كيف نتجاوز الحزن.. وننظر إلى الأيام الجديدة بإيجابية؟

كيف نتجاوز الحزن.. وننظر إلى الأيام الجديدة بإيجابية؟

شعوب وعادات

الأحد، ٨ يناير ٢٠٢٣

لا أحد يستطيع الشعور بما تعانونه من آلام إلا أنتم، ولا يستطيع أحد أيضاً الحكم على مشاعركم الحقيقية سواكم.
قد يستطيع الأصدقاء المقربون التخفيف عنكم قليلاً، لكنكم ستبقون في مواجهة الألم وحدكم، خاصة في الساعات التي تقضونها مع أنفسكم أو مع عائلاتكم، إن كان الألم مشتركاً.
كثيرون فقدوا في الأيام الماضية أحباءهم، أو وظائفهم، أو أشياءهم الثمينة، أو حيواناتهم الأليفة، وهم اليوم أمام حقيقة واقعة يجب التعامل معها، هي تجاوز الألم والحزن، والنظر إلى الأيام المقبلة الجديدة بإيجابية.
تقول دكتورة علم النفس في جامعة ييل البريطانية، سوزان نولين، في مقال على موقع WebMD، إن "النظر إلى الوراء ومعاينة الخسائر أمر طبيعي إلى حد ما، وليست هناك ضرورة لاتخاذ أي إجراء للتغلب على ما جرى أو حله، لأنه ليس مشكلة من الأساس، فالفكرة تقوم بالأصل على تجاوز الحقائق السيئة، واتخاذ قرار المضي قدماً".
وتشير الدكتورة نولين إلى أن البقاء في خانة الذكريات مؤلم، لذا يجب على الإنسان التوقف عند نقطة معينة، والانطلاق منها إلى الأيام الجديدة، وتقول: "لا أطلب ممن فقدوا أحباءهم نسيانهم، بل عليهم أن يتجاوزوا القصة، والتعامل بواقعية مع ما تفرضه عليك الحال، فالمضي قدماً، وعدم التعلق بالماضي، هما أفضل قرار يمكن اتخاذه".
أما من فقد عمله، فعليه أن يجمع خبراته والمهارات التي امتلكها، والقفز على سبب فقدان الوظيفة إلى التركيز على النقاط الإيجابية في مهنته، وبدء البحث عن عمل آخر، يعوض خسارته.
أما الأسباب التي تدعو للبقاء في دوامة الذكريات المحزنة، فهي وفقاً لجمعية علم النفس الأميركية، تدور حول الاعتقاد أنه من خلال اجترار الذكريات، يكتسب الفرد نظرة ثاقبة على حياته أو المشكلة التي يواجهها، ما يؤدي إلى شعوره الدائم بالمعاناة والحزن.
وتنصح الدكتورة نولين، للتخلص من العودة إلى الذكريات الحزينة والمواقف السلبية، بالوقوف أمام النفس بكل ثقة، واتخاذ قرار بتجاوز ما حدث وطيّ صفحة الماضي، وعدم لوم النفس وجلد الذات، والقول بأنك أحد أسباب ما حدث، فبالنهاية كل شيء مكتوب ومقدر.
وتطلب الدكتورة نولين التعبير عن المشاعر بالحزن والبكاء شريطة ألا تطول العملية، كي لا تؤثر على المستقبل، وتضرب الدكتورة مثلاً لشخص فقد وظيفته، ويفكر حالياً في مقابلة عمل قادمة، ولا يمكنه إخراج أفكار الهزيمة الذاتية من عقله. وتوضح: "في هذه الحالة، على الشخص أن يضع في اعتباره جوانب المقابلة التي يمكنه التحكم فيها، مثل الإعداد المسبق للمقابلة، أو ضمان الحصول على قسط جيد من الراحة، قد يساعد في تحديد ما يمكن فعله ليكون استباقياً في موقف ما، واتخاذ القرارات الصحيحة في مقابلة العمل، دون أن تؤثر مشاعر فقدان العمل السابق عليه".
وتقول الدكتورة نولين إن التفكير في اللحظة الحالية يساعد في تركيز الانتباه نحو الحاضر، ومراقبة الأفكار بعيداً عن الحكم عليها، بدلاً من التركيز على الماضي.
ومن الاقتراحات التي يمكن القيام بها، لشغل النفس والذاكرة عما حدث، القيام بالتمارين الرياضية بهدف تحسين الحالة المزاجية، ويمكن أيضاً الانشغال في نشاطات أخرى، مثل: الذهاب في رحلة مع العائلة أو الأصدقاء المقربين، وإعادة ترتيب المنزل، والقيام بتنسيق الحديقة، وتنظيف المنزل وتغيير ديكوره، وممارسة هواية محببة، مثل لعب الشطرنج، والبقاء في جو إيجابي من جميع النواحي.
لأن من سيبقى عالقاً في دوامة التفكير السلبي واجترار ذكريات الماضي، لن يستطيع تحقيق التقدم الذي ينشده في حياته، ما سيؤثر على طريقة عيشه مستقبلاً، وسينعكس على كل شيء حوله.