في ظل جائحة كورونا.. حياة الطفل قلق وتوتر وتأثيرات مباشرة على دراسته!

في ظل جائحة كورونا.. حياة الطفل قلق وتوتر وتأثيرات مباشرة على دراسته!

شعوب وعادات

السبت، ٤ يوليو ٢٠٢٠

بعد أن تسبب كورونا بإغلاق الكثير من مرافق الحياة، وفي مقدمتها المدارس، وبعد أن مل الأطفال أجواء المنزل، سواء لجهة الحجر خلال الفترة السابقة أو لجهة حالة القلق أو بالأصح الهلع الدائمة في حياة العائلات، خاصة مع ارتفاع عدد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية ولكن، إن الحياة ستستمر مع امتداد خطر الفيروس بعد الفشل في إيجاد لقاح، أو دواء له حتى تاريخه، لكن بالمقابل هناك أطفال كثر امتصوا حالات الخوف التي تم زرعها في ذهنهم بشكل مبالغ فيه من قبل الأهل، أو وسائل الإعلام، أو التواصل الاجتماعي حيال هذا المرض، وكما أنهم بعد حوالي الشهرين سيخضعون لامتحان جديد في مواجهة الوباء مع افتتاح المدارس، وذلك سيتسبب بحالات من الخوف، والهلع سيمتد تأثيرها بقوة على حالتهم النفسية، والعقلية، وتحصيلهم العلمي.
 
إزالة مخاوفهم
إن دخول المدرسة للمرة الأولى، أو بداية العام الدراسي هو أمر مقلق لمعظم الأطفال في الحالة العادية، فما بالنا إذا كان هذا الأمر بعد خطر عالمي مثل جائحة كورونا التي أصابت حتى تاريخ إعداد هذا المقال أكثر من عشرة ملايين إنسان، وتسببت بوفاة نصف المليون منهم، ويتحتم على الأهل هنا بناء حوار واع بينهم وبين أطفالهم بحسب ما أكدته الأخصائية الاجتماعية ياسمين إبراهيم، ومناقشتهم حول تلك المخاطر بشكل يخفف مخاوفهم من خلال تعريفهم سهولة سبل الوقاية من الخطر مهما كان كبيراً، ونصحهم بعدم تحول الحذر إلى خوف مرضي يشل كامل إدراكهم، ومشاعرهم، ومهما كان لدى أطفالنا نوع من التوتر، أو التردد بعد مكثوهم في المنزل لأشهر طويلة فعلينا التزام الصراحة معهم، وأن نشرح لهم التغيرات التي ستحدث في نمط حياتهم داخل المدرسة مثل ضرورة ارتداء الكمامة، وعدم لمس الوجه، وعدم مصافحة أحد، وضرورة التباعد عن أصدقائهم مهما كان الأمر صعباً، خاصة أن لعب الأطفال يتطلب احتكاكهم، ويمكننا تعليمهم التفكير بإيجاد بدائل لتعزيز أواصره الصداقة، والمحافظة على التواصل، واللعب مع أقرانهم بطرق أخرى، ووسائل جديدة، وعلينا توعية الطفل بأن إجراءات السلامة ستنقذ صحته، وصحة زملائه، والمعلمين، وهي ليست بالأمر السيء كما يتخيله، وخلق الإحساس لديه بواجبه، وأهمية دوره في المساعدة بالحد من انتشار هذا المرض من خلال غسل اليدين بالماء، والصابون، والمطهرات، واحتواء العطس، والسعال من خلال ثني الكوع، وتغطية الفم بالذراع، ومهما شعر الأطفال بالانزعاج، أو الإحباط إذا وجدوا صعوبة في ارتداء الكمامات، خصوصاً أثناء الركض، أو اللعب، وأبدوا تذمرهم من ذلك يمكننا طمأنتهم بأن أشخاصاً بالغين كثر يعملون بدأب للمحافظة على سلامتهم، وسلامة أسرهم لذا عليهم التعاون معهم، وأن نذكرهم دائماً بأهمية التزام الجميع بالإجراءات الموصى بها للاعتناء بأفراد مجتمعنا المحلي، خاصة مع استفحال خطر هذا المرض، ومن جهة أخرى يتوجب علينا تذكير الطفل، وجلب تركيزه إلى حسنات وفوائد العودة للمدرسة، والأشياء، والمعاني الجميلة التي تتضمنها، وجعله يركز على تحقيق طموحه المستقبلي الذي لن يصل إليه دون التحصيل العلمي.
 
