ارسولا اندرس فجرت شرارة البكيني

ارسولا اندرس فجرت شرارة البكيني

شعوب وعادات

الاثنين، ١٥ يونيو ٢٠٢٠

في الخامس من يوليو عام 1946لم تجرؤ أية عارضة أزياء ارتداء قطعة الملابس الجديدة التي صممها لويس رآرد. فلباس البحر كان مكونا من قطعتين على غير العادة. و أضطر مصمم الأزياء الفرنسي البحث عن “فتاة ستربتيز” في باريس لتوافق على المشاركة في عرض أزيائه في ذلك اليوم و بالفعل وجد لويس الشابة ميشيلين برنارديني التي كانت تعمل في إحدى كازينوهات العاصمة الفرنسية لتوافق على ارتداء التصميم المبتكر آنذاك. و الذي وصفه آنذاك أحد الصحفيين بأنه”حبس أنفاس جميع مشاهدي عرض الأزياء. وكان شيئا غير متوقعا كما لو أننا انتقلنا إلى كوكب آخر”.
 
مخترع لباس البحر من قطعتين المعروف باسم “البكيني” لويس رآرد كان في الأصل مهندسا ميكانيكيا و تولى إدارة محل والدته للملابس الداخلية النسائية. و بالرغم من أن ابتكاره للبكيني آنذاك مثل ثورة في عالم الأزياء إلا أن هذا الاختراع ليس بجديد. ففي العصر الروماني كان النساء تلبسن قطعة تغطي الصدر و أخرى تغطي الجزء السفلي من أجسامهن.
 
و قد أطلق لويس على ابتكاره الجديد إسم ب”بكيني” وهو إسم جزيرة في المحيط الهادئ و التي قامت الولايات المتحدة الأمريكية فيها بإجراء تجارب لاختبار القنبلة الذرية في نفس عام و شهر ابتكار لويس للبيكيني(يوليو 1946) و قبل بضعة أيام من تقديمه للجمهور. و يرجع أهل الجزيرة اسم بكيني إلى “بلد الجوز هند الكثير”. إلا أن لويس اختار اسم “بكيني” لاختراعه الجديد في إشارة إلى أنه اختراع يماثل “القنبلة الذرية”و أطلق على البكيني مصطلح ” أول قنبلة ذرية “.
 
و في نفس الوقت الذي عرض فيه لويس ابتكاره الجديد قام مصمم فرنسي يدعى جاك هايم من مدينة كان الفرنسية بابتكار لباس بحر مماثل للبيكيني و اطلق عليم ام “آتوم”أو “ذرة”. و سوق جاك هايم ابتكاره على انه اصغر لباس بحر في العالم إلا أن لويس رأرد لم يستسلم لهذه المنافسة و دعا الموديل الفرنسية ميشيلين برنارديني إلى إدخال البكيني عبر خاتم و وفي علبة كبريت خاوية ليثبت أمام عدسات المصورين و الصحفيين أن اختراعه هو بالفعل أصغر لباس بحر في العالم. و بالرغم من كل هذه الإثارة التي فجرها البكيني إلا أنه لم ينجح في البداية في اقتحام أسواق الملابس حتى أن بعض الدول الأوروبية و خاصة الكاثوليكية منها مثل إيطاليا و البرتغال و أسبانيا استصدرت أمرا بحظر البكيني. كما أنه و في الخمسينيات من القرن الماضي لم ينجح البكيني في اقتحام الأسواق الأمريكية بقوة. ويمكن اعتبار ظهور الممثلة أرسولا أندرس في أول فيلم لجيمس بوند و هي مرتدية للبكيني عام 1962 بمثابة الشرارة القوية التي ساهمت في نجاح البكيني في غزو أسواق الملابس.