الشاعر حسن بعيتي… تجربة أدبية غنية استحقت الجوائز والتكريمات

الشاعر حسن بعيتي… تجربة أدبية غنية استحقت الجوائز والتكريمات

شاعرات وشعراء

الأحد، ٢٦ أبريل ٢٠٢٠

الشاعر حسن بعيتي أحد الأسماء الشعرية التي بصمت بقوة ضمن المحافل الأدبية لا في سورية وحدها بل في أرجاء الوطن العربي بما حصده من جوائز في أكثر من جنس أدبي ولأسلوبه الشعري المتفرد.
ويصف الشاعر بعيتي علاقته بالشعر بأنها علاقته بالحياة بكل ما فيها من حب وجمال وألم معتبراً الشعر قدره الذي بفضله استطاع أن يعانق الحياة بالطريقة التي حلم بها.
ويرفض بعيتي مقولات تراجع دور الشعر في عصرنا الراهن فهو ما يزال حاضراً بقوة رغم التقدم المتسارع ولا سيما في وسائل الاتصال.
ويرى الشاعر بعيتي أنه ليس هناك وصفة جاهزة ليفوز العمل الأدبي بالجوائز سوى ان يكون الكاتب متحرراً من أي غاية غير الكتابة نفسها وأن يشغله هاجس الإبداع الحقيقي لا غير أما حين يركز على كيفية الظفر بالجائزة فغالباً ما يخون نفسه وإبداعه بطريقة ما وبالتالي لن يحصل على مبتغاه مبيناً أن ذلك لا يمنع أن يختار من أعماله الموجودة أصلاً ما يراه أصلح للمشاركة بجائزة بعينها دون سواها.
بعيتي الذي فاز بجائزة أمير الشعراء سنة 2009 يؤكد أنه ليس صاحب اسم كبير حتى الآن فغاية ما يرجوه أن يكون صاحب اسم يكبر وتجربة تنضج لأنه يجد أن الوصول موت وأن الحياة هي دائماً في مواصلة البحث.
ولا يخفي بعيتي تأثره بعدد كبير من الشعراء مثل أبو نواس والمتنبي والمعري والخيام ومحمود درويش وغيرهم لكن قد ينطبق هذا على نصوص بعينها وليس على جملة ما يكتبه بمعنى أنه يحاول أن يكتب نفسه بخصوصيتها وفرادتها.
ولا يتعصب بعيتي لأي نوع من أنواع الشعر ويسعى أن يكون دائماً بعيداً عن المواقف الحادة ورافضاً لها فالتغيير والتغير ممكنان ما دامت الحياة مستمرة لكنه يميل الآن أكثر إلى الشعر الموزون لأنه يحب الموسيقا التي يراها قيداً يحرره.
وعن روايته الأولى “وجوه مؤقتة” التي حققت حضوراً كبيراً ونالت جائزة “كتارا” للرواية العربية العام الماضي يشرح بعيتي أن هذا العمل لم يكن سيرة ذاتية كما قد يبدو وإنما اعتمد جزئياً على أشياء حدثت له لكن المساحة الأكبر لم تكن له علاقة بها وبما جرى فيها إلا بوصفه المؤلف الذي يعتني بإنجاز العمل وبما يجعله أكثر إتقاناً وجمالاً مشيراً إلى قراره عدم الإعلان عن روايته الأولى إلا في حال فوزها بجائزة لأنه لا ينوي تقديم عمل في ميدان آخر إلا إذا بلغ عتبةً ما من النجاح.
الشاعر بعيتي ما يزال يحلم أن يكتب حصته من الزمن القادم أجمل مما كتبه حتى الآن.. هكذا يعد سنوات عمره وهذا ما يجعله يعتد بما سيأتي ودون ذلك لن يجد أي معنى.
ميس العاني