تشجيع الوقاية
وتابعت إبراهيم إن إحدى أفضل الطرق للمحافظة على سلامة الطفل من الإصابة بكوفيد-19، وغيره من الأمراض المعدية هي ببساطة تشجيعه على غسل يديه بصفة منتظمة، ولا يفترض بنا ترهيب الطفل عند نصحه، وإرشاده أبداً، فهناك وسائل أفضل، وأجدى مثل تشغيل أغاني الأطفال التي تتضمن موضوع الحفاظ على النظافة، وغسل اليدين، والمشاركة مع الطفل في ترديد، وفهم تلك الأغاني، والرقص على أنغامها بشكل شبه يومي بحيث نضفي المرح، وقوة التأثير على عملية التعلّم، وعلينا تعليم الطفل لإدراك أن الجراثيم، والفيروسات خطيرة، وموجودة بالرغم من صغر حجمها، وعدم إمكانية رؤيتها، وعند ذلك سيفهم الأطفال لماذا يتعين عليهم غسل أيديهم، وسيواظبون على هذا الأمر بشكل تلقائي، ودون الحاجة لتذكيرهم بذلك، ولابد لنا من الطلب من طفلنا إخبارنا في حال شعر بأعراض الحُمى، أو بدأ يسعل، أو واجه صعوبة في التنفس.
 
إغلاق المدرسة مجدداً
كما أوضحت إبراهيم يجب أن نناقش الطفل مسبقاً حول موعد بداية العام الدراسي، وأن نوضح له أن هذا الموعد قد يتغير، أو يؤجل تبعاً للوضع الصحي في البلاد، وتعليمات الجهات المسؤولة عن الموضوع، ولا ننسى توعيته أيضاً إلى مسألة أن المدرسة قد تغلق أبوابها مجدداً لفترة قد تطول، أو تقصر لكي لا يتفاجأ من حدوث ذلك مستقبلاً بشكل قد يؤثر سلباً على حالته النفسية، أو العقلية فعلينا تهيئته مسبقاً للتعامل مع أي طارئ، ومن المهم أيضاً مواصلة تذكيره بأن التعليم يمكن أن يجري من أي مكان سواء في المدرسة، أو في المنزل، أو حتى عبر شبكة الانترنت، وبوسع الطفل الحفاظ على التواصل مع أصدقائه عبر شبكة الانترنت أثناء فترة إغلاق المدارس، وذلك بإشراف الأبوين، حيث إن لبرامج الألعاب عبر الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والدردشة باستخدام الفيديو دور كبير في توفير الفرص للأطفال ليتواصلوا مع أصدقائهم، والتعلّم، واللعب، ويجب تشجيعهم على استخدام أصواتهم على شبكة الانترنت لمشاطرة آرائهم، وتوعية الأطفال المحتاجين للدعم أثناء هذه الجائحة، وتذكيرهم أنه ينبغي تحقيق توازن بين الترفيه باستخدام الانترنت، وبين الأنشطة التي لا تعتمد على الانترنت، بما في ذلك إمضاء وقت خارج البيت، إذا كان متاحاً.
 
تفقد شعورهم
المرشد الاجتماعي والتربوي أحمد إبراهيم محمود أكد أنه يتوجب علينا في هذه الفترة الانهماك مع الأطفال في أنشطة إبداعية، سواء أكان في المدرسة أم في البيت، من قبيل اللعب، أو الرسم، لمساعدتهم على التعبير عن المشاعر، خاصة إذا كانت سلبية ربما يعانون منها، وذلك ضمن بيئة آمنة وداعمة، وهذا يساعد الأطفال في العثور على طرق إيجابية للتعبير عن المشاعر السلبية كالغضب، والخوف، والحزن بدلاً من كبت تلك المشاعر في نفوسهم، كما أن الأطفال يستمدون مشاعر التفاؤل، والفرح، والهدوء، أو عكسها من الأهل، والأشخاص البالغين المحيطين بهم، وبالتالي على الأهل الانتباه لذلك، وعدم إظهار الحالة السيئة، والقلق، والتشاؤم أمام أطفالهم، وتشجيع الأطفال دائماً نحو الإقبال على الحياة، ومواجهة الواقع بشجاعة، ودون تهرب، ويستمعوا لمخاوف الأطفال، وما يشغل بالهم، ويتحدثوا معهم بلطف لطمأنتهم، ومن المهم إظهار أنه من الطبيعي، والمقبول أن يشعر المرء أحياناً بأن العبء كبير، وإذا ساورتنا أية شكوك حول سوء حالة الطفل، فأفضل شيء هو إظهار التعاطف، والدعم، وفي حال ظهرت أيضاً شواغل بأن زيادةً قد تحدث في حالات الوصم، والتنمر عند عودة الأطفال إلى المدارس، وذلك بسبب بعض المعلومات المُضلِلة بشأن كوفيد-، 19فيجب أن توضِّح لطفلك بأنه لا علاقة للفيروس بهيئة الشخص، أو الفئة التي ينحدر منها، أو اللغة التي يتحدثها.
وأخيراً فإنه من المهم أيضاً أن نبدأ من الآن التحضيرات والاستعدادات لأي طارىء سواء الأسر أو الجهات التربوية المعنية وبشكل يسهم في تأمين الحماية النفسية والصحية للأطفال، وتقديم الدعم اللازم إن أمكن لذلك.
بشار محي الدين المحمد-البعث