الأطفال والمحتوى الإباحي في زمن «كورونا»

الأطفال والمحتوى الإباحي في زمن «كورونا»

شعوب وعادات

الخميس، ١٦ أبريل ٢٠٢٠

يستغلّ المجرمون الإلكترونيون فترة الحَجر المنزلي لإستهداف الأطفال بمواد إباحية، وكأنّه لا يكفي العالم إنتشار وباء «كورونا» ومخاطره.
شهدت فترة إنتشار فيروس «كورونا»، طفرة في إنتشار المحتوى الإباحي الذي يستهدف الأطفال، من خلال الألعاب أو الفيديوهات التي يشاهدونها. فقد ساهم إنشغال الناس بالحَجر المنزلي والسلامة، في إهمال مراقبة ما يقوم به الأطفال على أجهزتهم. وهذا الأمر يدركه تماماً مجرمو الإنترنت، لذلك زادوا هجماتهم بشكل غير مسبوق، في محاولة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.
نتائج دراسة
كشفت آخر الدراسات التي أُنجزت حول «الأطفال والمحتوى الإباحي» في زمن «كورونا»، أنّ 70 في المئة من الأطفال الذين خضعوا للدراسة، شاهدوا محتوى جنسياً على صفحات الإنترنت، ولم يتجاوزوا سن الـ14 من العمر. وشملت هذه الدراسة 1000 طفل من فئة 11 إلى 16 سنة. ووجد الباحثون، أنّ 70 في المئة منهم شاهدوا صوراً إباحية في هذه السن، 28 في المئة منهم في سن من 11 إلى 12 سنة. ومن أهم النتائج الملفتة لهذه الدراسة، أنّ الفئة الأصغر سناً، أي من 11 إلى 12 سنة، تتعرّض للمحتوى الإباحي من صور أو فيديوهات، عن طريق الصدفة أثناء البحث في الإنترنت، من خلال نوافذ الإعلانات التي تبرز بشكل مفاجئ أثناء التصفح. فيما أشارت الدراسة أيضاً الى انّ 19 في المئة من الأطفال بين 11 و12 سنة، شاهدوا محتوى إباحياً عن طريق البحث المباشر والمقصود.
وشدّدت الدراسة على أنّ فترة الحَجر والتواجد الدائم في المنزل، نقلت الإنترنت من الواجهة، حيث الآباء والأمهات يراقبون سلوك أطفالهم، إلى غرف نوم الأطفال، حيث لا يمكن مراقبتهم بشكل كامل.
دور الأهل
وأكّدت الدراسة، أن هناك الكثير من المهام التي تقع على عاتق الآباء والأمهات في توجيه وتربية أبنائهم في السن المبكرة، وذلك على الرغم من التأثير الكبير الذي حصل بسبب تفشي فيروس «كورونا» على العادات، في ظلّ التباعد الإجتماعي. لذلك من المهم على الآباء والأمهات التحدث إلى أطفالهم حول الصور والأفلام الإباحية التي قد تظهر أثناء تصفح الإنترنت، بغض النظر عن إنزعاجهم أو العادات التي يتبعونها، لأنّ سلامة أطفالهم يجب أن تأتي في المرتبة الأولى. وفي بعض الحالات يتطلب من الأهل الذهاب إلى أبعد من التحدث إلى أطفالهم، وتثبيت أدوات لفرز محتوى الإنترنت لحمايتهم.