أسباب خوف الطفل من الأشخاص

أسباب خوف الطفل من الأشخاص

شعوب وعادات

الجمعة، ٢٠ مايو ٢٠٢٢

خوف الطفل من الغرباء أمر شائع بين الأطفال، ويعتبر مرحلة طبيعية خلال نموّهم، في سنوات عمرهم الأولى، حيث يكتفون ويرتاحون بعلاقاتهم الصحية والقوية مع أفراد عائلتهم الصغيرة، مثل الأم والأب والأشقاء والجد والجدة، والأشخاص الذين يلتقون بهم باستمرار، وهذا الخوف أكثر ما يظهر بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و10 أشهر، ويمتد معهم لعدة أشهر إضافية، ومن الممكن أن يبقى حتى عمر السنتين أو أكثر قليلاً، وهناك من يمتد معهم تجاه الأشخاص ولا يعرف الآباء لذلك سبباً. بحثاً عن الأسباب وطرق علاج الخوف التقت "سيدتي وطفلك" الدكتورة فاطمة الشناوي محاضرة التنمية البشرية وأستاذة طب النفس.
 
علامات رفض الطفل للأشخاص
 
يبدأ بالبكاء وينظر بخوف للغرباء
حيث تجدين الطفل يبدأ بالبكاء، أو يتوقّف عن الكلام وينظر بخوف إلى الأشخاص الغرباء، حتى أنه من الممكن أن يختبئ وراء الأم أو الأب في هذا الموقف.
شعور الأطفال بالخوف من مقابلة الغرباء، ومحاولة الاختباء، تبدأ أعراضها بداية من بلوغ عمر الطفل 7-10 أشهر من العمر، ويمكن أن تستمر لعدة أشهر أو تستمر لفترة أطول.
وهذا الخوف يؤثر سلبياً على صحة الطفل النفسية والاجتماعية، وتظهر علاماته حالة عدم قدرته على تكوين صداقات بالحضانة، إضافة إلى رفضه الشديد الخروج من البيت والذهاب للحضانة؛ خوفاً من ملاقاة أشخاص جدد.
أسباب خوف الطفل من الناس
 
ارتباط الطفل وتعلقه بأمه يمنعه من مخالطة الغرباء
الطفل في بداية ولادته تربطه علاقة قوية بأمه وممن حوله، وكل من يحقق له مصلحة مفيدة، ولا يهتم بالغرباء.
كما أن الخبرة غير السارة، أو المخيبة للآمال عند الأطفال تترك آثاراً سلبية لا تزول بسهولة؛ إذ يخاف الطفل من تكرارها.
العامل الوراثي كذلك يلعب دوراً أساسياً في خوف الأطفال من الناس، وعدم القدرة على المواجهة.
وقد يكون ضعف الشخصية هو السبب الأساسي الذي يمنع الطفل من مقابلة الناس والخوف منهم.
تعرّفي إلى المزيد: من المسؤول عن غرور الطفل؛ الثقة بالنفس أم تربية الآباء؟
 
طرق التعامل مع الطفل الذي يخاف مواجهة الأشخاص
 
شجعي طفلك الصغير على تكوين الصداقات
للأهل دور أساسي حتى يتمكن الطفل من تخطّي مشكلة الخوف من الناس، ومن أهم الخطوات:
تشجيع الطفل من 4 -7 سنوات على الابتعاد عن محيط الأهل لبعض الساعات، وتكوين الصداقات الخاصة، وتنفيذ المشاريع مع الرفاق، رحلة قصيرة كانت أو زيارة لصديق، وذلك بهدف كسر حاجز الخوف وتعزيز ثقته في نفسه.
هناك ارتباط بين مخاوف الطفل ومستوى نضجه ومراحل نموه، لذلك من الضروري تشجيع الطفل على التمتع بالقدر المناسب من الجرأة، التي تتناسب وعمره.
منح الطفل الحنان والعاطفة
وهو أمر من الضروريات اللازمة، ما يعطيه الثقة والأمان، ويتم ذلك بتأمين جوّ من الهدوء في البيت، والحرص على التفاهم مع الطفل، والابتعاد عن عوامل الاضطراب والشجار.
السعي باهتمام للإصغاء إلى الطفل لحلّ مشاكله، ومساعدته في مواجهة مخاوفه، من خلال إقناعه بأسلوب هادئ، مع تجنب البرامج التلفزيونية المخيفة، والأخبار التي تتضمن مشاهد قتل ودماء؛ لأن ذلك يزيد من مخاوف الطفل من الآخرين.
تنمية ثقة الطفل بنفسه، والحدّ من خوفه من الأشخاص عن طريق اللعب معه، فهذه وسيلة جيدة ليتعلم الطفل كيفية مواجهة الخوف والابتعاد عن القلق والتوتر.
تعرّفي إلى المزيد: مشاكل شعر الأطفال و"6" طرق للعناية به
 
التصرّف لعلاج خوف الطفل من الغرباء
 
كوني صبورة ولا تلحي على طفلك ليواجه الغرباء
الخطوة الأولى هي عدم تجاهل خوف الطفل من الغرباء؛ لأن ذلك من الممكن أن يجعل الوضع أكثر سوءاً، بل امسكي يد طفلك عندما يلتقي مع الغرباء، أجلسيه في حضنك وعرّفيه على الأشخاص الذين يلتقي بهم للمرة الأولى، وأظهري سعادتك بلقائهم.
المكان المثالي للقاء الغرباء بالنسبة إلى الطفل هو منزل العائلة؛ حيث يشعر بالأمان التام فيمكن أن يتقبّلهم من دون الشعور بالخوف.
إذا أظهر الطفل الكثير من الخوف ولم تنفع معه المحاولات الأولى، من الممكن أن تبعديه قليلاً عن مكان تواجد الأشخاص الغرباء عنه إلى أن يهدأ، وبعد ذلك أعيدي المحاولة بلطف.
ومن المفيد أن تحملي معك أحد ألعاب الطفل المحببة، أو غطاءه المفضّل عندما تنوين إمضاء الوقت مع أشخاص لم يتقابل معهم من قبل، فذلك يشعره بالمزيد من الأمان والهدوء.
كوني صبورة ولا تلحّي على طفلك بالذهاب إلى الأشخاص الغرباء قبل أن يصبح مستعداً لذلك، واطلبي منهم أن يتريّثوا قليلاً قبل محاولة حمل الطفل وأخذه في الأحضان.
إذا كان طفلك في العام الثاني من عمره أو أكبر، فمن الممكن أن تشرحي له من هم هؤلاء الأشخاص، وأنهم لن يؤذوه بل هم يحبونه، وبعد ذلك انتظري؛ كي يصبح مستعداً للتواصل معهم، ولا تفرضي عليه ذلك.