أوقات رمضان.. طقوس الحنين إلى الماضي.. وأمسيات عائلية تكسر الملل

أوقات رمضان.. طقوس الحنين إلى الماضي.. وأمسيات عائلية تكسر الملل

شعوب وعادات

الثلاثاء، ٥ مايو ٢٠٢٠

“أقضي معظم وقتي بمتابعة برامج الطبخ ومحاولة إعداد وجبات شهية، طبعاً حسب المتوفر في البيت فيمضي اليوم دون أن أشعر بأنني بعزلة “هكذا قالت ريمة ربة منزل التي تحاول كسر الملل الذي يسببه العزل في رمضان ، مضيفة: إن البقاء في البيت في هذه الفترة ضروري ولأن “الدنيا” رمضان لن نشعر كثيراً بالوقت.
 
رمضان و”كوفيد”
يقضي معظم الناس أوقاتهم في المنزل نتيجة كوفيد 19، وتعطل معظمهم عن العمل والتقيد بالإجراءات الحكومية حتى “تعدي هالغيمة” على خير فكيف يسير الوقت في المنازل بشهر رمضان المبارك؟.
تقول فتون ذات الـ25 عاماً والموظفة: عدت للعمل يومين في الأسبوع وما تبقى من أيام أقضيها بمتابعة المسلسلات الرمضانية التي كسرت الوقت الطويل نتيجة الحجر، وأحياناً أساهم في إعداد إفطار رمضان مع الوالدة، أم فتون سيدة خمسينية قالت: يبدو أن لفايروس كورونا بعض الإيجابيات، وهي “لمة العيلة” التي افتقدناها منذ زمن، ففي شهر رمضان افتقدنا دعوة الأصحاب والجيران للإفطار فاقتصرت موائدنا على أهل البيت، أما عن قضاء الوقت في ظل كورونا فنبدأه بـ “حملة” التعقيم الصباحية ومتابعة بعض المسلسلات، ومن ثم أحضر أطباق رمضان لنجلس جميعاً حول المائدة. اجتماع العائلة التي تحبذه النساء لم يكن له الوقع ذاته عند الرجال، فأبو محمود الرجل المتقاعد قال: كنت أقضي معظم الوقت في القهوة ألعب النرد مع أصدقائي لكن فايروس كورونا منعنا من ذلك، شهر رمضان له وقع خاص تتجلى بلمة الأصحاب والأهل والسكبات والدعوات، لكن مع كوفيد19 تسلل الملل إلى طاولة طعامنا يضيف أبو محمود: نحن كرجال لانحبذ الجلوس الطويل في المنزل أو متابعة التلفاز لكننا مضطرون للأسف ونحاول مجابهة العزل بما تقدمه شاشات التلفزة وبعيداً عن الأخبار، بدوره قال أبو أحمد “مين بيحب القعدة بالبيت” شهر رمضان والبرامج التلفزيونية والمسابقات ساهمت كثيراً بالتخفيف من حدة التوتر التي يسببها الملل والعزل والقعود عن العمل، المسابقات ومحاولة المشاركة فيها كان لها دور بخلق روح الفرح بين الأولاد، ربا موظفة في إحدى الدوائر الحكومية كان لها طريقتها المختلفة للتعامل مع العزل وتمضية الوقت قالت: قمت بتنظيف المنزل عدة مرات وبدلت أثاثه الشتوي بالصيفي وأحاول خلال النهار ممارسة الرياضة، وصنع بعض أطباق الحلويات حتى يحين موعد الإفطار فأتابع التلفاز حتى يمضي الوقت دون أن أتذكر جائحة كورونا.
 
نصائح
رمضان هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، فالطقوس الرمضانية التي اعتدنا عليها قد اختفت نتيجة الإجراءات الاحترازية لمجابهة كورونا، الخبيرة الاجتماعية هيام عبده قالت: الجميع يشعر بحالة توتر في الأوقات الحالية بسبب القلق والترقب المسيطرين وتزداد تلك الأحاسيس في شهر رمضان بسبب اختلاف النظام الغذائي واضطراب الهرمونات وافتقاد لمة الأحبة والعادات الرمضانية المحببة لدى السوريين، ويمضي الأهالي وقتهم في المنزل، ما يسبب ربما بعض الشجارات والمشاحنات التي مردّها الساعات الطويلة دون أي إجراء يخفف من تلك الأزمات، خاصة في شهر الصوم، وتضيف عبده: إن السعادة قرار يمكن الوصول إليه دون أي مصاعب كاللعب مع الأبناء وممارسة بعض الهوايات معهم، إضافة لإنشاء زاوية رمضانية في البيت كخيمة صغيرة يجتمع فيها الأبوين مع أبنائهم بساعة محددة، والقيام بمسابقات منزلية إلى جانب تدليل العائلة عبر تنويع الأطعمة بما يتناسب ودخل كل أسرة، والسماح للأولاد بمشاركتهم الطهي، وتقسيم العمل على الجميع بهدف خلق نوع من التغيير وإمضاء الوقت والابتعاد عن أخبار كورونا، وتشير عبده إلى أن الأسر المعتادة على الخروج إلى المطاعم وزيارة الأقارب والدعوات خلال رمضان تكون أكثر تأثراً من غيرها فالعزل والبقاء في المنزل يكون طارئاً على حياتها لذا يتوجب السيطرة على النفس وقضاء أكبر وقت مع الأولاد فجائحة كورونا المستجد فرصة للتعرف على بعضنا والشعور بأحزان ومصاعب من حولنا والتي افتقدناها نتيجة انشغالنا بالعمل وكسب لقمة العيش، وتضيف الخبيرة الاجتماعية: السيطرة على الأفكار أمر ضروري جداً وقد يكون فن في الكثير من الأوقات لذا يجب توجيه الفكر للأمور الإيجابية، ومتابعة البرامج الترفيهية والمسابقات وتحفيز العقل لابتداع أمور جديدة والعودة لرمضان بطقوسه القديمة والمحببة وببعض التفاصيل الصغيرة نجابه كورونا خلال هذه الفترة حتى عودة الحياة لطبيعتها.
نجوى عيدة-البعث