لماذا منحت الإمارات الإقامة الذهبية لـ 100 ألف مبرمج حول العالم؟

لماذا منحت الإمارات الإقامة الذهبية لـ 100 ألف مبرمج حول العالم؟

شعوب وعادات

الثلاثاء، ١٣ يوليو ٢٠٢١

تأتي الخطوة الإماراتية بمنح الإقامة الذهبية لـ 100 ألف مبرمج من مختلف أنحاء العالم، في إطار توجهات أبو ظبي نحو رقمنة الدولة وفق خطة خمسية قادمة... ما هو العائد من وراء تلك الخطوة على الاقتصاد بشكل عام؟
بداية يقول المحلل الاقتصادي الإماراتي، الدكتور عبد الرحمن الطريفي: بدأت الإمارات منذ العام 2019 في إعطاء امتيازات وتسهيلات للاستثمار المتزايد لديها، ومن ناحية أخرى أعطت تسهيلات بحق الإقامة الذهبية للكثير من الشهادات الجامعية والكفاءات العلمية، من أجل الحرية في التجارة وفي كل شىء، وهذا أعطى مردود كبير جدا على الدولة.
الرقمنة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "في رأيي أن الإمارات من أول الدول في العالم وفي منطقة الخليج التي أعطت امتيازات وتسهيلات كبيرة إلى حصيلة كبيرة جدا من المستثمرين، وكذلك أعطت إمكانية الحصول على الجنسية، وكان لديها أيضا باع كبير جدا فيما يتعلق بإعطاء الأهمية الكبرى لعملية البرمجة، نظرا لتحول الإمارات إلى الرقمنة، والتي تعتمد على البرمجة في كل مناحي الحياة".
وتابع المحلل الاقتصادي: "منح الإقامة الذهبية لـ 100 ألف مبرمج من الكفاءات والشركات من كل دول العالم، سوف يساهم بشكل كبير في عمليات التحول الرقمي خلال السنوات الثلاث القادمة، وهذا الأمر سوف يكون له مردود كبير جدا على هذا الاستثمار القوي الممنهج من قبل الدولة، كما تتيح التسهيلات أيضا عمليات التملك في معظم المجالات".
مبادرات سابقة
وأشار الطريفي إلى أنه "تم منح الإقامة الذهبية للكثير من حملة الدكتوراة والأطباء والمهندسين والمتفوقين في كل مناحي الحياة، كما تتجه الدولة في إعطاء الإقامة الذهبية للمتفوقين في الشهادات الثانوية والجامعية لهم ولأسرهم، واعتقد أن هذا سوف يعود على الإمارات بالنفع الكبير والقوي".
من جانبه، قال الدكتور وضاح الطه، العضو الاستشاري في المعهد البريطاني للاستثمار في دبي لـ"سبوتنيك": "في الحقيقة هناك رؤية لاستبقاء الكفاءات في الإمارات، وقد سبق القرار الأخير بمنح الإقامة الذهبية للمبرمجين، إعطاء تلك الإقامة الذهبية للأطباء والمهندسين".
فئات منتقاه
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، وفي اعتقادي أن مبادرة منح الإقامة الذهبية لـ 100 ألف مبرمج حول العالم، تأتي في إطار الرؤية الإماراتية للاقتصاد الرقمي، وتلك الإقامة الذهبية للمبرمجين تأتي لإعطائهم فرصة لأن الكثير منهم بالداخل رواد أعمال و يمتلكون شركات داخل وخارج الإمارات، وهذا الأمر يهدف لخلق حالة جذب لفئات متميزة، وهذا يعطي دفعة لطبيعة التوجه بشكل عام.
وتابع الطه: "أعتقد أن الهدف أيضا من تلك المبادرة هو عملية التوطين على المدى البعيد بمنح إقامات طويلة الأمد لفئات منتقاه تخدم رؤية الإمارات الاقتصادية، وكما نعلم أن أي أعداد تبقى لفترة طويلة في بلد ما سوف تتجه بشكل طبيعي لزيادة الإنفاق الشخصي، وهذه الزيادة في الإنفاق تشكل دعم للاقتصاد وعجلة الاستهلاك، وبالتالي تخلق حركة اقتصادية إيجابية".
استراتيجية عامة
وأكد أن منح الإقامة الذهبية للمبرمجين تأتي تحت استراتيجية عامة، تلك الاستراتيجية تحتاج إلى مفردات وأشياء تتعلق بإنجاحها، وأعتقد أن هذا ما تسعى له الإمارات، حيث تقوم باستقطاب عقول عربية شابة بدلا من هجرتها إلى مناطق بعيدة، وأيضا تلك الدعوة بها نظرة دولية لأنها لم تحدد جنسية بعينها، وهذا ما يعطي المبادرة حالة من التنافسية والتنوع خصوصا في موضوع البرمجة.
وأضاف: "هناك تجارب كثيرة سعت فيها دول مثل ألمانيا إلى عمليات استقطاب للمبرمجين في وقت من الأوقات، وكان معظم المبرمجين الذين انتقلوا إلى ألمانيا من دول نامية، لذا فإن موقع الإمارات الآن يؤهلها لاستقطاب الطاقات الشابة ورواد الأعمال من دول المنطقة، وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية هناك شباب عربي يرغبون في الانتقال إلى المنطقة العربية واستكمال مسيرتهم العلمية، والإمارات مؤهلة لذلك وتمتلك بنية تحتية ممتازة، ومن أفضل دول العالم في مؤشر التنافسية". 
ووجه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمنح 100 ألف إقامة ذهبية لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع والشركات الناشئة والمتخصصة في مجال البرمجة.
وأعلن "البرنامج الوطني للمبرمجين" في الإمارات، أمس الأحد، عن البدء باستقبال طلبات الإقامة الذهبية من المبرمجين المقيمين في الدولة ومختلف أنحاء العالم، في خطوة تستهدف نخب المبرمجين من أصحاب الكفاءات وحاملي الشهادات العلمية التخصصية في هذا المجال، حسبما أفادت وكالة أنباء الإمارات "وام".  
ويأتي ذلك في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تأسيس ألف شركة رقمية كبرى في الإمارات خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وإشراكهم في مسيرة بناء الاقتصاد الرقمي للدولة، وتهيئة البنية التحتية المحفزة للإبداع والابتكار القادرة على مواكبة المتغيرات المتسارعة في مختلف القطاعات الحيوية.