الفرق بين الفنجان والفنجال

الفرق بين الفنجان والفنجال

شعوب وعادات

الجمعة، ١٧ فبراير ٢٠٢٣

مهما اختلفنا وتشابهنا في لفظي ( الفنجان والفنجال )؛ سيبقى المصطلحان يشيران لتلك الأداة التي عندما نذكرها نستحضر في عقولنا رديفتها "القهوة"، أي الوعاء الذي يوضع به مشروب القهوة ودلالتها الأعمق "مفتاح الكرم و الضيافة"..لكل من يدخل دارك، التمر عندنا مرادف للقهوة العربية.
 
يقول دكتور اللغة العربية مراد حسن عبد العال عباس لسيدتي : الفنجان أو الفنجال بلا شك هي مفردة عامية محرَّفة من أصل عربي وهو «فلجان»، وهذه المفردة يقال أيضاً إنَّ أصلها الأول من السريانية. وعلى كلِّ حالٍ فإنَّ الكلمة تعني «القفيز» وهو مكيال معروف، ثمَّ تطوَّر فأصبح يقال للكوب الذي توضع فيه القهوة «فلجان» ثمَّ حرَّفته العامة فقالت «فنجان» بإبدال اللام نوناً ثمَّ أبدلت النون الأخيرة لاماً، ومن عادة العرب الإبدال بين النون واللام؛ فمثلاً تقول: إسماعيل وإسماعين، وهناك شواهد أخرى على هذا الإبدال. وفي فنجال يمكن أن نقول: فيها قلب موضعي.
 
وإن تسأل أيهما أصوب؟ فسأقول: كلاهما؛ أي فنجان وفنجال من العامية والصواب «فلجان» لكن «فنجان» أحب.
 
*أشعار الزبيدي
يقول الزبيدي في تاجه: "يقال القَفِيزُ وأَصلُه بالسُّرْيانِيَّة: "فالِغَاءُ" فعُرِّبَ. قال الجَعْدِيُّ يَصفُ الخَمْرَ: أُلْقِيَ فيها فِلْجَان من مِسْكِ دَارين وفِـلْـجٌ مِـن فُـلْـفُـــلٍ ضَـــرِمِ قلت: ومن هنا يُؤْخَذ قولهم للظَّرْف المُعَدِّ لشُرْبِ القَهْوَةِ وغيرِهَا «فِلْجَان» والعَامَّة تقول: فِنْجَان، وفِنْجَال «ولا يصحّانِ».
هذا وقول الزبيدي: «لا يصحان» يمكن أن نتوقَّف عند هذا الحكم اللغوي ونناقشه فيه؛ فنقول: فنجان وفنجال ممّا جرت بهما الألسن، وما دام أصل المفردة غير عربي والقلب الموضعي والإبدال من سنن العرب اللغوية، فلا مانع من إقرار هاتين المفردتين؛ إذ لا ضرر فيهما للتخفيف على الناس في لغتهم.
 
وأختم بقول الشاعر الشيخ راكان بن حثلين: يا ما حلا الفنجال مع سيحة البالْ في مجلسٍ ما فيه نفسٍ ثقيله هذا ولد عمٍّ وهذا ولد خالْ وهذا رفيقٍ ما لقينا مثيله.
 
*معجم الغني
الصواب والرتبة: -شرب القهوة في الفِنْجانة [فصيحة].
 
-شرب القهوة في الفِنْجَال [صحيحة].
 
-شرب القهوة في الفِنْجَان [صحيحة].
 
-شرب القهوة في الفلجان [فصيحة مهملة].
 
-الوارد في المعاجم القديمة استعمال «الفلجان» لما يُشرب فيه القهوة، ورفض التاج «ف ل ج» استعمال الفنجان والفنجال؛ ونص على أنهما من استعمال العامة، بينما أورد محقق المعرّب «الفنجال» و«الفنجان»، وذكر أن الفنجان هو الأصل؛ مما يجيز استعمالها. وقد استعمل الجواليقي والفيروزآبادي «الفنجانة» أيضاً.