أنفاس الياسمينة.. مجموعة جديدة لابراهيم عباس ياسين تنتهج النثر وتعكس تجربة ذاتية

أنفاس الياسمينة.. مجموعة جديدة لابراهيم عباس ياسين تنتهج النثر وتعكس تجربة ذاتية

شاعرات وشعراء

الخميس، ١٦ يونيو ٢٠١٦

يقدم الشاعر إبراهيم عباس ياسين في مجموعته الجديدة “أنفاس الياسمينة” انعطافة في مسيرته الشعرية التي حفلت بدواوين اعتمدت الموسيقا مع التزام بقضايا الإنسان والمجتمع وعبرت عن انعكاسات الواقع.
وتتضمن المجموعة الجديدة نصوصا نثرية يقدم فيها ياسين تجربة ذاتية مكونة من مجموعة مواقف عاطفية تتطابق مع حيوات كثير من البشر في تداعياتهم أمام الحب وتحولاته فلم يسعفه النمط الموزون الذي اعتاد عليه فرأى أن النثر قد يحل مكانه في احتواء ما يريد أن يذهب إليه.
يعتمد ياسين في النص النثري الحكائية التي يحملها فكرة قد تكون خيالية بيد أنها قريبة من الواقع أو غالبا ما تنطبق على الواقع فتتحرك الفكرة التعبيرية بموضوع متوازن يصل إلى خاتمة على شاكلة الحكايات أو القصص يقول في نص بعنوان “اعتياد”..
ومازلت كعادتي كل صباح .. أعد القهوة لاثنين وأنتظر مجيئك فأرى وجهك مرسوما .. في فناجين قهوتي .. ومسودات قصائدي … وألمح في ابتسامتك كرنفلات الاعياد.
في نثره أحيانا يكون نصه على شكل لوحة ملونة بالضوء والنجوم والفجر وعاطفة الصيف ثم يكثف ما بداخله ليصل إلى مكون يرقى إلى مستوى الشعر كما جاء في نص بعنوان “نجمة” فيقول..
وما زالت ابتسامتك المضيئة .. تشق قمصان الليل من حولي .. منجمة صيف .. تساهرني حتى مطلع الفجر وتعدني بقصائد أجمل.
وأحيانا يتراجع المستوى الفني في مطلع النص ثم يقف عند ذات المستوى إلى نهايته في كلام عادي لا يتعدى حكائية السرد والدفق العاطفي الذي فقط يعبر عن موقف عاطفي كقوله في نص “دراية”..
أعلم يا سيدتي .. أن لك طبائع البحور ونزق العواصف .. وأنك الشتاء والصيف .. يجتمعان على سقف واحد.. لكنني أعلم أيضا .. أن روحك حمامة بيضاء .. وقلبك كتاب مقدس.
كما يستخدم ياسين في نثرياته وصف حالته متقمصا الذات العاشقة التي تتحمل القهر والمتاعب من أجل الحب وتعاني متاهات التخلف الاجتماعي الذي يعيشه العشاق في مجتمعات ترفض الحب في بيئاتها الإنسانية فيقول في نص “اعتراف”..
أنا العاشق الضال..الواقف في مهب العواصف الهوجاء وأعاصير الزمن الأعمى .. القادم إليك من أزمنة الجنون والمذابح.
الأسلوب الحاضر في كتاب أنفاس الياسمينة الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب والذي يقع في 84 صفحة من القطع المتوسط يتجه إلى أسلوب تقليدي سار فيه محمد الماغوط وغيره من دعاة الحداثة ويعتبر تجربة ذاتية في حياة شاعر حافلة بالعطاءات الشعرية الحقيقية إلا أن المحاولات ظلت تتراوح على شكل خواطر وإن كانت ترصد واقعا إنسانيا مفعما بالحب النبيل والعاطفة الصادقة.