"التنمية الذاتية".. من هنا تنطلق في طريق النجاح

شعوب وعادات

الخميس، ١ ديسمبر ٢٠٢٢

بالتأكيد، أثناء تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة مقاطع "تيك توك"، شاهدت من يتحدث عن مصطلح "التنمية الذاتية وتطوير النفس"، وفي أقل من 60 ثانية تجد من يقدم لك نصائح وحيلاً وطرقاً لاعتمادها في حياتك.
فماذا تعرف عن التنمية الذاتية؟ وما ضرورتها في الحياة؟ وكيف تتبع خطواتها لتحقيق نجاحات في حياتك؟.. من خلال هذا الدليل؛ سنعرفك على كل ما يتعلق بـ"التنمية الذاتية".
ما "التنمية الذاتية"؟ 
"التنمية الذاتية" هي كل ما يتعلق بتحقيق إمكانياتك الكاملة، والوصول إلى مرحلة الرضا الكامل عن نفسك وحياتك. ويتعلق الأمر بتعظيم إمكاناتك وإخراج نفسك من منطقة الراحة، حتى تتمكن من النمو كشخص وتحقيق أهدافك. 
وللحصول على محتوى وحياة كاملة، تحتاج إلى التغيير والتكيف والخروج من الصندوق وتقبل إخفاقاتك وتحدي نفسك وتوسيع قدراتك حتى النقطة التي ترى فيها نفسك تحقق أي شيء تحلم به. 
وهناك نوعان من العقليات: عقلية ثابتة وأخرى متنامية. ويعتقد الأشخاص الذين لديهم عقلية ثابتة أن مواهبهم ثابتة، ولا يوجد شيء آخر يمكن تحقيقه. أما الأشخاص ذوو العقلية النامية؛ فيمكنهم النمو أكثر فأكثر كل يوم. وهناك أشياء لم يستكشفوها بعد وهم يتوقون دائمًا لمعرفة المزيد. هؤلاء هم الأشخاص الذين يمضون قدماً في حياتهم، ويقودون أسلوب حياة تطوير شخصي، يساعدهم على التغلب على أي هدف، مهما كان حجمه.
سبب رواجه مؤخراً في "السوشيال ميديا"
خلال الفترة الأخيرة، انتعش الحديث عن التنمية الذاتية وتقبل النفس وتطورها باستمرار على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة آخر عامين، ويرجع ذلك إلى التطورات التي أحدثها "كوفيد-19" في العالم، والتغييرات التي فرضت على جميع قطاعات الأعمال.
وأصبح تطوير الذات وتنميتها من أهم المهارات التي يحتاج الجميع إلى تعلمها وإدراكها واتباع أساليبها في حياتهم، حيث يتمكنون من اللحاق بالتطورات السريعة التي يمر بها العالم، سواء على مستوى العمل أو حتى المستوى المجتمعي والشخصي.
أهداف "التنمية الذاتية"
أهداف التنمية الشخصية هي الأهداف التي تحددها لتحسين شخصيتك ومهاراتك وقدراتك، وتتضمن تقييم نفسك، وتحديد المجالات التي يمكنك تحسينها لتعظيم إمكاناتك. 
ولبدء التطوير الشخصي، يجب أن تضع خطة بخطوات قابلة للتنفيذ، لمساعدتك على قياس تحسنك والحفاظ على تركيزك على هدفك.
تأثير "التنمية الذاتية" على سلوك البشر
كل إنسان يختلف عن الآخر، وإذا نجح المجتمع في حل المشاكل المتعلقة بالتنمية الشخصية، فإن كل كتاب عن المساعدة الذاتية، سيساعد الجميع. لكن، نعلم من تجاربنا الحياتية أنه لا يوجد حل بـ"مقاس واحد يناسب الجميع"، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالطبيعة البشرية.
ومن المهم الاعتماد على الدعم المخصص، مثل التدريب للمساعدة في صياغة خطة تلبي احتياجاتك الخاصة، ومن الطبيعي ألا تكون لديك الاحتياجات ونقاط القوة والفرص والمهارات نفسها التي لدى شخص آخر، فلماذا ستكون خطة التطوير الشخصي الخاصة بك هي نفسها؟ 
ادفع نفسك خارج منطقة الراحة الخاصة بك، ومن خلال القيام بذلك، ستكون على الطريق الصحيح للوصول إلى إمكانياتك الكاملة.
وفي حين أن تحقيق الذات عملية تستمر مدى الحياة، يجب ألا تكون أهداف التنمية الشخصية الخاصة بك شاقة، ابدأ صغيراً، مثل بناء مهارة جديدة، أو حتى الاستثمار في التوازن بين العمل والحياة، فمن خلال القيام بذلك ستجهز نفسك للنجاح في جميع مجالات حياتك. 
علاقة التنمية الذاتية بالتنمية البشرية
مجالات التنمية، وتطوير حياة الإنسان، مترابطة بشكل كبير، لكن لكل منها منهج وأسلوب في توجيه الإنسان إلى أهدافه وخططه الحياتية، لكن بالتأكيد هناك علاقة بين التنمية الذاتية والأخرى البشرية:
التنمية البشرية يمكن من خلالها تنمية البشر، وهي تشمل مجالات الحريات والحقوق والديمقراطية، وتتضمن أيضاً الرفاهية ووضع المرأة، ونسب مشاركتها في المجتمع بالعمل.
أما التنمية الذاتية، فهي المتخصصة في حل المشكلات الفردية، مثل مشكلات تتعلق بالعمل والمشاكل النفسية، واكتساب مهارات تحليل الشخصية، وغيرها.
وبالتالي، يكمل المجالان بعضهما بشكل كبير، وتساعد دراستهما معاً في تطوير حياة الإنسان بشكل أسرع، وجعله يتمكن من تحديد أهدافه، والوصول إليها بشكل أكثر احترافية ودقة.
 
