شعوب وعادات

يعيش العالم، حالياً، عصر تكنولوجيا المعلومات، وذلك يعني أن التغيرات التي تحدث في سوق العمل تتسارع باستمرار، لذلك من المتوقع مشاهدة العديد من التحولات في سوق العمل خلال السنوات القليلة المقبلة، وهناك بعض الوظائف التي يُتوقع أن تكون الأكثر اتجاهاً ونمواً في المستقبل القريب.

 

أبرز وظائف المستقبل القريب:

هناك مجموعة من الوظائف، يبدو أن العالم سيعتمد عليها في القريب العاجل، لكن ذلك لا يمنع وجود الوظائف الأخرى، التي بالتأكيد سيكون لها دور في إعداد القادة والأشخاص وتطوير المجتمعات، ومن أبرز وظائف المستقبل ما يلي:

1. مهندس ذكاء اصطناعي:

تتزايد الاعتمادية على تقنية الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريباً، لذلك من المتوقع أن تتزايد الحاجة إلى مهندسي الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، حيث يعمل مهندس الذكاء الاصطناعي على تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي وتطويرها وتحسين أدائها، ويُمكن لهذه الوظيفة أن تكون مفيدة في العديد من المجالات، مثل: الطب والصناعة والتسويق والخدمات المصرفية، وغيرها.

من الأمثلة الحية للذكاء الاصطناعي في الطب: أنظمة المساعدة في التشخيص والتصوير الطبي والصيدلة. وفي الصناعة يتم استخدامها في الإنتاج الصناعي، والتحكم في الجودة. وفي التسويق يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، وتحديد الاتجاهات الجديدة في السوق. أما في الخدمات المصرفية فيستخدم في الأمور المتعلقة بالمصرفية الإلكترونية، والتحليل الائتماني والمخاطر.

 

2. خبير تكنولوجيا "البلوك تشين" (Blockchain):

ثورة "البلوك تشين" (Blockchain) من الثورات الإلكترونية الحديثة، التي ستغير مفاهيم عديدة عن الحياة خلال الفترة القريبة، فهي قاعدة بيانات كبيرة، توزع بالتساوي بين أجهزة الحاسوب الآلي حول العالم، لتسهيل المعاملات وتتبع الأصول، ما يقلل المخاطر، لذا نحن بحاجة ماسة لخبراء يتقنون هذه التكنولوجيا السريعة.

3 . مطور تطبيقات الواقع الافتراضي:

تزداد شعبية تقنية الواقع الافتراضي بشكل ملحوظ، ويتوقع أن تتزايد الحاجة إلى مطوري تطبيقات الواقع الافتراضي في المستقبل القريب، ويتمثل دور هذه الوظيفة في تطوير تطبيقات الواقع الافتراضي وتحسينها وتوفيرها للمستخدمين، وستكون هذه الوظيفة مفيدة في مجالات ممتعة، مثل: الترفيه والتصميم والتدريب والتعليم.

على سبيل المثال، يمكن استخدام تقنية الواقع الافتراضي في الترفيه، كتطوير الألعاب والموسيقى والأفلام، وفي التعليم يمكن استخدامها لتحسين تجربة التعليم، وتوفير بيئة تعليمية مفعمة بالحيوية، بينما في التدريب تستخدم تقنية الواقع الافتراضي لتحسين تدريب المهارات العالية في الأماكن الخطرة. أما في التصميم فيتم استخدام تقنية الواقع الافتراضي في تصميم المنتجات والمباني.

 

4. مطور تطبيقات الجيل الخامس:

الاعتماد على تقنية الجيل الخامس بات واضحاً بشكل ملحوظ، ومن المتوقع أن تتزايد الحاجة إلى مطوري تطبيقات الجيل الخامس في المستقبل القريب، حيث يتمثل دور هذه الوظيفة في تطوير تطبيقات الجيل الخامس وتحسينها وتوفيرها للمستخدمين، ولم تستخدم تقنية الجيل الخامس في مجال الاتصالات وحسب كما يعتقد البعض، بل تصل إلى مجالات أخرى، مثل: الصناعة، والنقل.

 

لذا يحتاج مجال الاتصالات إلى مطوري تطبيقات الجيل الخامس، لتحسين جودة الصوت والصورة وزيادة سرعة الإنترنت. أما في مجال الصناعة، فيمكن استخدام تقنية الجيل الخامس في تحسين الإنتاجية، وجودة المنتجات، بينما في مجال النقل يمكن استخدام تقنية الجيل الخامس في تحسين خدمات النقل العام، وزيادة سرعة القطارات والطائرات.

