
ويعرب مخلوف عن أسفه لأن الشعر المحكي لا يحظى اليوم بالكثير من الاهتمام من المؤسسات الثقافية حيث يرفضه البعض لأنهم وفقا لرأيه لا يجيدون التعبير من خلاله مشيرا إلى أن القصيدة المحكية موغلة في القدم وكان لها وجود في قصائد القبائل العربية القديمة والتي كان لها عدة لهجات وهي ابنة القصيدة الفصيحة وتستمد جذورها من لغة الضاد.
 
  رشا محفوض