أشهر الأشخاص في "السوشيال ميديا"
هناك الكثير من مؤثري التنمية الذاتية على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يحفزون المتابعين على الاهتمام بصحتهم النفسية والعقلية، ومن بينهم:
مشاهير اتجهوا للتنمية الذاتية
في الفترة الأخيرة، تحول عدد من مشاهير العالم الغربي والعربي إلى خبراء بالتنمية الذاتية، حيث كشفوا عن التحديات التي واجهتهم في الحياة، وكيف تعاملوا معها من أسس التنمية الذاتية، ومن بينهم:
1 . نسرين طافش
اعتمدت النجمة السورية نسرين طافش، في الآونة الأخيرة، منهجاً مختلفاً للحياة، حيث لفت انتباه متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي اهتمامها بمجال علوم التنمية البشرية، والتركيز على التشافي الذاتي، والتعمق أكثر في عالم الطاقة، وذلك من خلال ممارسة تمارين اليوغا والتأمل.
2. لجين عمران
تعيش الإعلامية، لجين عمران، حالة من الطاقة والتحفيز يومياً، عبر حسابها على موقع "إنستغرام"، حيث تتواصل مع متابعيها بشكل مستمر، من خلال حديثها عن علوم الوعي والتطوير والنجاح.
3 . ياسمين صبري
معروف عن النجمة المصرية، ياسمين صبري، اهتمامها البالغ بالتنمية الذاتية والتطوير البشري، حيث تتحدث دائماً عن علاقتها الروحية مع الأشياء المحيطة من حولها، كما تتطرق إلى أهمية ممارسة التأمل والتشافي، فقد أكدت من قبل أنها تسافر إلى دول آسيوية، مثل: الهند وإندونيسيا لممارسة طقوس روحية وطاقة مختلفة، تساعدها في الوصول إلى درجة عالية من الوعي والتشافي.
4. بلقيس فتحي
مرت النجمة بلقيس فتحي بالكثير من التعثرات والمشاكل على مستوى حياتها الشخصية، ما جعلها تتحدث عن تجاربها في البرنامج الشهير"تيدكس"، حيث كشفت عن علاجها من الرهاب الاجتماعي، وتأثير المحفزات الاجتماعية على حياتها وتخلصها من الخوف.
أشهر الأشخاص في هذا المجال عبر التاريخ
رواد التنمية الذاتية والبشرية شهدوا انطلاقة قوية لهذا المجال منذ سنوات بعيدة، بل كانوا من أوائل من تحدثوا عن هذا المجال الواسع، ومن أبرزهم:
1. ستيفن كوفي 
ستيفن كوفي هو واحد من أهم رواد التنمية البشرية في أميركا، وقد عاش حياة بسيطة واستثنائية في نفس الوقت، فقد درس الإدارة والأعمال وكانت بوابته إلى الانطلاق في مجال تطوير الذات.
ومن أشهر أعماله وأكثرها رواجاً في العالم، كتاب "العادات السبع للأشخاص الأكثر فاعلية"، الذي تمت ترجمته لعشرات اللغات.
 
2 . جوزيف ميرفي
هو واحد من أهم رواد التنمية البشرية والذاتية في العالم، فهو صاحب كتاب "قوة عقلك الباطن"، الذي كان سبباً في تغير حياة الكثيرين من الناس حول العالم.
 
