كيف يمكن للشامبو الذي تستحم به أن يزيد وزنك؟

كيف يمكن للشامبو الذي تستحم به أن يزيد وزنك؟

شعوب وعادات

الأحد، ١٣ مارس ٢٠٢٢

قد تبدو طريقة غريبة لزيادة وزنك إلا أن دراسة جديدة تشير إلى أن البلاستيك الموجود في زجاجات الشامبو يمكن أن يجعل الناس بدينين.
وذلك لأن العلماء اكتشفوا 11 مادة كيميائية يمكن أن تؤثر على التمثيل الغذائي لدينا وتساهم في زيادة الوزن في المنتجات اليومية التي نستخدمها مثل علب المشروبات وإسفنج المطبخ ومنعمات الشعر.
قام باحثون من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بفحص 34 منتجًا بلاستيكيًا مختلفًا لمعرفة المواد الكيميائية التي تحتوي عليها.
ووجدوا أكثر من 55 ألف مكون كيميائي مختلف في المنتجات وحددوا 629 مادة، 11 منها معروفة بأنها مواد كيميائية تعطل عملية التمثيل الغذائي.
وقال مارتن واجنر، الأستاذ المشارك في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا “تظهر تجاربنا أن المنتجات البلاستيكية العادية تحتوي على مزيج من المواد التي يمكن أن تكون عاملاً مهمًا ومستهان به وراء زيادة الوزن والسمنة”.
لفترة طويلة اعتقد الخبراء أن معظم المواد الكيميائية البلاستيكية ستبقى في هذه المنتجات اليومية، لكن واجنر وفريقه أظهر أنه يتسرب عددًا كبيرًا منها في ظل ظروف العالم الحقيقي إلى أجسادنا.
اقترحت الأبحاث السابقة أيضًا أن بعض المواد البلاستيكية تحتوي على مواد كيميائية تؤدي إلى اضطراب الغدد الصماء، والتي تُعرف أيضًا باسم “مسببات السمنة ” والتي قد تؤثر على تطورنا وخصوبتنا.
ويبدو الآن أنهم قد يكونون مسؤولين عن زيادة الوزن لدينا أيضًا. لأن المواد الكيميائية الموجودة في ثلث المنتجات البلاستيكية التي تم فحصها في الدراسة الجديدة وجدت أنها تساهم في تطوير الخلايا الدهنية في التجارب المعملية.
المواد الموجودة في هذه المنتجات أعادت برمجة الخلايا السلفية لتصبح خلايا دهنية، والتي بدورها تتكاثر بسرعة وتراكم المزيد من الدهون. وفي حين أن بعض المنتجات البلاستيكية تحتوي على مواد معروفة تؤدي إلى اضطراب عملية التمثيل الغذائي، فإن البعض الآخر لا يحتوي على مواد معروفة ومع ذلك فهي لا تزال تحفز نمو الخلايا الدهنية.
وقال الباحثون إن هذا يعني أن البلاستيك يحتوي على مواد كيميائية غير معروفة حاليًا تتداخل مع طريقة تخزين الجسم للدهون.
وقال يوهانس فولكر، أحد مؤلفي الدراسة “من المحتمل جدًا ألا تكون المواد المشتبه بهم الدائمين، مثل بيسفينول أ، سببًا في حدوث هذه الاضطرابات الأيضية”.
وهذا يعني أن الكيماويات البلاستيكية الأخرى غير المعروفة أصلًا يمكن أن تسهم في زيادة الوزن والسمنة.
تساهم السمنة في بعض أكثر أسباب الوفاة شيوعًا في العالم، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
يعاني حوالي ملياري شخص في العالم من زيادة الوزن ونحو 650 مليون منهم مصنفون على أنهم يعانون من السمنة المفرطة.
هناك العديد من الأسباب لذلك، لكن مؤلفي الدراسة الأخيرة يقولون إن المواد الكيميائية البلاستيكية قد تكون عاملاً لم يتم أخذه بعين الاعتبار من قبل.
تشتمل المواد الكيميائية على الفثالات والبايسفينول التي تشتهر بآثارها المحتملة على الوظائف التناسلية والعصبية والمناعة، لكن البحث الجديد يظهر أن هناك العديد من المواد التي تسبب هذه التأثيرات الإشكالية.
لكن الدراسات التي أجريت على الحيوانات تشير أيضًا إلى أن التعرض المبكر للبعض قد يتسبب في زيادة الوزن في وقت لاحق من الحياة.
قللت بعض الشركات المصنعة من استخدام المواد الكيميائية المعيقة لعمل الغدد الصماء، التي يطلق عليها أيضًا اسم “المواد المسببة للسمنة” في منتجاتها، إلا أن العديد منها لا يزال شائعًا في السلع الاستهلاكية.
وكتب المؤلفون “وبالتالي، فإن تحديد وفهم العوامل البيئية الأخرى غير نمط الحياة أمر بالغ الأهمية لإدارة السمنة”.
بالنظر إلى أن نظام الغدد الصماء يتحكم في الشهية والشبع والتمثيل الغذائي والوزن، فإن التعرض للمواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء هو أحد هذه العوامل.