 

5. مسؤول الأمن السيبراني:

بما أن العالم أصبح إلكترونياً أكثر، فقد أصبحت هناك حاجة ماسة لمسؤولي الأمن السيبراني، للسيطرة على جرائم الإنترنت، وانتهاك الحقوق وحماية أمن المعلومات، لذلك تعد وظيفة مسؤول الأمن السيبراني، أو أمن المعلومات، من أهم الوظائف وأكثرها طلباً خلال الفترة الحالية، وبالتأكيد ستزداد خلال السنوات القريبة المقبلة.

تستخدم وظيفة مسؤول الأمن السيبراني في مجالات عديدة، تعتمد على الإنترنت والتسويق والتحليل وغيرها، فدور مسؤول الأمن يتمثل في حماية البيانات وتأمين الشبكات والأجهزة والمعلومات من الهجمات الإلكترونية والتهديدات وعمليات القرصنة الممنهجة.

 

6. معلم التعليم عن بُعْد:

أصبح التعليم عن بعد أسلوب حياة منذ أكثر من 3 سنوات، وبالتحديد منذ هجمات فيروس كورونا عام 2020، وأصبح عالم التعليم إلكترونياً، فأصبحت الأدوية الأساسية للطلبة هي الإنترنت والحاسوب، فلم تعد للقلم والورقة مكانة قوية كما كان الأمر سابقاً.

لذا، يجب على المعلمين تطوير أدواتهم، واستخدام التكنولوجيا في التواصل بشكل مباشر وواضح مع الطلاب، من خلال التواصل عبر وسائل الفيديو المتاحة، وإرسال المحاضرات عبر تطبيقات التواصل، بالإضافة إلى تحويل المراكز التعليمية إلى إلكترونية.

 

7. متخصص تحليل بيانات:

أصبحت كميات البيانات المتاحة كبيرة للغاية حول العالم، ومن المتوقع أن تتزايد الحاجة إلى متخصصي تحليل البيانات في المستقبل، إذ يتمثل دور هذه الوظيفة في جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها وتوظيفها في تحسين العمليات، واتخاذ القرارات الصحيحة، ويُمكن لهذه الوظيفة أن تكون مفيدة في العديد من المجالات، مثل: الصحة والتجارة والتسويق والتعليم.

في الصحة، يتم استخدام تحليل البيانات لفهم الأنماط الصحية والاستجابة على مستوى الفرد، بينما في التجارة يمكن استخدام تحليل البيانات لتحديد الاتجاهات السوقية وتوجيه الاستثمارات، أما في التسويق فيمكن استخدام تحليل البيانات لتحسين المبيعات وتحديد الأسواق والتوجهات، وأخيراً في التعليم يمكن استخدام تحليل البيانات لتحسين تجربة الطلاب، وتحديد الفئات العمرية المستهدفة.

 

مهارات أساسية لوظائف المستقبل:

في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم، تتغير احتياجات سوق العمل باستمرار، وتتطلب الوظائف المستقبلية مهارات جديدة ومختلفة عن تلك التي كانت مهمة في الماضي، ولتحقيق النجاح في هذه الوظائف يجب على الأفراد اكتساب مجموعة من المهارات الأساسية الحديثة، منها:

 

1. التعلم المستمر:

تعد هذه من أهم المهارات، التي يجب على الأفراد اكتسابها، لأن التطور التكنولوجي السريع يتطلب من الأفراد تحديث معارفهم ومهاراتهم باستمرار، وبالتالي يجب على الأفراد أن يكونوا قادرين على التعلم، والتكيف مع التطورات المستمرة في المجالات المختلفة.

 

2. التواصل والتعاون:

من المهارات الحيوية، التي يجب على الأفراد اكتسابها في إطار العمل الجماعي، الذي يتطلب التعامل مع الآخرين بكفاءة وفاعلية، ومن المهم أن تتوفر هذه المهارات لدى الأفراد للنجاح في العمل الجماعي، وتحقيق الأهداف المشتركة.

 

3. التفكير النقدي:

من المهارات الأساسية، التي من الضروري التحلي بها خلال الفترة المقبلة، فالتحليل والتفكير النقدي يتطلبان التفكير بشكل منطقي وتحليلي للمعلومات والأفكار، ليساعد الأفراد على اتخاذ القرارات الصائبة، والوصول إلى الحلول المثلى.