3. إبراهيم الفقي
المصري الراحل الدكتور إبراهيم الفقي من رواد التنمية البشرية في العالم العربي، حيث له الكثير من المجلدات والكتب في هذا المجال، بالإضافة إلى آلاف اللقاءات التلفزيونية والجلسات العلمية في التنمية البشرية، التي يتم تداولها حتى الآن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم وفاته منذ عام 2012.
 
4. أنتوني روبينز
يعتبر أنتوني روبينز واحداً من أشهر رواد التنمية البشرية في أميركا، وأهم المحاضرين والمتحدثين أمام أعداد غير مسبوقة من البشر، كما أنه رائد المدرسة التحفيزية، حيث تدور كافة أعماله ومؤلفاته عن التحفيز الإيجابي، وتصدير الطاقة غير المحدودة للجميع. 
 
 الفرق بين التنمية الذاتية والبشرية
قد يبدو أن التنمية البشرية والأخرى الذاتية هما نفس العلم، لكن في الواقع لكل منهما اتجاهات مختلفة، فما الفرق بينهما:
 
التنمية الذاتية:
تحسين الذات أو تطوير الذات عملية يبذل فيها الإنسان نفسه بعض الجهود الواعية لتحسين حياته، والهدف من التطوير الذاتي هو أن تكون النسخة الأفضل والمحسّنة من نفسك.
 
بشكل عام، تعد تنمية الذات عملاً منفرداً، يتضمن بعض المهام المكثفة، مثل: العثور على نقاط الضعف، وتحديد الغرض من الحياة، وما إلى ذلك. 
ويمكن أن يشمل التحسين الذاتي بشكل أساسي الأنشطة التالية: 
· تعلم مهارة جديدة.
· مراقبة الأهداف طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى بانتظام.
· مراعاة القرارات.
· تعلم كيفية إدارة الوقت.
· بناء التركيز على التفكير الإيجابي.
· البحث عن الحلول، بدلاً من النظر في المشاكل.
· أن تكون واثقًا بدرجة كافية للتواصل والتعبير عن أفكارك.
· تحسين التركيز، من خلال الأنشطة المختلفة مثل التأمل.
· اللياقة البدنية، من خلال ممارسة التمارين واليوغا.
· تهدئة العقل، من خلال القراءة والكتابة.
· إدارة الإجهاد.
· بناء عادات جديدة.
التنمية البشرية:
تعد التنمية البشرية علماً دقيقاً يتعلق بكل ما يخص تطوير الإنسان وتحقيق أهدافه، وهي من أهم التخصصات العلمية، التي تدرس في الجامعات وبرامج الدراسات العليا، حيث أصبحت من أساسيات التخطيط التنموي الشامل لأي دولة، بالإضافة إلى أنها من أهم المفاهيم التي تعتمد عليها المؤسسات والشركات في تطوير العمال بها، وتنمية مهاراتهم. 
 
وتدور أهداف التنمية البشرية حول:
· رفع كفاءة الأشخاص.
· إتاحة الخيارات والبدائل أمامهم.
· المساواة في توزيع الموارد والخدمات بين الجميع.
· إتاحة مصادر المعرفة والتعلم دون تمييز.
 
 فوائد التنمية الذاتية
أهداف التنمية الشخصية مهمة، لأنها يمكن أن تؤدي إلى التقدم الوظيفي، وفي ما يلي بعض فوائد تحديد أهداف التنمية الشخصية لحياتك المهنية: 
شعور واضح بالاتجاه:
عندما تكون لديك أهداف واضحة، يمكنك إكمال المهام بإحساس قوي بالتوجيه وتركيز أفضل، وستكون لديك قائمة بالأولويات التي تحدد موعد التعامل مع كل مهمة، ومقدار الوقت الذي يجب تخصيصه لها، وعدد مرات التفويض. كما تساعدك أهداف التنمية الشخصية على التخلص من المشتتات؛ لأنك تفهم أهمية ما عليك القيام به. 
 
تحسين أخلاقيات العمل
يضمن تحديد الأهداف لنفسك أن تتعامل مع المهام بتفانٍ. ويجب أن تكون رؤيتك لتحقيق تلك الأهداف دافعًا قوياً يغذيك في كل مهمة تحاول القيام بها. 
 
علاقات أفضل في مكان العمل
غالباً يساعدك الالتزام بالتنمية الشخصية في الحفاظ على علاقات إيجابية مع زملائك في العمل، وعندما تقوم بتحسين نفسك، يمكن أن تصبح قيمة العلاقات الجيدة واضحة، وقد تصبح نموذجًا يحتذى للموظفين الآخرين. 
 
زيادة الإنتاجية
في النهاية، سيزيد التطوير الشخصي إنتاجك في مكان العمل، وتوقع قدراً أكبر من الكفاءة والإنتاجية والنتائج المحسنة عندما تحقق كل هدف من أهدافك.