متى أشتري

متى أشتري "الجوال" لطفلي؟

شعوب وعادات

الأربعاء، ٢٤ أغسطس ٢٠٢٢

سؤال هو الشاغل والأكثر شيوعاً بين معظم العائلات اليوم؛ متى أشتري الجوال لطفلي؟ وما هو العمر المناسب لأن يمتلك الطفل هاتفاً محمولاً بين يديه؟ وهل يتمتع الطفل بقدر من الوعي والإدراك لاستيعاب فوائد الجوال وتجنب مساوئه؟وهل يمكن منع الطفل من استخدام ذلك الهاتف الذكي؟ يبدو أن التفكير في هذا القرار أمر بالغ الصعوبة لدى كثيرين.. لهذا حاولنا في هذا التقرير توضيح الكثير من التفاصيل للآباء والأطفال معاً. اللقاء مع الدكتور محمد عبد الهادي، خبير الحاسبات الإلكترونية؛ للشرح والتوضيح.
 
1- مخاوف شراء الجوال
 
الخوف من تعلق الطفل بالحياة الافتراضية بالجوال
تعتبر الهواتف المحمولة محفوفة بالمخاطر، خاصة للمصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والذين يميلون إلى التصرف باندفاع.
إن اندفاعهم يجعلهم أكثر عرضة لنشر أو إرسال شيء قد يندمون عليه لاحقاً، وفي عالم يتم فيه تسجيل كل شيء تقوم بإنشائه في الفضاء الإلكتروني.
عند شراء المحمول.. الأمر لا يتعلق بعمر معين للطفل، بقدر ما يتعلق بالوعي الاجتماعي، وفهمه ما تعنيه التكنولوجيا.
وكذلك مدى سهولة التقاط طفلك للإشارات الاجتماعية، وهل يفهم الرسائل النصية وضوابط النشر خلال منصة التواصل الاجتماعي؟
هل يستجيب لرسائل الغرباء؟ هل يبادر بالتواصل مع الغرباء؟ يتأثر مزاجه من رسالة مزعجة من شخص على منصات التواصل الاجتماعي؟
وأكثر الأمور التي تثير غضب الآباء والأمهات؛ هو تعلق الأبناء الشديد بالحياة الافتراضية، الأمر الذي يتطلب خطة علاج نفسية.
تعرّفي إلى المزيد: قواعد تربوية في فن التعامل مع الأطفال
في أي سن يجب أن يحصل الأطفال على هاتف؟
 
العمر المثالي هو من 12- 14 عاماً
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه ابنك أو ابنتك 10 أو 12 عاماً، قد يطلبان امتلاك هاتف محمول؛ للتواصل مع الأصدقاء.
وربما ستشعرين -أنتِ- بحاجتك إلى وسيلة مباشرة، للتواصل مع أبنائك في أي وقت، لكن تراودك بعض المخاوف.
وهنا لا توجد إرشادات حول الوقت الذي يجب أن يحصل فيه الطفل على هاتف، ولكن العمر المثالي يمكن أن يكون 12-14.
شراء الجوال للابن قرار عائلي فردي -سنة قبل هذا العمر أو ما بعده- يعتمد على إحساس الطفل بالمسؤولية، ومستويات النضج لديه.
3- استخدام الأطفال للهواتف المحمولة حسب أعمارهم
 
من سنتين وما دونهما.. لا ينبغي إعطاء الطفل هاتفاً
من المستحيل إبعاد الأطفال عن شاشات الهواتف المحمولة المتلألئة في عالم محاط بتكنولوجيا الهاتف المحمول، وتطوراته المذهلة المتلاحقة.
الأعمار من سنتين وما دونهما.. لا ينبغي إعطاء الأطفال في هذا العمر هاتفاً.
وبالنسبة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على 18 شهراً.. يمكن أن تعرض عليهم بعض مقاطع الفيديو تحت إشرافك.
الأعمار من سنتين إلى خمس سنوات.. قد يبدأ الأطفال من هذه الأعمار.. إدراك أنهم يمكن استخدام الهواتف كمنصات ترفيهية.. ويفضّل أن تكون تحت إشراف الآباء.
ومن 6-12 عاماً.. لا تزال مهارات الطفل الأساسية تتطور في هذا العمر، بينما يبدأ الطفل فهم المنصات المختلفة على الإنترنت، وهنا يجب على الآباء عدم السماح للطفل بالوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
في هذا العمر، ورغم إدراكهم لمعظم محتويات الإنترنت، إلا أنهم غير قادرين على التعامل مع الآثار السلبية التي قد تأتي نتيجة لذلك.
الأعمار من الثانية عشرة وما فوق.. معظم الأطفال في هذا العمر.. لديهم قشرة أمام الجبهة مسؤولة عن مهارات اتخاذ القرار الجيد.. بناء على مستوى نضج الطفل.
ومع ذلك، يجب مراقبة استخدام الوسائط الاجتماعية إن وجدت؛ لأن الاتصال الذي تجلبه وسائل التواصل الاجتماعي، قد يجعل الطفل أيضاً عرضة للتنمر عبر الإنترنت.
4- فوائد الهواتف المحمولة للأطفال
 
الهاتف يشعر الطفل بحريته
يعتبر المحمول أداة أمان.. حيث تم تجهيز معظم الأجهزة بأدوات تتبع موقع الطفل، ما يسبب مصدر ارتياح كبير من الآباء.
كما يفيد امتلاك الطفل للهاتف الشعور بحريته دون المساومة على سلامته، حيث يمكنهم الاتصال به في حالة الطوارئ.
الهواتف المحمولة تساعد الطفل على مواكبة أحدث التقنيات، وتعلمه مهارات جديدة والعثور على نقطة انطلاقهم من الإنترنت.
المساعدة التعليمية.. غير المحدودة للوصول غير المحدود إلى المعلومات، مع وجود العديد من منصات الدراسة عبر الإنترنت، ويمكنه أيضاً طلب المساعدة من أي خبير في أي موضوع.
الهاتف يوفر للطفل شبكات التواصل الاجتماعي؛ بأن تكون مكاناً مثالياًً للطفل للبقاء على اتصال مع الأصدقاء وأفراد الأسرة في العالم الحقيقي.
الجوال يتيح للطفل طلب المساعدة ممن يعرفهم، في حالة التنمر عليه؛ عبر محاولته تطوير صداقاته وتحسين مهاراته الاجتماعية.
تعرّفي إلى المزيد: القراءة تعزز قدرات الطفل.. المعرفية والعاطفية والسلوكية
5- نصائح لتوجيه الأهل إلى القرار الأفضل
 
وحدك تستطيع تقدير مسؤولية طفلك ومدى إدراكه
وحدك تستطيعين تقدير إذا كان لطفلك المسؤولية الكافية لامتلاك هاتفٍ محمول والحفاظ عليه.
توفير دروس التربية الإلكترونية، ما يزيد من وعي الطفل تجاه مخاطر الإنترنت.
مثل التنمّر الإلكتروني، والتعامل مع الغرباء، وعواقب ما ينشرونه عبر الإنترنت.
على الأهل الاستفادة من التطبيقات المتوفرة المخصصة لمراقبة نشاطات الطفل الإلكترونية.
هذه التدابير الاحتياطية ليست للتجسس، بل هي للتأكد من عدم تورط الأطفال في مشاكل.
كالتنمر، وتبادل الكلام غير اللائق عبر الهاتف، ومعرفة ما إذا كان لديهم أي نزعة انتحارية.
اترك باب الحوار مفتوحاً إذا قام طفلك بخرق إحدى القواعد التي وضعتها بدلاً من مصادرة الهاتف.