في 21 آذار.. أمهات بلا أمومة!

في 21 آذار.. أمهات بلا أمومة!

شعوب وعادات

الأحد، ٢١ مارس ٢٠٢١

رغبتها في إنجاب الطفل كانت دافعا لزواجها بعد حصولها على شهادة الثانوية مباشرة، ومنذ الـ 2007 وحتى اليوم تنتظر هناء من لم يأت “استنيت كتير وبعدني عم استنى وما فقدت الأمل”, ليمر عيد الأم على هناء كأتعس يوم في حياتها، وربما تقاسمنها هذا الشعور نساء كثيرات اخترن الزواج لتلبية رغبة الأمومة بالدرجة الأولى , فكيف يمر عليهن هذا اليوم؟
بلا أمومة
صبايا بعمر الورود منهن من اختار الزواج بعد الانتهاء من الدراسة وأخريات فضلن القفص الزوجي وتكوين الاسرة على العلم والشهادة، وذلك رغبة منهن بالحصول على الأطفال والعيش كما امهاتهن، ربات منازل مقتنعات ومكتفيات، لكن للأسف قساوة الحياة وربما النصيب أو القدر كان عائقا صعب الإزالة أمام أبسط حقوقهن , فالرغبة بالإنجاب لم تتحقق وأحلام الطفولة بملابس “البنات” وضفائرهن وتنسيق ملابس “الصبيان” تحطمت عند عتبة باب الطبيب، وهو يقول “لايمكنك الإنجاب!!”. تقول علا: مضى على زواجي عشر سنوات، آمالي انتهت عند آخر حرف خرج من فم الطبيب, لم أرزق بطفل وحرمت من هذا الشعور وأحاول أن أشغل نفسي بأي شيء بعيد الأم بحيث يمر مرورا هادئا دون وجع, أما ميساء التي تجاوز عمرها الخمسين عاما فتحدثت والدموع تنهار من عينيها عن خيبة أملها بالحياة وتجريدها من أجمل شعور. تقول: يمر عيد الأم كأنه يوم عزاء حتى الأيام الأخرى فقدت طعمها أغمض عيني وأحلم بأن ابني يناديني وبضمني وأصحى على سراب , وتختم ميساء “شعور مميت لا اتمناه لأحد” .
اختيار وقدر
استطاع العلم والطب تحقيق رغبة البعض ورسم الابتسامة على شفاه العشرات من الآباء والأمهات, وعجز بنفس الوقت أمام حالات كانت رغبة الله فيها هي الحكم , فتمكن بعض الأزواج التأقلم مع وضعهم فيما اختار آخرون الانفصال والزواج مرة أخرى نزولا عند دافع الأمومة والأبوة..
لمى كانت واحدة من اللواتي اختار زوجها أن ينجب من غيرها بعد عجز الأطباء عن منحها الطفل. تقول: كان عيد الأم يمر بقساوة لكن وجود زوجي بجانبي كان يخفف الألم، اليوم أنا فقدت زوجي الذي تزوجته عن حب وفقدت فرصتي في الأمومة.. أنا التي تجاوزت الـ 40 عاما. نهاد اكتفت بأبناء زوجها فقد احتضنتهم بعمر مبكر بعد وفاة والدتهم بمرض عضال ويبدو أنها أشبعت رغبتها من الأمومة. نساء أخريات وجدن من أمهن ملاذاً في عيد الأم تأقلمن مع الوضع ويقضين يومهن بمنزل العائلة عند الوالدة مكتفيات بحنانها, ليبقى 21 آذار ذو انعكاسات مختلفة على الكثيرين فمنهم من تكون بيوتهم مشرقة تتعالى من نوافذها الضحكات والمعايدات وورق الهدايا, ومنهم من يخبو نوره باكرا على امرأة احتضنت آلامها المحملة بالدعاء علَ السماء ترزقها بمن يقول لها “ينعاد عليكي ماما”.
الطبيبة النسائية هدى درويش قالت: تعلمت من خبرتي في الطب التعامل مع مختلف الخالات وكما كانت شاهدة على ابتسامة من أبشرها بحملها , كنت كذلك على دمعة نزلت على خد امرأة أو صبية صغيرة وأنا اخبرها بصعوبة حملها. وأنا كأم أشعر شعور الكثيرات خاصة في هذا اليوم المميز الذي يكون من سوء حظ المراجعات حين أخبرهن فيه ان رحلتهن للوصول للإنجاب طويلة.
الخبيرة الاجتماعية هيام عبدة بينت أن المرأة بفطرتها أم  يظهر حنانها من نعومة أظافرها على والديها وألعابها وإخوتها، وتتعامل مع مقتنياتها كأنها والدتهم وتقلد أمها بكل شيء فتنمو معها هذه الرغبة وتكبر وتبدأ بالازدهار عند الزواج. لكن مع صعوبة الإنجاب تتحول هذه المشاعر عند البعض لكره واحيانا نقمة وحقد، وهذه حقيقة أثبتتها الدراسات إذ تقارن معظم النسوة حالهن بغيرهن ممن استطعن الإنجاب، وتبدأ بطرح التساؤلات على نفسها والإرهاق النفسي لذي قد يقودها لمطارح غير محببة. بالمقابل تؤكد عبدة أن نساء كثيرات استسلمن للقدر وكن ساعيات لزواج أزواجهن ومنهن من كان شريك حياتها هو السبب بعدم الإنجاب فاخترن البقاء معه لأسباب كثيرة يأتي الحب بمراتب متأخرة منها، أما عيد الأم بالنسبة لهن ,ترى الخبيرة الاجتماعية أن كل امرأة قادرة على صهره بحسب نضجها ووعيها وللزوج والأهل دور كبير فيه , وكثر من النساء اللواتي يحملن الهدايا لجاراتهن وإخوتهن متمنيات يوم سعيد لهن , أيضا هناك نساء يقضين اليوم بالفراش رغبة منهن بأن يمر عيد الأم سريعا أو حتى زواله من الروزنامة.
نجوه عيدة