العلماء يحددون الأشخاص الأكثر حسدا

العلماء يحددون الأشخاص الأكثر حسدا

شعوب وعادات

الأربعاء، ١٢ مايو ٢٠٢١

يعتبر العلماء أن الحسد كان يساعد أسلافنا على البقاء على قيد الحياة وتحويلهم إلى كائنات اجتماعية. ويشير العلماء إلى أن الحسد شعور طبيعي، متجذر في المجتمع البشري ويسهم في تحسين الذات، لكنه يمكن أن يفسد المزاج بشكل كبير، وأحيانا قد يتسبب بالاكتئاب أو حتى يدفع الشخص إلى القيام بأعمال عدوانية.
ويتناول مقال “سبوتنيك” أسباب الحسد ومن الأشخاص، الذين يحسدهم الناس؟
وأشار باحثون أمريكيون وبريطانيون في مقال حول مشكلة الحسد إلى أن الإنسان عادة ما يحسد أشخاصا من محيطه، فعلى سبيل المثال، لو اشترى أحد الجيران سيارة باهظة الثمن، وشاهد الشخص في نفس الوقت فيلما عن حياة الأسرة الحاكمة في بريطانيا، فسوف يرجح احتمال أن يحسد الشخص جاره لأنه قريب منه.
وأكد العلماء أن الإنسان غير قادر على التخلص من الحسد كليا، إذ ترسخ هذا الشعور لدى البشر، كما أن الإنسان غير قادر على الامتناع عن الحلويات، على الرغم من معرفته بضررها وأنها تؤدي إلى زيادة الوزن.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك موقع في الدماغ مسؤول عن العواطف. وينشأ الحسد عندما يحرم الإنسان من شيء يرغبه ويوجد لدى شخص آخر. وهو شعور سلبي قد يؤدي إلى سلوك مدمر.
وقارن أرسطو الحسد في أطروحته بالألم. وقد اكتشف الباحثون في الوقت الحالي أن الأجزاء ذاتها من الدماغ مسؤولة عن الحسد والألم والجوع والرضا الجنسي.
وأجرى علماء يابانيون تجارب على القردة أظهرت أن الأجزاء الدماغية المشاركة في نظام المكافأة، التي تدفع الإنسان إلى حب الحلويات والملذات الجنسية، ترتبط بقشرة الفص الجبهي، المسؤولة عن صنع القرار والذاكرة والتعرف على الأشخاص والأصوات والإيماءات، هو ما يؤكد أن الحسد شعور اجتماعي.
وينبع الحسد من مقارنة الشخص نفسه بالآخرين وما يملكونه. وتشكل المقارنة أساسا لوضع الفرد الاجتماعي وقدراته وأهميته في المجتمع.
ويرى العلماء أن المقارنة راسخة في طبيعة أي مجتمع، إذ تنشأ لا محالة منافسة على الغذاء وسبل العيش، لذلك يتم إدخال قواعد لتوزيعها.
وتؤثر منافسة أفراد المجتمع بشكل مباشر على الوصول إلى المنافع. ولكي يتمكن الفرد من المنافسة بفاعلية، يجب عليه المقارنة أولا، ومن هنا تأتي فكرة العدالة.
وأكثر فئة تشعر بالحسد في المجتمع هي الشباب. وتقل حدة هذه المشاعر مع تقدم العمر، حسبما استنتج علماء من الولايات المتحدة.
وغالبا مع يحسد الشباب أقرانهم أو من هم أكبر أو أصغر سنا. وعلاوة على ذلك فالحسد عادة ما يكون موجها تجاه الجنس نفسه، الصديق أو القريب.
واكتشف علماء من هولندا وألمانيا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعية عادة ما يشعرون بالحسد، بسبب السفر أو وسائل الرفاه غير المادية.
ويعتقد عالم النفس في جامعة تيلبورغ الهولندية فان دي فين أن الحسد له شكلين، الأول خفيف، وينبع عندما يقلق الشخص أن غيره يملك ما يتمناه هو، لكن ذلك قريب من الإعجاب. ويرافقه دافع إيجابي بالرغبة في التطور ومحاولة تحقيق نتيجة مماثلة أو أفضل.
أما الشكل الثاني فهو الصعب، عندما يترافق السعي للامتلاك بالرغبة للسلب وإثارة المشاكل للشخص المحسود. ويفصل بين هذا الشعور والشماتة خطوة واحدة، عندما يسعد الإنسان لحزن الشخص. ويرى بعض الباحثين أن هذا الشعور فقط هو الحسد.
ويصنف العلماء الحسد كشعور ضار، فالحسد في فريق العمل يأتي بنتائج عكسية، ما يؤدي إلى العداء بين الزملاء.
ويشير الخبراء إلى أن الأشخاص، الذين يعانون من انخفاض مستوى تقدير الذات، عادة ما يعانون من المشاعر السلبية بسبب الحسد، مثل الخوف، وقد يؤدي بهم الحسد إلى الاكتئاب، أما الناس السعداء فهم الأكثر قدرة على السيطرة على الحسد وقمع هذه المشاعر السلبية.