السعادة: خطوات مدروسة تقودك إليها وفق الخبراء

السعادة: خطوات مدروسة تقودك إليها وفق الخبراء

شعوب وعادات

الجمعة، ١٥ أبريل ٢٠٢٢

من منا لا يسعى وراء السعادة ويتمنى ألا تفارقه؟ لكن قليلاً يعرف كيفية الوصول إليها. للتعرّف إلى ماهية السعادة وسبل الوصول إليها، اتبعي نصائح الدكتورة عائشة الهاشمي، اختصاصية الطب النفسي، في الآتي:
ما هي السعادة؟ وكيف نصل إليها؟
يعتقد البعض أن السعادة هي حالة من الشعور بالبهجة والاستمتاع، ويعتقد البعض الآخر أن السعادة هي مجموع اللحظات السعيدة، والنجاح المهني أو الاجتماعي. وفي رأي الدكتورة الهاشمي، فإنّ السعادة هي السماح لأرواحنا بمساحة كافية لتعيش بكل مشاعر السعادة والحزن والرضا والغضب وغيرها، دون مقاومة أو معاناة، دون إطلاق الأحكام عليها، ودون تقييد حريتها في اختيار ما يناسبها، أو اختيار طريقة التعبير عنها.
القبول أول بوابات السعادة
لعل القبول هو أول بوابات السعادة؛ أي قبول الذات، قبول الآخرين، قبول المواقف والأحداث. كما التوقف عن المقاومة. على سبيل المثال: يجد بعض الأفراد صعوبة في تقبل إحساسه بالمشاعر السلبية كالحزن، فتجده يلوم نفسه لأنه حزين، ويشعر بالذنب لأن أحباءه يعيشون مع شخص حزين. فتجده يقاوم هذا الحزن، ويتصنّع مشاعر السعادة. فتجده إما أن يبالغ في التعبير عن الفرح، أو أنه يكبت إحساسه بالحزن إلى أن يشعر بالتعب والإرهاق. وهنا نقول له أن يتوقف عن المقاومة، وأن يلجأ إلى تمارين أخرى للتعبير عن حزنه بطريقة أكثر فاعلية، وأن يتقبل إحساسه بالحزن؛ لأنه إحساس طبيعي لأي نفس بشرية، وأن يسمح لنفسه بأن تعيش هذه المشاعر كما هي، بدون أي مقاومة، وأن يتوقف عن إصدار الأحكام على نفسه، كأن يصف نفسه بأنها "حزينة" أو "سلبية" أو "مملة". فيمكن أن يصفها بأنها تمر بمرحلة حزن عابرة بدل ذلك.
الامتنان سيزيدك سعادة ورضا
الامتنان هو الأداة الأكثر فاعلية، تؤكد الدكتورة الهاشمي، فهو إحساس عميق بالحمد والشكر للخالق على جميع النعم في حياتنا. إن الامتنان هو أحد أسباب الزيادة في الخير والرزق، فهو يدرّب عقولنا على التركيز على النِعم والإيجابيات في حياتنا بدل التركيز على السلبيات المثيرة للقلق والتوتر.
تدربي على الرضا؛ حيث تكون عيناك ممتلئتين بما لديك. تعلمي على حب الأيام الهادئة والصباحات التي تأتي عليك وأنت بصحة جيدة، كوني ممتنة للتفاصيل الصغيرة والبسيطة، فإنَّ كل شيء تظهرين له الامتنان سيزداد مع الأيام.
 
قومي بتغيير بعض عاداتك
غيّري بعض عاداتك؛ فهي التي تعطي طابعاً لحياتك، فأنت ما تقرئين وما تسمعين وما تشاهدين. عاداتك الغذائية قد تكون سبباً في تغيير مزاجك، فقد أثبتت الدراسات أن هنالك علاقة وثيقة بين الغذاء والحالة النفسية. من المهم أن نكون واعين لنوعية غذائنا على المدى البعيد؛ لأن حسن أو سوء التغذية يؤثر بشكل تراكمي وليس لحظياً على أجسامنا. كما أن للرياضة والتعرّض لأشعة الشمس والنوم الصحي تأثيراً فعّالاً على حالتنا النفسية.
 
هل أنت في حالة حزن أم اكتئاب؟
يتساءل البعض عن الفارق بين حالة الحزن الطبيعية، والتي قد تصيب الإنسان كرد فعل للمواقف الصعبة، وبين مرض الاكتئاب أو اضطرابات المزاج، والتي تحتاج إلى تدخل طبي.
في الحقيقة، فإنَّ مرض الاكتئاب لا يؤثر فقط على الشعور، بل يمتد تأثيره إلى الجسم على شكل أعراض جسمانية. يتم تشخيص اضطراب الاكتئاب عن طريق المتخصصين الذين يتبعون معايير دقيقة للتشخيص.
ومن أعراض اضطراب الاكتئاب الآتي:
- مزاج منخفض معظم اليوم، وكل يوم تقريباً.
- انخفاض واضح في الاهتمام أو الاستمتاع في كل الأنشطة ومعظمها، وذلك معظم اليوم، وكل يوم تقريباً.
- فقدان واضح للوزن بغياب الحمية عن الطعام، أو زيادة وزن.
- أرق أو فرط نوم كل يوم تقريباً.
- هياج نفسي حركي أو خمول، كل يوم تقريباً.
- تعب أو فقدان للطاقة كل يوم تقريباً.
- إحساس بانعدام القيمة أو شعور مفرط أو غير مناسب بالذنب.
- انخفاض القدرة على التفكير أو التركيز، أو عدم الحسم، كل يوم تقريباً.
- أفكار متكررة عن الموت، وليس الخوف من الموت فقط، أو تفكير انتحاري متكرر دون خطة محددة، أو محاولة انتحار أو خطة محددة للانتحار.
قد تحدث جميع هذه الأعراض أو بعضها لمدة لا تقل عن أسبوعين. كما أن هذه الأعراض تسبب انخفاضاً واضحاً في الأداء الاجتماعي أو المهني أو مجالات الأداء الهامة الأخرى.
إن علاج اضطراب الاكتئاب واسع المجال ويتراوح بين علاج نفسي أو معرفي سلوكي بدون تدخل دوائي، إلى علاج داخلي؛ حيث يستدعي تنويم المريض في القسم الداخلي للمستشفى في بعض الحالات مع بدء العلاجات الدوائية.
وهنالك ثلاث نواحٍ يجب التطرق لها في العلاج وهي المجال الحيوي، والمجال النفسي، والمجال الاجتماعي، عن طريق الطبيب النفسي والاختصاصي النفسي والاختصاصي الاجتماعي.