سرد الحكايات للطفل قبل النوم ومحاذير الاختيار الخاطئ للقصص؟!

سرد الحكايات للطفل قبل النوم ومحاذير الاختيار الخاطئ للقصص؟!

شعوب وعادات

الأحد، ١٨ أكتوبر ٢٠٢٠

أعدت مجموعة من كتّاب الأطفال استطلاع رأي شمل 500 طفل في المرحلة الابتدائية، تتراوح أعمارهم بين 6 و11 عاماً، فتبّين أن ثلث هؤلاء الأطفال فقط يستمع إلى حكاية قبل النوم 3 مرات أسبوعياً، ويتناوب كل من الأب والأم على حكايتها حسب انشغال كل منهما. و أشار الاستطلاع إلى أن هناك نسبة تقدر بـ 58% من الأطفال لا تستمع بتابتاً إلى حكاية قبل النوم.
 
الأمن العاطفي
وأوضحت دراسة أخرى أشرف عليها اختصاصي علم النفس ايريك سيغمان برزان، أن “تدني استماع الأطفال إلى حكايات ما قبل النوم له آثار سلبية. فهذا التقليد يبث في قلب الطفل قدراً كبيراً من الاطمئنان العاطفي، إلى جانب كونه و سيلة هامة لنقل القيم الاجتماعية المشتركة من جيل إلى جيل”.
ويعّلق سيغمان، في هذه الدراسة، أهمية بالغة على إدراك الوالدين قيمة سرد الحكايات لأطفالهم لما له من انعكاسات تضمن نوماً مريحاً وإحساساً بالأمن العاطفي، ما يدعم جهاز المناعة لدى الأطفال وينظم الهورمونات داخل أجسامهم، فينمون بصورة طبيعية.
 
شروط القصة الصالحة
ويؤكد أحد مؤلفي قصص الأطفال أن الأسلوب القصصي هو أفضل وسيلة لتقديم القيم الدينية أو الأخلاقية أو المعلومات العلمية أو الجغرافية أو التاريخية، أو لتوجيه سلوك الطفل الاجتماعي. فمضمون القصة المرتكز على التشويق والخيال يمكن أن يكون بمثابة الوعاء الذي يصب فيه ما تريدين تقديمه لطفلك، و لكنه يحذّر بالمقابل من أن قصص الأطفال ليست بغالبيتها صالحة، و يدعو إلى مراعاة أمور عدة في اختيار قصص الأطفال، تتمثل في أن تكون القصة مناسبة لسن الطفل، فمن سن 3 إلى 5 سنوات، يفضل اختيار القصص التي تدور حول شخصيات كالأم والأب والأخ، بالإضافة إلى الحيوانات مع وصفها بصفة يسهل للطفل تمييزها (مثلا الدجاجة البيضاء أو ذات الرداء الأحمر)، وبفضل أن تكون للشخصيات وحتى الجماد منها أصوات وحركات وأن تكون القصة غير طويلة. فقدرة الأطفال على التركيز و الإصغاء بسيطة، وسرعان ما يحسّ بالملل. لذا يجب ألا يستغرق سرد القصة سوى دقائق قليلة للأطفال في سن 3 سنوات، ثم تزداد هذه المدة لتصل إلى 10 دقائق في سن 5 سنوات، ثم 15 دقيقة أو أكثر قليلاً في سن 6 سنوات.
 
مفاهيم خاطئة
ومن شروط الاختيار الصحيح ألا تتضمن القصة ما يثير مخاوف الطفل أو يمده بمفاهيم خاطئة عن حقائق الحياة. ويجدر بالأهل تجنب القصص التي تمّجد العنف وتقدّمه كوسيلة لحل المشاكل أو تلك التي تجعل القوة البدنية هي العامل الأساسي في حسم الموقف. فهذه القصص تشّجع الطفل على السلوك العدواني. كما يجب تجنب القصص التي تقوم على السخرية من الآخرين عن طريق تدبير المقالب لهم، وإيقاع الأذى بهم كشخصيتي القط و الفأر في سلسلة الكارتون (توم و جيري). ويستحسن أن يبتعد الأهل عن القصص التي تتضمن ازدراء الاجناس الملونة. كما يفّضل اختيار القصص التي تنمي اهتمام الأطفال بالأدب والفن والأخلاق والقواعد السلوكية والدين والشعور بالمسؤولية، وذلك بصورة غير مباشرة. ويمكن للأم أن تعّدل في أحداث مواقف القصة بما يتناسب مع طفلها.
 
إبراهيم أحمد