الشاعرة والإعلامية لبنى مرتضى: المطلوب من المؤسسات الثقافية إعداد الأنشطة التي تقترب أكثر مما يريده الناس ويطمحون إليه

الشاعرة والإعلامية لبنى مرتضى: المطلوب من المؤسسات الثقافية إعداد الأنشطة التي تقترب أكثر مما يريده الناس ويطمحون إليه

شاعرات وشعراء

الأربعاء، ١٩ أغسطس ٢٠١٥

ما تشهده المراكز الثقافية والمنتديات من حراك تعتبره الشاعرة والإعلامية لبنى مرتضى ما زال بعيدا عن الجمهور وقضاياه حيث ان المعطيات الأولية تشير إلى ان هذه الصروح الثقافية المنتشرة في سورية من شرقها إلى غربها كفيلة بأن تنظم آلاف النشاطات وأن تكون ميدانا خصبا للحوار والنقاش والتفاعل.

وتقول مرتضى في حديث لسانا .. من الضروري وسط الحرب التي تشن على بلادنا أن تقوم هذه المؤسسات المعنية بإعداد أنشطة ثقافية تقترب أكثر مما يريده الناس ويطمحون إليه وأن تبقى مفتوحة للجميع دون استثناء.

وتتابع مؤلفة مجموعة القمر الطليق “ألهمت مرحلة المؤامرة الكونية على بلادنا الكثير من المبدعين وكتب عنها الكثير من الأعمال لأن مراحل الحروب كانت دائما عبر تاريخ الشعوب تقدم أرضية للكتاب يزرعون فيها نتاجهم” غير أن الأزمة في سورية بحسب تعبيرها “لا تزال تحتفظ بمناطق محرمة غير قابلة للطرق ولا يزال لدينا العديد من الأبواب التي نحتاج إلى فتحها أمام فضاء الفكر بدلا من تناول آلام المواطن المسكين على صفحات الأدب”.

وتقارن مرتضى بين النشاط الثقافي الذي ترعاه مؤسسات الدولة وبين مثيله الذي تنظمه جهات أهلية وخاصة فتقول “المنتديات الخاصة تقوم على تجمع واستقطاب الفئة المثقفة ضمن أسلوب يعتمد على المعارف والصداقات بينما المراكز الثقافية الحكومية تقدم المكان والزمان مجانا لرواد الفكر بعكس تلك الظواهر الثقافية التي تعتمد تمويلها على الزائرين والحضور يعني هي عبارة عن صفقة تجارية بين القائمين وصاحب المكان”.

وتلفت مرتضى إلى ناحية تعتبرها “معضلة كبرى بأن أصحاب رؤوس الأموال هم أكثر من تلقى عليهم الأضواء في هذه المنتديات وتصدح أسماؤهم في المنابر وتقدم لهم الدروع والأوسمة”.

وتتساءل “عما إذا كانت هذه الظواهر تندرج تحت اسم حراك ثقافي أم استغلال ثقافي يحمل عناوين وأسماء طنانة رغم أن البعض يحاول إيجاد طريق للتواصل الجاد الذي يحمل البناء والاستمرار ضمن الظروف المتاحة وإعادة هيكلة الوسط الثقافي في ظل بناء سورية الحديثة”.

وتصف شاعرتنا “الوسط الثقافي بأنه نخبوي حساس جدا يمتلك رسالة سامية وهدفا محددا وكلمته مسموعة وسريعة الانتشار لأنها تعتمد على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لذلك علينا دعوة الجهات المختصة بكف أيدي المتسلقين على الوسط الثقافي وملاحقة تلك الصفقات التجارية التي تحمل الصفة الثقافية والعمل على إبراز من يحملون الكفاءة لحمل الهم الثقافي وإعادة هيبة دور الثقافة الرسمية ولم شمل المثقفين والمبدعين تحت رعاية الدولة لانهم الجذوة الخصبة لإعمار وطننا”.

وعن دور الإعلام في مواكبة النشاط الثقافي أجابت مرتضى “وسائل الإعلام تقوم بتغطية الجانب الثقافي والإبداعي وهي وسائل مهمة جدا للنهوض بالمجال المعرفي وذلك من خلال التحفيز لعملية النشر وحفظ حقوق المؤلفين ولكن الإعلام لا يتحمل وحده المسؤولية فالأدباء والمثقفون تقع على كاهلهم مهمة رفع الإنتاج الأدبي لأن العلاقة بين الطرفين علاقة تكامل”.

وحول هذه النقطة تضيف مؤلفة مجموعة “عرق الذهب” كون الثقافة نخبوية الهوى والمنشأ فقد لا يجد الإعلام مبررا لتسويقها للمجتمع ما لم تكن ذات هم عام يشترك به الجميع.

وتطالب مرتضى بأن يكون للمختصين وأصحاب الرأي دور حاسم في تقييم الإصدارات الجديدة لأن “بعض الكتب المنشورة والمطبوعة تحمل من الرداءة بالمعنى والاستخفاف بعقل القارئ بينما تدرج تحت اسم العمل النخبوي غير القابل للخطأ”.

لبنى مرتضى شاعرة وإعلامية وفنانة تشكيلية حاصلة على إجازة في الإعلام لديها مجموعتان شعريتان “القمر الطليق” و”عرق الذهب” كما لها عدد من المشاركات في نشاطات ثقافية متنوعة وفي معارض جماعية إضافة لإدارة منتديات أدبية في مراكز ثقافية كما عملت محررة في الصفحات الثقافية في صحف محلية وعربية.