أسباب الخلافات العائلية والزوجية في فترة الحجر المنزلي بمنظور دقيق!

أسباب الخلافات العائلية والزوجية في فترة الحجر المنزلي بمنظور دقيق!

شعوب وعادات

الجمعة، ٢٤ أبريل ٢٠٢٠

في ظل أي أزمة أو ظهور ظروف طارئة بشكل فجائي أو موقف معين، يتجه الأفراد إلى توجيه الاتهامات لبعضهم عن أي سلوك صادر عنهم.
فيضطر حينها الطرف المتَّهم للدفاع عما اقترفه من سلوك مبررا صحة تصرفه أو أنه قام به رغما عنه ترجمة لشعوره بالتوتر والضغط الذي يمر به.
ولكن في حال واجه هذا الطرف الذي يبرر تصرفاته بالموقف ذاته مع شخص آخر، سيرى أن سلوكياته غير مقبولة ولم تكن طواعية ولا خارجة عن إرادته لظروف يمرّ بها.
فلو تأخر الموظف عن العمل جراء ازدحامات المرور، أو حادث سير، فإنه حتما سيضطر لتبرير تصرفه هذا، خصوصا أن ما بدر منه هو خارج عن سيطرته وإرادته، مقابل وجود طرف آخر يحكم عليه باللامبالي وغير الملتزم بقوانين العمل.
تقبُّل تصرفات الآخر
عن تقبُّل تصرفات الآخرين دون الحكم عليهم سلبا، يتحدث استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور طارق الحجاوي في فيديو خاص لـ"فوشيا" عن أن الخلافات العائلية والزوجية تكثر في فترة الحجر المنزلي الذي فُرض على الجميع للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، فيما السبب الرئيس في هذه الخلافات هو التحيز في منهجية التفكير، والمقصود به أن ما يقوم به أي طرف من أفعال سلبية يُفسَّر على أنه تقصير منه وليس نتيجة ظروف خارجة عن إرادته.
أما لو قام الطرف الآخر بالتصرف نفسه، لاعتبره نتيجة ظروف خارجية، فمثلاً لو تأخر زميله في الدوام فيصفه بالشخص اللامبالي والمهمل بعمله، ولكن إذا تأخر الطرف المتّهِم نفسه، فسيبرر تأخيره لظرف خارج عن إرادته، وربما يبتكر بعضا من الادعاءات غير الصحيحة، كازدحام السيارات أو لم يجد موقفا لصف سيارته، أو مرض أحد أفراد الأسرة ما استدعى أخذه للطبيب وهكذا.
وهذا الأمر ينطبق تماما على ظروف الجميع في فترة الحجر المنزلي، فالزوجة مثلاً عندما تستشيط غضبا جراء الضغوط التي تعيشها والمتمثلة ببقاء زوجها وأولادها طوال الوقت في المنزل، وطلباتهم الكثيرة التي لا تنتهي، قد يصفها الزوج بالنكدة ومعقدة المزاج، بخلاف تبريره لعصبيته نتيجة حدث ما، فيبرره بأنه لم يتمكن من السيطرة على مشاعره، فيما ينبغي على الجميع تحمُّله وتحمُّل الظروف التي أجبرته ليكون بلا عمل ولا حركة.
وبتقدير الحجاوي، لا يستطيع أحد إلغاء التحيز في التفكير، لكن من الممكن التخفيف من أثره السلبي، بحيث لا يلجأ أي طرف للحكم على سلوك المحيطين به، من خلال إحلال نفسه مكان هذا الشخص الذي يحكم على تصرفاته بأنها سيئة وتدعو للاستفزاز.
وما ينتهي إليه الحجاوي هو عدم جواز الحكم على الأشخاص لمجرد قيامهم بسلوك واحد أو أكثر، إلا إذا سُئل عن الدافع للقيام بذلك، واستبعاد إطلاق الأحكام عليه بصورة مطلقة وسريعة.
للحديث أكثر عن هذا الموضوع، التقت "فوشيا" استشاري الطب النفسي والإدمان الدكتور طارق الحجاوي ليوضح تفاصيل أكثر عنه.