قصائد على الربابة ومبارزات شعرية في ثاني أيام مهرجان الزجل الأول

قصائد على الربابة ومبارزات شعرية في ثاني أيام مهرجان الزجل الأول

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ٢٦ أغسطس ٢٠١٥

واصل مهرجان الزجل الأول الذي تقيمه مديرية التراث الشعبي بوزارة الثقافة فعالياته يوم أمس في صالة الوقف بجرمانا بمشاركة الشاعر عجاج حماد وجوقة المرايا.

وقدم المشاركون في أمسية البارحة مجموعة من القصائد والأغاني التراثية التي عبرت عن حبهم لوطنهم ومدى تمسكهم بالعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة التي تحمل القيم والصفات النبيلة.

وغنى الفنان عجاج حماد مجموعة من النصوص الزجلية التي التزمت بتراث السويداء العريق وعاداتها وتقاليدها بمرافقة أنغام الربابة الشرقية فقال في نص بعنوان يا ساريا عبر الفجر..

يا ساريا عبر الفجر .. روح وشوف ديارنا
تلقن البنادق والذخر .. نعز الدخيل وجارنا
الخيل والبن العطر .. نقري بيه زارنا
تاريخنا عز وفخر .. خنا بنينا سوارنا
بالدم بدلنا الحجر .. نكتب بها عسوارنا

أما فرقة جوقة المرايا أدت مجموعة من الزجليات المختلفة في معانيها على شكل المبارزة الشعرية والمعبرة عن بعض المعاني الاجتماعية وذلك بمصاحبة إيقاع الرق وعزف العود حيث حاول الشعراء يحيى ورور وأيهم الخطيب وعهد المتني وجمال أبو قيس أن يخرجوا من الإطار الذاتي إلى الإطار العام في المواضيع التي اختاروها.

وعن أيام المهرجان ومشاركاته قال القاضي والباحث ربيع زهر الدين رئيس مركز الدراسات والبحوث التوحيدية “يؤدي هذا المهرجان دورا اجتماعيا بصفته يجمع مختلف الشرائح والأنماط الزجلية التي تعبر ببساطة عن مختلف فئات المجتمع السوري وتطلعاته بشكل عفوي قريب إضافة إلى تنوع مواضيع المهرجان ليكون عبارة عن حالة تدل على الألفة أكثر مما تدل على أي شيء آخر”.

أما سعيد السعدي المختص بصناعة الربابة فقال “أدى استخدام الربابة بشكل واضح من قبل الشعراء المشاركين في المهرجان لإثارة مشاعر الحضور نتيجة لانسجامها مع نصوص اللهجة المحكية التي ألقاها المشاركون والتي تحمل مضامين متنوعة اجتماعية وإنسانية”.

في حين دعت الإعلامية سمر محمد لتكرار هذا المهرجان الزجلي في كل المحافظات وبمشاركة الزجالين على مختلف صنوفهم لتوثيق الروابط الاجتماعية والأخوية التي شاهدناها في مهرجان الزجل الأول في جرمانا وبذلك تكون وزارة الثقافة حققت ظاهرة أدبية جديدة لها أهميتها الثقافية على الصعيد الوطني بالإضافة إلى دورها الرائد في إحياء تراثنا.

أما الباحث بسام عبيد فأشار إلى أن كل فنان شارك في هذا المهرجان امتلك شخصية فنية تختلف عن الآخر ونظرة خاصة يؤكد بها وجوده الفني عبر أدوات لا تخلو من الموسيقا معتبرا أن أهم ما يميز هذا النمط الزجلي تعمقه بالقيم الأخلاقية كالشجاعة والكرم والفروسية والقيم الوطنية والتمسك بالوطن والدفاع عنه لخلق حالة من الحماس والحمية الوطنية تذود عن الأرض والعرض والمقدسات.

وخلال الأمسية تميز عجاج حماد بالتزامه الموسيقي الذي كان من مكونات نصه الذي غناه على آلة الربابة مع التزامه أيضا بوحدة الموضوع وتماسكه في حين لم تتمكن جوقة المرايا من تحقيق هذا التوازن أو الالتزام الكامل بموسيقا الشعر مكتفية بالقافية والأداء.

وتختتم فعاليات مهرجان الزجل اليوم بندوة بعنوان “الزجل في سورية” للباحث معين العماطوري عند السادسة مساء في صالة الوقف بجرمانا إضافة إلى أمسية شعرية للشاعر ذيب نوح ولجوقة الغوطة التي تضم الشاعرين حسون سيف الدين وميلاد القاق.