هل سميت بيتزا مارغريتا حقاً على اسم ملكة؟

هل سميت بيتزا مارغريتا حقاً على اسم ملكة؟

شعوب وعادات

الثلاثاء، ٢١ يونيو ٢٠٢٢

البيتزا من أشهر الأطعمة في العالم كله، وقد ازدهر هذا المزيج البسيط من الخبز المسطح والطماطم والجبن في إيطاليا، ثم انتشر إلى الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين مع المهاجرين الإيطاليين، وبعدها انتشرت شعبية البيتزا في أميركا، وانتشرت في كل مكان بجميع أنحاء البلاد، حتى وصلت إلى المملكة المتحدة في السنوات، التي أعقبت الحرب العالمية الثانية. 
وهناك العديد من أنماط البيتزا المختلفة، لكنَّ نوعًا واحدًا فقط له نسب ملكي، حيث بدأت قصته الأصلية عندما زارت ملكة إيطاليا مدينة نابولي في عام 1889، إذ أثناء التجول في شوارع وسط المدينة، شمت الملكة مارغريتا وزوجها رائحة لذيذة تنبعث من مطعم بيتزا. 
وقام الزوجان بدعوة طاهٍ ذلك المطعم، رافاييل إسبوزيتو، إلى قصر كابوديمونتي بالمدينة لطهي الطبق هناك، وحينها أعد إسبوزيتو ثلاثة أنواع مختلفة من البيتزا، وكان واحد منها يحاكي ألوان العلم الإيطالي، إذ يحتوي على الطماطم الحمراء، وجبن الموزاريلا البيضاء، والريحان الأخضر الطازج. 
وفي اليوم التالي، تلقى إسبوزيتو خطابًا من كاميلو جالي، رئيس خدمات مائدة الأسرة الملكية، جاء في نصه: "السنيور المحترم رافاييل إسبوزيتو. أؤكد أن أنواع البيتزا الثلاثة التي أعدتها لصاحبة السمو الملكي الملكة كانت ممتازة، ورغم أن مارغريتا استمتعت بالبيتزا الثلاثة، فإنها أعلنت أن تلك البيتزا ذات اللون الأحمر والأبيض والأخضر هي المفضلة لديها"، ليقوم إسبوزيتو بإطلاق اسمها على تلك البيتزا. 
البيتزا وحب الوطن 
ويستمر سرد هذه الحكاية، مع اختلافات عديدة، في الأدلة السياحية وكتب الطبخ وتاريخ الطعام، لكن الفكرة الرئيسية تدور حول تلك الملكة، التي تأخذ عينات من طعام عامة الناس، وحب الوطن الذي تجسده ألوان البيتزا والعلم الإيطالي. 
ويؤكد المؤرخون أنه، في عام 1889، كان إسبوزيتو مالكًا لمطعم بيتزا، وأن أومبرتو ومارغريتا كانا في نابولي بالفعل عندما أُرسلت رسالة البيتزا في 11 يونيو 1889، وأن جالي كان رئيسًا لخدمات مائدة الأسرة الملكية، وكان لدى أفراد العائلة المالكة دافع للتعبير عن امتنانهم للنابوليتانيين، الذين كانوا غاضبين من الضرائب المرتفعة لمملكة إيطاليا الجديدة. 
ومع ذلك، وفقًا لبحث حديث، فإن القصة ربما مزورة، حيث وجد مؤرخو الطعام العديد من الثغرات الرئيسية فيها. 
وربما يكون الأمر الأكثر إدانة هو أن الطبق كان موجودًا قبل ثلاثة عقود على الأقل من أي زيارة ملكية إلى نابولي، ففي مجموعة مقالات عام 1853 حول عادات نابولي، يصف المؤلف إيمانويل روكو، بيتزا تعلوها "بازيليكو، وموزاريلا، وإي بومودورو" (ريحان، وموزاريلا، وطماطم).